تسعى الأندية الأوروبية الكبيرة اليوم، لمواصلة تصدرها في مسابقات الدوري في بلادها، وبعضها الآخر سيظهر للمرة الأولى كريال مدريد الاسباني.
ففي الدوري الإنجليزي، يسعى مانشستر يونايتد حامل اللقب وارسنال الوصيف الى مواصلة تصدرهما، عندما يحلان ضيفين على ساوثمبتون ومانشستر سيتي على التوالي في المرحلة الرابعة غدا، بينما يبحث ليفربول عن فوزه الاول غدا في ضيافة ايفرتون. ويتصدر ارسنال برصيد 9 نقاط بفارق الاهداف عن مانشستر يونايتد بعد ان حقق كل منهما ثلاثة انتصارات متتالية، ويحتل ليفربول المركز الخامس عشر برصيد نقطة واحدة فقط من تعادله السلبي مع توتنهام في المرحلة السابقة.
واعتبر مهاجم ارسنال الفرنسي تييري هنري ان فريقه استعد جيدا لاستعادة اللقب، وقال «البعض يقول اننا خسرنا العديد من النقاط في الموسم الماضي ونحن سنعمل الان على عدم تكرار ذلك ولكن يجب ان تكون لدينا رغبة في الفوز في جميع الاوقات».
ويواجه مدرب مانشستر يونايتد اليكس فيرغوسون ازمة اصابات في صفوف فريقه، فاولا قد لا يشارك نجم الوسط بول سكولز رغم وجوده مع الفريق في مواجهة ساوثمبتون، ويحوم الشك حول مشاركة المدافعين ريو فرنديناند والفرنسي مايكل سيلفستر ونيكي بات وكوينتن فورتشن. بينما يأمل الفرنسي جيرار هوييه مدرب ليفربول في ان يحقق فريقه الفوز الاول له بعد خسارتين وتعادل، وقال «كنت راضيا عن اداء الفريق امام توتنهام، فالانتصارات والاهداف ستأتي لاحقا لا محالة». وفي المباريات الاخرى، يلعب اليوم ايضا استون فيلا مع ليستر سيتي، وبولتون مع تشارلتون، وتشلسي مع بلاكبيرن، وميدلزبره مع ليدز، ونيوكاسل مع برمنغهام، وتوتنهام مع فولهام، وولفرهامبتون مع بورتسموث.
من جهة ثانية، يأمل ليل في الحفاظ على صدارة الدوري الفرنسي عندما يحل ضيفا على سوشو المتواضع لكن موناكو ونانت ومرسيليا التي تحتل المراكز من الثاني الى الرابع ويفصل بينها فارق الاهداف فقط تنتظر الفرصة للانقضاض على المركز الاول. ويتصدر ليل برصيد 10 نقاط امام موناكو ونانت ومرسيليا ولكل منها 9 نقاط. ويلعب موناكو مع متز، ونانت مع بوردو، ومرسيليا مع اجاكسيو. ويحل ليون حامل اللقب في الموسمين الماضيين وصاحب المركز السادس بسبع نقاط ضيفا على غانغان وقد وجد ضالته في المهاجم البرازيلي جيوفاني ايلبير الذي تخلى عنه بايرن ميونيخ، وهو سيخلف مواطنه سوني اندرسون الذي انتقل الى فياريال الاسباني. وفي المباريات الاخرى، يلعب اليوم أيضا، اوكسير مع رين، ولومان مع ستراسبورغ، ومونبلييه مع باريس سان جيرمان، وتولوز مع باستيا، والاحد لنس مع نيس واجاكسيو مع مرسيليا.
في ما تبدو فرق يوفنتوس حامل اللقب وانترناسيونالي الوصيف وميلان حامل الكأس وبطل دوري اوروبا الاوفر حظا من الناحية النظرية للظفر بلقب الدوري الايطالي لكرة القدم لهذا الموسم الذي ينطلق اليوم.
يوفنتوس حقق نتائج لافتة في المباريات الاعدادية وفي الكأس السوبر الايطالية التي اقصى فيها ميلان 5 ـ 3 بركلات الترجيح بعد تعادلهما في الوقتين الاصلي والاضافي 1 ـ 1، كما جدد فوزه عليه في كأس لويجي برلوسكوني السنوية 2 ـ صفر. وكان يوفنتوس قريبا من احراز ثنائية في الموسم الماضي لكنه خسر امام ميلان بالذات بركلات الترجيح في نهائي دوري ابطال اوروبا، ولكن مدربه مارتشيلو ليبي ما يزال مصمما على المنافسة محليا واوروبيا فعزز صفوفه باكثر من لاعب مميز منهم نجم وسط بريشيا ستيفان ابياه، ونيكولا ليغروتاغلي من كييفو. ويملك فريق «السيدة العجوز» وهو لقب يوفنتوس عددا وافرا من النجوم القادرين على المحاربة على الجبهتين المحلية والخارجية منهم اليساندرو دل بييرو والفرنسي دافيد تريزيغيه اللذان يشكلان ثنائيا خطيرا في خط الهجوم، وخلفهما الهولندي ادغار دافيدز صاحب المجهود المؤثر في الملعب واليسيو تاكيناردو وامبروزيني وانطونيو كونتي وتشيرو فيرارا وغيرهم. واعرب تاكيناردو، 27 عاما، عن ثقته بقدرة يوفنتوس على احراز لقب الدوري للمرة الثالثة على التوالي، وقال «يوجد العديد من اللاعبين الرائعين في الفريق والرغبة في الفوز اكبر مما كانت عليه في الموسم الماضي». من جهته، تخلى انترناسيونالي عن الهداف الارجنتيني هرنان كريسبو لمصلحة تشلسي الانجليزي واختار مدربه هرنان كوبر اكثر من لاعب لتعزيز الصفوف منهم نجم الوسط البرازيلي لوسيانو من كييفو، والهولندي اندي فان در مايده من اياكس امستردام، والارجنتيني كيلي غونزاليز من فالنسيا الاسباني. ويعول كوبر بدرجة كبيرة على هداف المنتخب الايطالي كريستيان فييري لهز الشباك. وبدا قائد انترناسيونالي، الارجنتيني خافيير زانيتي، واثقا من تقديم الافضل هذا الموسم رغم ابتعاد كريسبو قائلا «معنويات الفريق مرتفعة. انا آسف لابتعاد كريسبو فهو ليس لاعبا رائعا فقط بل صديقا جيدا». ولعب الاثنان معا لفترة في المنتخب الارجنتيني. وتابع زانيتي «ان المهاجم النيجيري ابافيمي مارتينز قد ينسي جمهور انترناسيونالي في كريسبو، قد يكون صغيرا لكنه يتعلم بسرعة ويملك القدرة على تخطي المدافعين وسيكون عونا كبيرا لنا». وعزز ميلان بطل اوروبا صفوفه ايضا لكن استعداداته لم تكن مشجعة حيث خسر خمس مباريات الا ان المنافسات الرسمية قد تختلف عنها كثيرا وهو سيبدأها بالذات عندما يلتقي بورتو البرتغالي على استاد لويس الثاني في موناكو في الكأس السوبر الاوروبية.
خط هجوم ميلان ما يزال خطيرا بوجود الاوكراني اندري شفتشنكو وفيليبو اينزاغي مع تعافي الاول تماما من اصابة ابعدته لفترة في الموسم الماضي، ووقع خيار المدرب كارلو انشيلوتي على المدافع الدولي البرازيلي كافو في الجهة اليمنى ومواطنه المهاجم كاكا لينضما الى مواطنهما نجم الوسط ريفالدو الذي مكث طويلا على مقاعد الاحتياط والبرتغالي روي كوستا وقائد الفريق باولو مالديني. كما تعاقد ميلان مع ابن مهاجمه السابق الليبيري جورج ويا، وهو جونيور ويا ،16 عاما، لمدة اربع سنوات بناء على توصية من والده. وقال مالديني «نحن اقوياء من الناحية المعنوية بعد فوزنا بدوري ابطال اوروبا وكأس ايطاليا وهدفنا هذا الموسم الفوز بلقب الدوري الايطالي». وتخلى ميلان عن المخضرم ديمترو البرتيني، 33 عاما، لمصحلة لاتسيو بعد ان لعب في صفوفه 14 موسما. ويبقى لاتسيو ايضا منافسا كما هي حال روما شريكه في العاصمة لكن عروضهما لا تكون ثابتة طوال الموسم وتشهد تذبذبا كبيرا خصوصا امام الفرق الصغيرة ما يفقدهما الكثير من النقاط.
وفي المرحلة الاولى اليوم، يلتقي ريجينا مع سمبدوريا، وغدا بولونيا مع بارما، وبريشيا مع كييفو، وانترناسيونالي مع مودينا، ويوفنتوس مع امبولي، ولاتسيو مع ليتشي، وبيروجيا مع سييانا، واودينيزي مع روما، وتختتم بعد غد بلقاء انكونا مع ميلان.
بيد أن ملايين عشاق كرة القدم في العالم يترقبون بدء الدوري الاسباني لمتابعة ريال مدريد «فريق الاحلام» الذي يعد بأن يقدم اداء جماليا رفيعا بوجود كوكبة من افضل نجوم العالم في صفوفه.
الدوري الاسباني ينطلق اليوم، والترشيحات تصب طبعا في خانة ريال مدريد بطل الموسم الماضي وحامل الرقم القياسي في الفوز بدوري ابطال اوروبا (تسع مرات)، وقد تعود المنافسة التقليدية هذا الموسم بين فريق العاصمة وبرشلونة الذي كان بعيدا جدا عن مستواه المعهود في الموسم الماضي بعد ان ضخ الاخير دماء جديدة في صفوفه. رقعة المنافسة في اسبانيا اتسعت في الاعوام الماضية ولم تعد حكرا على المنافسين التقليديين ريال مدريد وبرشلونة، وبات ديبورتيفو لاكورونا وفالنسيا في صلب المعركة ايضا، ويمكن لريال سوسييداد وسلتا فيغو وغيرهما من الفرق الاخرى ان تلعب دورا مؤثرا في المنافسة. قد لا يحلم عشاق ريال مدريد في اسبانيا والعالم بفريق يضم هذه المجموعة من النجوم في تشكيلة واحدة كثيرا، ويعود الفضل في ذلك الى رئيس النادي فلورنتينو بيريز صاحب النظرة التجارية والصفقات الكبيرة التي احدثت جدلا واسعا منذ نحو ثلاث سنوات.
فمنذ انتخابه رئيسا للنادي، صمم بيريز على جعل ريال مدريد محط انظار العالم فبدأ بخبطة صانع العاب منتخب البرتغال لويس فيغو حيث ضمه من الغريم التقليدي برشلونة، ثم اتبعه بدينامو المنتخب الفرنسي زين الدين زيدان من يوفنتوس الايطالي في اكبر صفقة في عالم كرة القدم حتى الان، وحارب بشراسة للتعاقد مع رونالدو الذي قاد منتخب البرازيل الى احراز كأس العالم في كوريا الجنوبية واليابان للمرة الخامسة في تاريخه فرضخ انتر ميلان الايطالي اخيرا لعرضه. الصفقة الابرز هذا الموسم تتعلق بقائد المنتخب الانجليزي ديفيد بيكم التي اخذت حيزا كبيرا خصوصا في الصحافة الانجليزية والاسبانية لكن بيريز امتلك القدرة على تنفيذ خططه فضم بيكم من مانشستر يونايتد بطل انجلترا وسط دهشة مشجعي الفريق الانجليزي الذين اعتادوا مشاهدة لاعبهم المفضل على ملعب «اولدترافورد» منذ سنوات عديدة.
النجوم الذين كلفوا خزينة ريال مدريد عشرات الملايين من الدولارات انضموا الى اسماء لا تقل كثيرا عنهم في مقدمتهم الجناح البرازيلي السريع وصاحب التسديدات القوية روبرتو كارلوس، والمهاجم الاسباني الموهوب الذي يعتبر الطفل المدلل للفريق راؤول غوانزاليز، والحارس ايكر كاسياس، وايفان هيلغيرا. التغيير لم يكن على صعيد اللاعبين فقط، بل اتخذ بيريز قرار جريئا بعد نحو سنة من التردد فأبعد «ابن النادي» فيسنتي دل بوسكي الذي تحول من المدرب المساعد الى المدرب الاساسي لفترة، وتعاقد مع مساعد مدرب مانشستر يونايتد السابق، البرتغالي كارلوس كيروش لتولي الاشراف الفني على الفريق.
كيروش قبل التحدي ولم ترهبه «زحمة» النجوم في ريال مدريد، لكنه يخشى من الخلافات التي قد تنشأ بين اللاعبين، خصوصا ان فصولاً من الغيرة ظهرت بعد الاستقبال الخاص لبيكم والدعاية القوية التي رافقت انضمامه الى الفريق والراتب السنوي الذي سيناله ويصل الى ستة ملايين دولار.
تجاريا، كانت نتائج التعاقد مع بيكم ايجابية جدا حيث تدفق عشاق الفريق الى شراء القميص الخاص به ويحمل الرقم 23 لان الرقم الذي كان يريده (7) بقي في حوزة راؤول. قد تتأخر البداية الحقيقية لريال مدريد في الدوري لان الانسجام لم يظهر تماما بين اللاعبين.
في المقابل، يريد برشلونة محو موسمه المتواضع محليا بعد ان كان في وضع حرج قبل ان يتدارك الامر في الاسابيع الاخيرة منه وينهي الدوري في المركز السادس، وقد يعطي انتخاب خوان لابورتا رئيسا جديدا له دفعة معنوية للفريق لتقديم الافضل هذا الموسم.
برشلونة لم يكن بعيدا عن الصفقات القوية ايضا، فاولا توسم خيرا بالتعاقد مع المدرب الهولندي فرانك رايكارد، النجم الدولي السابق، آملا في ان يحقق الاخير ما فعله مواطنه الشهير يوهان كرويف مع الفريق الكاتالوني، ثم ضرب ضربة معلم بضم صانع العاب المنتخب البرازيلي رونالدينيو في صفقة استمرت فصولها اسابيع عدة وتعددت اطرافها لتشمل ريال مدريد ومانشستر يونايتد قبل ان يحسم لابورتا الامور دافعا مبلغ 30 مليون يورو. وضم برشلونة ايضا مدافع موناكو الفرنسي الدولي المكسيكي رفائيل ماركيز، 24 عاما، وحافظ على نجميه المميزين في خط المقدمة الهولندي باتريك كلويفرت والارجنتيني خافيير سافيولا، لكنه اعار الارجنتيني الاخر خوان رومان ريكيلمي الى مواطنه فياريال لموسم واحد.
وسيبدأ ريال مدريد حملة الدفاع عن لقبه في المرحلة الاولى اليوم، في مواجهة ضيفه ريال بيتيس، في حين يحل برشلونة ضيفا على اتلتيك بلباو، ويلعب الباسيتي الوافد الجديد مع اوساسونا، واسبانيول مع ريال سوسييداد، وملقة مع فياريال، وفالنسيا مع بلد الوليد. وتختتم المرحلة غدا، فيلتقي سلتا فيغو مع مورسيا، وراسينغ سانتاندر مع مايوركا، واشبيلية مع اتلتيكو مدريد، وسرقسطة مع ديبورتيفو.