المغربي الكروج ينافس الاثيوبيين والكينيين على ذهبية 5000 متر

TT

تختتم مساء اليوم بطولة العالم لألعاب القوى، التي جرت منافسات دورتها التاسعةةفي ملعب «ستاد دوفرانس» في سان دوني بالضاحية الشمالية للعاصمة الفرنسية.

ومن بين المسابقات النهائية التسع التي يتضمنها برنامج اليوم، تتجه الانظار بصفة خاصة لسباق 5000 متر الذي ينتظر ان يكون حامي الوطيس، وان تتوزع ميدالياته الثلاث بين ممثلي القارة السمراء. ويتميز هذا السباق بمشاركة اثنين من ابطال العالم المرشحين للذهب في الدورة الحالية، واللذين يبحثان عن تتويج ثان، ويتعلق الامر بالمغربي هشام الكروج الفائز مساء الاربعاء الماضي بسباق 1500 م، والاثيوبي كينينيزا بيكيلي الفائز يوم الاحد الماضي بسباق 10 آلاف متر.

فعلى مستوى الارقام يعتبر الكروج صاحب احسن توقيت من بين منافسيه. فالمشاركة الوحيدة التي خاضها في سباق 5000م حقق فيها توقيت 12 دقيقة و 50 ثانية و24 جزء مئوي من الثانية، متقدما بأكثر من ثانيتين على ابرز منافسيه الاثيوبي بيكيلي والكيني أبرهام شيبيي.

ولعل الخصم الاول الذي يخشاه الكروج هو الارهاق، حيث لم يستفد من الوقت اللازم لاسترجاع انفاسه بعد نهائي 1500 م. ومع ذلك فقد بدا مساء الخميس بلياقة عالية في الدور الاقصائي، وأعطى الانطباع ان باستطاعته قطف ذهبية ثانية في محاولة تعتبر الاولى من نوعها في بطولة العالم لألعاب القوى، حيث لم يسبق لأي كان ان فاز بذهبية 1500 م و5000 م، وهما تخصصان مختلفان اولهما من المسافات المتوسطة والثاني من المسافات الطويلة.

لكن عبد القادر قادة، مدرب الكروج، يبدو اكثر اطمئنانا وهو يوضح لـ«الشرق الأوسط» ان هشام قادم في الاصل من مسابقات العدو الريفي (اختراق الضاحية) الذي صقل قدرة التحمل لديه، وبالتالي فهو عداء ايقاع. ولا يتوقع عادة ان يجري السباق النهائي مساء اليوم في اقل من 13 دقيقة، معتبرا ان ذلك يخول للعداء المغربي حظوظا قوية للفوز. ويضيف المدرب ان الامر يتعلق هنا بتجربة جديدة، مشيرا ان الكروج لو شارك في الـ5000م وحدها لكان فوزه مضمونا مائة في المائة. لكن بعد مشاركته في سباق 1500 م، اضافة الى عدم خوضه ما يكفي من سباقات 5000 م في الموسم الحالي، وايضا اعتباراً لمستوى منافسيه، فلنقل ان الامر يتعلق بتجربة جديدة يحاول الفارس العربي ان يربحها. واذا توفق في مسعاه فسيشجعه ذلك على اعادة الكرة في أولمبياد أثينا الصيف المقبل.

ومن اهم العناصر التي يمكن ان تؤثر في تحديد مصير السباق، مشاركة الكينيين بأربعة عدائين، ذلك ان مرشحهم الاول أبرهام شيبيي سيكون مدعوما بكل من كيبشوغ وكيبوين ورشارليمو. كما يشارك الاثيوبيون بثلاثة عدائيين حيث يكون بيكيلي معزز الجانب بكل من جيبريمريم وأبيدأباتسي. فيما لا يمثل المغرب غير عدائين الكروج والكمري. وهي عناصر يتوقع ان يكون لها تأثير بالغ لاعتماد هذا النوع من السباقات على التكتيكات الجماعية.

ولا بد من الاشارة هنا الى مشاركة العداء السعودي مخلد العتيبي، الذي تأهل لهذا النهائي عن جدارة واستحقاق بعدما خاض السباق النهائي بحكمة ورزانة. ولا يعدم العتيبي حظوظا اذا سار السباق بايقاع معتدل، لكن اذا سار على نمط نهائي الـ10 آلاف متر قبل اسبوع، فستبقى فرصته في تطوير رقمه القياسي الحالي الذي هو 13 دقيقة و21 ثانية و11 ج.م.

ولا تتوقف المشاركة العربية اليوم في هذا السباق، ذلك ان نهائي 800 م سيجري بحضور العداء الجزائري سعيد الكرني الفائز ببرونزية الدورة السابقة، والذي أبدى استعدادا جيدا في المراحل التأهيلية التي شهدت إقصاء بطل العالم السويسري اندريه بوشر.

وتشارك المغربيتان كنزة وهبي وحنان فحرون في سباق المارثون الذي تبدأ به مسابقات اليوم. كما يتضمن البرنامج نهائي تناوب 100 م وتناوب 400م اللذين جرت أدوارهما الاقصائية مساء امس السبت بمشاركة ممثلي المملكة العربية السعودية.

الى ذلك شهد اول امس الجمعة صراعا مثيرا في الوثب الطويل الذي آل للأميركي دوايت فيليبس بقفزة 8.32 م، أي اقل بسنتمتر واحد من الرقم القياسي المسجل باسم السعودي حسين طاهر السبع الذي حل في المركز الخامس بقفزة 8.10م. فيما أثبت الدومينيكاني فيلكس سانشيز انه سيد سباق 400 م حواجز بدون منازع حيث انتزع الذهبية بتوقيت 47 ثانية و25 جزء من الثانية بفارق ثانية كاملة عن مواطنه وودي.

* الكروج: سباق 5 آلاف متر قفزة نحو المجهول * في المقابل، لم يسبق ان احرز اي عداء سباقي 5 الاف م و10 الاف م الذي توج بيكيلي بطلا له، سواء في بطولات العالم او الالعاب الاولمبية.

ويؤكد الكروج ان خوضه هذا السباق ليس من اجل المتعة لانه يفكر جديا في الانتقال الى هذه المسافة في دورة الالعاب الاولمبية المقبلة في اثينا، وان كان يحز في نفسه عدم احراز اللقب الاولمبي في اختصاصه (1500 م) حيث تعثر في اتلانتا 1996 عندما اصطدم بالجزائري نور الدين مرسلي وحل في المركز الثاني عشر، ثم اكتفى بالمركز الثاني في سيدني 2000 وراء الكيني نوا نغيني.

واضاف «اعرف جيدا خفايا سباق 1500 م لاني خبرته طوال مسيرتي، لكن سباق 5 الاف م يمثل قفزة في المجهول بالنسبة الي».

واعترف الكروج بتخوفه من خوض السباق، وقال «اخاف كثيرا من سباق 5 الاف م، ليس من احد المنافسين على وجه التحديد لكن من المسافة».

وكان الكروج خاض سباق 5 الاف م مرة واحدة هذا الموسم، وكان في اوسترافا (تشيكيا) وحل ثانيا خلف الكيني ستيفان تشيرونو الذي حصل على الجنسية القطرية في ما بعد وبات اسمه سيف سعيد شاهين.

وعلى الرغم من ان الكروج خاض تصفيات الدور الاول من سباق 5 الاف م اول من امس، اي بعد اقل من 24 ساعة على فوزه بلقبه الرابع في سباق 1500 م، فانه لم يبد متعبا على الاطلاق حتى انه تصدر السباق حتى الامتار الاخيرة قبل ان يخفف من سرعته لادخار جهوده للسباق النهائي بعد ان ضمن تأهله فجاء ثانيا.

اما بيكيلي ابن العشرين ربيعا، فقد احدث ثورة حقيقية في سباقات الضاحية، اذ توج بطلا للسباقين القصير والطويل في العاميين الماضيين في دبلن ولوزان على التوالي.

واكد بيكيلي قبل انطلاق بطولة العالم الحالية ان خوض سباقات في المضمار «يختلف تماما عن سباقات الضاحية، وبالتالي قد لا اكون موهوبا داخل الملعب، لكني آمل ان تكون مسيرتي رائعة كما كانت مسيرة مواطني الشهير هايله جبريسيلاسي».

واضاف «لا املك خبرة كافية على المضمار وعلي ان اتدرب كثيرا لأحقق نتائج جيدة». واكد بيكيلي ان موهبته في المضمار لا تقل شأنا عنها في سباقات الضاحية التي تقام على ارض موحلة في بعض الاحيان ووعرة احيانا اخرى، لانه تغلب على مثله الاعلى جبريسيلاسي ثلاث مرات هذا الموسم كان اخرها في سباق 10 الاف م في بطولة العالم الحالية. ويتوقع النقاد مستقبلا رائعا لبيكيلي نظرا لصغر سنه وان يتفوق على استاذه في السجل عندما ينهي مسيرته.

وستكون العداءة التركية ثريا ايهان مرشحة فوق العادة لاحراز سباق 1500 م بعد ان سيطرت على المسافة هذا الموسم وحققت افضل رقم منذ 6 سنوات ومقداره 3.55.60 دقائق.

ولم تخسر ايهان في السباقات السبعة الاخيرة التي خاضتها ويعود ذلك الى مطلع 2002، علما بان مسيرتها انطلقت عندما توجت بذهبية دورة العاب المتوسط.

وكشفت ايهان ان الحكومة التركية ستمنحها 700 قرش ذهبي تقدر بنحو 14 الف دولار في حال فوزها، علما بان الاتحاد الدولي لالعاب القوى يخصص جائزة 60 الف دولار للفائز بكل سباق.

وفي سباق 800 م يستطيع اكثر من عداء ان يحلم بالذهب العالمي، ومن ابرزهم الروسي الصاعد بقوة يوري بورزاكوفسكي، والدنماركي الجنسية الكيني الاصل ويلسون كيبكيتير والجنوب افريقي مبولايني مولودزي والجزائري سعيد القرني.

وفي سباقات التتابع سيعاني الاميركيون الذين طالما سيطروا على سباقات السرعة، من غياب ثلاثة افضل عدائين وهم موريس غرين بداعي الاصابة وجون دراموند لاستبعاده وتيم مونتغومري لعدم اهتمامه بعد حلوله خامسا في سباق 100 م، مع العلم بانه يحمل الرقم القياسي العالمي ومقداره 9.78 ثوان.

وسيكون المنتخب الاميركي مرشحا للفوز بسباق التتابع 4 مرات 400 م لضمه جيروم يونغ وتايري واشنطن اول وثاني سباق 400 م قبل يومين بالاضافة الى كالفين هاريسون الذي حل سادسا في السباق.

لكن الامر لا ينطبق على السيدات الاميركيات، وتحديدا في سباق التتابع 4 مرات 400 م، لان الروسيات اثبتن انهن الاقوى عندما تغلبن على البريطانيات في بطولة اوروبا الاخيرة، لكن المهمة لن تكون سهلة بوجود الجامايكيات ايضا.

وستكون المواجهة كينية ـ يابانية في سباق المارثون للسيدات، اما ابرز المرشحات فهناك الكينية كاترين نديريبا ومواطنتها لورنا كيبلاغات، واليابانيتان ماساكو شيبا وناوكو ساكاماتو.

ومن المتوقع ان تشهد مسابقة الوثب العالي للسيدات منافسة قوية على علو شاهق، خصوصا في ظل النتائج الرائعة التي حققتها صاحبات هذا الاختصاص هذا الموسم ولم يعدن بعيدات عن الرقم القياسي المسجل باسم البلغارية ستيفكا كوستادينوفا عام 1987 في روما خلال بطولة العالم ايضا. وتبرز الجنوب افريقية هيستري كلويستي التي اجتازت ارتفاع 2.05 م هذا الموسم، ولا شك ان فوز مواطنها جاك فريتاغ في الوثب العالي سيعطيها دفعا معنويا هائلا لكي تحذو حذوه. لكن الامر ليس محسوما للجنوب افريقية بوجود السويدية كايسا بيرغكفيست والكرواتية الصاعدة بلانكا فلاسيتش.