المغربي الكروج مرشح فوق العادة لذهبية 1500 متر في بطولة العالم للقوى اليوم

TT

تتجه أنظار المتتبعين الرياضيين اليوم إلى السباق النهائي للـ1500 متر الذي يجري في التاسعة مساء (بتوقيت فرنسا) ضمن منافسات بطولة العالم لألعاب القوى التي تتواصل إلى يوم 31 من الشهر الحالي في ملعب «ستاد دو فرانس» في باريس. المغربي هشام الكروج أول من ترصده كاميرات التلفزيون بين المتنافسين المتأهبين عند خط الانطلاق. هو صاحب الرقم القياسي العالمي في سرعة 3 دقائق و26 ثانية، لكن ذاك الرقم المسجل قبل عامين ليس هو ما يثير الانتباه، وإنما درجة الاستعداد الحالي الذي سيجري به سباق هذا المساء.

والكروج، بطل الدورات الثلاث الماضية من بطولة العالم، يعتبر بإجماع المتتبعين مرشحا فوق العادة لذهبية السباق، فهو صاحب أسرع توقيت عالمي في هذا الموسم في الـ1500 متر بتوقيت 3 د و29 ث و13 ج م.

وهو العداء الوحيد الذي جرى هذا السباق في أقل من 3 دقائق و30 ثانية، بل وفعلها مرتين في الموسم الحالي، كانت آخرها قبل عشرة أيام في ملتقى زوريخ. وهو ما يمهد له السبيل لنيل الميدالية الرابعة على التوالي.

ويعتقد خبراء ألعاب القوى أن مصير سباق اليوم رهين بإيقاعه، فإذا جرى بطيئا تصبح فرصة الفوز متاحة لكل المتأهلين الاثني عشر، ولكن إذا جرى سريعا فإن هذه الفرصة تكون حكرا على الفارس العربي.

وفي ظل تأهل الفرنسيين المهدي باعلا وفؤاد شوكي تروج الصحافة الباريسية أن مهمة الكروج لن تكون بالسهولة التي كانت عليها في الدورات الثلاث السابقة نظرا لعدم وجود عداء مغربي يساعده في رفع الإيقاع، وأيضا بالنظر لاعتذار الكيني برنار لاغات صاحب فضية الدورة السابقة ومحقق ثاني أسرع توقيت عالمي في الموسم الحالي.

غير أن الكروج، الذي عركته المشاركات المتعددة، يؤكد لـ«الشرق الأوسط» أنه سيأخذ الأمر بيده. ويضيف «سأفرض الإيقاع السريع الذي يناسبني ويرهق خصومي، لأنهم إذا فرضوا علي إيقاعهم وخطتهم، سأكون متدمرا نفسيا، وهذا ليس في صالحي».

ويوضح قائلا: «فلسفتي هي أن الشخص الذي يمكن أن يسبقني لا بد له أن يبذل جهدا خارقا»، وتنفرج أسارير النجم العالمي وهو يضيف «السباق النهائي سيجري في حده الأدنى، أي في حدود ثلاث دقائق وثلاثين ثانية، وسأبذل كل جهدي لأجري أسرع من ذلك، حتى إذا ما سبقني أحدهم فلن يتم له ذلك إلا إذا بذل مجهودا أكبر. فلن أترك لأحد فرصة التغلب علي بأقل جهد ممكن»، في إشارة إلى سباق الإيقاع البطيء الذي يتم فيه الحسم بالسرعة النهائية في الأمتار الأخيرة.

وتتمثل قوة الكروج في قدرته على خوض السباق بسرعة لا يطيقها منافسون، كما تتمثل بالخصوص في أنه الوحيد الذي يستطيع أن يبدأ هجومه النهائي الحاسم قبل 700 متر من خط الوصول. وقد ركز النجم المغربي برنامجه الإعدادي على مونديال باريس 2003، فقلص مشاركاته الدولية إلى الحد الأدنى، ولم يشارك في مسابقات العصبة الذهبية التي سبق له أن فاز بها ثلاث مرات، مضحيا بإغراءاتها المالية المهمة، وذلك تفاديا للإرهاق، وحفاظا على طراوة عضلاته. عبد القادر قادة، مدرب الكروج، أكد لـ«الشرق الأوسط» ثقته التامة في فوز هشام «الذي يتفوق على منافسيه بهامش كبير». وأضوح أن التعثر الذي تعرض له في أولمبياد سيدني كان بسبب عملية جراحية أجراها في ربيع عام 2000، وأبعدته عن التدريب ثلاثة أشهر.

ويستبعد قادة أي تأثير سلبي لقلة مشاركات الكروج في الموسم الحالي، ويرى أن تمكنه من قطع السباق في ملتقى روما في أقل من 3 دقائق و30 ثانية، رغم الحرارة المفرطة، يؤكد أنه في ذروة مستواه الرفيع الذي لا يجاريه فيه أحد.

* منافسو الكروج ولأن منصة التتويج تتسع لثلاثة أبطال، يبقى للمنافسين حظهم في كعكة الـ1500 متر، ويعتقد الكروج أن من أبرز المرشحين للوصول إلى منصة التتويج الإسباني رياس استيفيس صاحب فضية الدورة ما قبل الماضية، معتبرا أنه أكثر المنافسين استعدادا في الوقت الراهن.

وفي غياب الكيني برنار لاغات لأسباب صحية طارئة، تتعزز حظوظ الفرنسيين، المهدي باعلا، 25 سنة، الذي تمكن قبل بضعة أسابيع من تحقيق رقم قياسي فرنسي جديد بسرعة 3 د و30 ث و83 ج م. ويعول الاثنان على دعم الجمهور الفرنسي الذي يقبل بكثافة على منافسات مونديال باريس، ويتفانى في تشجيع ممثليه رغم أن معظمهم من المتجنسين.

ولا يمكن أن نقفل لائحة المرشحين لـ«بوديوم» 1500 متر من دون أن نذكر الكينيين اسحاق سنغوك وبول كورير اللذين يتوفران على حظوظ قوية لمنافسة الإسباني والفرنسيين على الميداليتين الفضية والبرونزية.

وللتذكير نشير إلى أن ذهبية الدورة السابقة في إدمونتون 2001، آلت للكروج متقدما على الكيني لاغات والفرنسي إدريس المعزوزي (مغربي تجنس قبل ثلاثة أعوام)، فيما حل المغربي عبد القادر حشلاف سادسا، وجاء مواطنه عادل الكوش في المركز الحادي عشر.

، أمام الفرنسي المهدي باعلا (جزائري الأصل).