الأندية الأوروبية الكبرى تطوف على الدول الآسيوية التي «تبيض ذهبا» رغم «السارس»

ريال مدريد وليفربول وميلان وتشيلسي تعود محملة بالملايين والعقود الإعلانية والاستثمارات

TT

على الرغم من ان مرض السارس الذي انتشر فجأة في دول شرق آسيا، لم يتمكن الاطباء ولا الدول التي تقف خلفهم من الحد من انتشاره او السيطرة عليه، رغم انه قل كثيرا في الانتشار كما كان في بداية ظهوره، لكن هذا لم يمنع الاندية الاوروبية الكبرى من التوجه الى تلك البلدان، خاصة انها الارض الجديدة للاستثمار، فما من ناد اوروبي يذهب في جولة الى تلك الدول الا ويعود محملا بالذهب والملايين والعقود، وهو ما عرفته تلك الاندية خلال العامين الماضيين على وجه التحديد.

لكن ظهور وانتشار مرض الالتهاب الرئوي الحاد، دعا السياح الذين كانوا يتوجهون الى شرق آسيا، الى تغيير وجهتهم، وفي الصعيد الآخر، اضطرت الاتحادات الاسيوية الى تأجيل الكثير من المباريات التي كان متفقا على اقامتها في تلك الدول، خوفا على اللاعبين، بيد ان هذا لم يوضع في حسبان الاندية الاوروبية الكبرى.

وترى الاندية الاوروبية الكبيرة مثل ريال مدريد ومانشستر يونايتد وليفربول وغيرها من الاندية الاوروبية الشهيرة، أن دولا مثل اليابان والصين وكوريا الجنوبية وتايلند وماليزيا وغيرها من تلك الدول التي تقع في شرق قارة آسيا، إنما هي دول تعشق لعبة كرة القدم، وبخاصة الاوروبية، ومستعدة لاستقطاب نجوم تلك القارة، مهما بلغت التكلفة، فالمتفرجون الشرق آسيويون باتوا في السنوات الاخيرة يعشقون الكرة ونجومها، وراحوا يتابعونها اينما كانت، فلا عجب ان تصل بعض تذاكر المباريات التي تجمع بين فرقها المحلية او منتخباتها وبين الفرق العالمية الاوروبية، الى أكثر من الف دولار للتذكرة الواحدة، وازداد الرقم كثيرا في نهائيات كأس العالم الاخيرة التي اقيمت في اليابان وكوريا الجنوبية، فقد وصل سعر تذكرة المباراة النهائية حسب الارقام المعلن عنها في السوق السوداء الى أكثر من خمسة آلاف دولار اميركي.

ومهما يكن، فإن المتفرجين الاسيويين، يعتقدون ان تلك المبالغ الطائلة، ليست لها اهمية مقابل الوقوف امام نجم عالمي مثل زيدان وبيكم ورونالدو وغيرهم، ومحاولة التقرب منهم للحصول على توقيع اعجاب (اوتوغراف)، بل ان بعض النجوم العالميين، وجدوا تلك التواقيع خير استثمار، من خلال امكانية تصوير النجم مع المعجب، فكل صورة لها سعرها وثمنها، حتى ان بعض النجوم لا تقل صورتهم عن الف دولار اميركي، بيد ان هذا الامر يجد اقبالا من المشجعين الشرق آسيويين.

وخلال الصيف المنصرم توجه العديد من الاندية الاوروبية الى شرق آسيا، من بينها نادي النجوم، او ما يسمى فريق الاحلام، ريال مدريد الاسباني، الذي بدأ رحلته في آسيا منذ أكثر من اسبوعين، وعلى الرغم من مرض السارس، بالاضافة الى الزلازل التي ضربت الصين وغيرها من الدول المجدول للذهاب اليها، لكن هذا لم يمنع اكمال الرحلة، ففي البدء، كانت الوقفة عند تايلند حيث خاض ريال مدريد لقاءه مع منتخب تايلند، وهذا الاخير دفع ثلاثة ملايين دولار مقابل اللقاء، هذا بالاضافة الى مصروفات اقامة الوفد والمواصلات وما الى ذلك من احتياجاتهم، ومن ثمة يتوجه ريال مدريد الى عواصم شرق اسيوية اخرى مثل بكين وغيرها حيث سيعمل على اقامة عدد من المباريات التجريبية، وكل لقاء له فاتورة خاصة، اضف الى هذا كله، فإن الاعلانات التي يتحصل عليها الفريق، والنجوم، حيث كبريات الشركات الاسيوية العملاقة، تريد ان تظهر هؤلاء النجوم في اعلاناتها، يكلف تلك الشركات ملايين الدولارات، ومع ذلك فهي ايضا مستفيدة من هذا الجانب.

ولا تتوقف الجولة الاسيوية على ريال مدريد، فقد سبقه الى ذلك فريق ليفربول الانجليزي الذي خاض جملة من اللقاءات في عدد من الدول الاسيوية، منها ماليزيا، ولعب مع عدة منتخبات، فقد سبق ريال في لقاء منتخب تايلند، ونظن ان الفاتورة لن تقل عن الفاتورة المدفوعة للريال، كما ان اندية انجليزية اخرى موجودة في كوالالمبور، مثل نوتنغهام فورست ونيوكاسل واخيرا تشيلسي، وهي اندية انجليزية، وجميعها، تلعب في دورة مصغرة، مع بعضها البعض، بدعوة من كبريات الشركات هناك، وتتسلم خلالها تلك الاندية مبالغ طائلة، فهي تعتبر تلك الدورة رحلة استثمارية قبيل بدء الموسم الكروي في انجلترا.

وكذا الحال مع الاندية الاوروبية الاخرى مثل اندية برشلونة الاسباني وديبورتيفو لا كرونا، وبايرن ميونيخ الالمانيين، وميلان الايطالي، وكل تلك الاندية تحاول الترويج لبضاعتها واستثماراتها، ومحاولة توقيع عقود اعلانية مع كبريات الشركات كما اسلفنا.

وفي هذا الجانب، يقول جوجي فالدانو ميدر مدير الكرة في ريال مدريد الاسباني لوسائل الاعلام الاسيوية، ان مثل هذه الجولة مهمة للفريق، حيث يستمتع النجوم بجماهير تلك الدول التي تعشق نادي ريال مدريد، وتود ان تقترب من نجوم الفريق، كما ان النادي يجد هذه الجولة فرصة للاستثمار، وبيع قمصان نجومه، حيث طرح النادي أكثر من مائة الف قميص في تايلند، وكلها بيعت خلال يومين، مبينا ان نجوم الفريق ايضا خلال الرحلة يوقعون عقودا اعلانية كبيرة تدر عليهم اموالا طائلة، بالاضافة الى النادي نفسه، فهي اموال تساعد خزينة النادي على شراء اللاعبين والاستثمار، مشيرا الى ان دول شرق آسيا تبيض ذهبا، لانها من اهم الدول التي تقدس الكرة الاوروبية، لهذا من الضروري ان نتجول هنالك كل صيف، للعودة بمدخرات العام.