«لا قياس مع الفارق»

مساعد احمد العصيمي

TT

ربما نحتاج الى اعاده جذريه للمفاهيم، او الى مفاهيم متطوره قادرة على استيعاب الرأي الآخر، حتى ان لم نتوافق معه او نتقبله. ولعل اسوأ مرتكزات مفاهيمنا الحالية تجاه بعضنا كعرب، انها تنطلق من نظرية المؤامره، بمعنى آخر انك حين تشير الى شأن يقلق رياضة العرب أو فعل غير جيد تتمنى زواله، يظهر لك من يلوح بسيفه تسبقه شتائمه، وكأنك غرست خنجرك في قلب كرامته. المشكله اننا متبرمون متسرعون، فحين يشير الناقد المطلع على أحوال الرياضة العربيه الى ان هناك سوء تدبير فيما يخص استخدامنا لتسهيلات تجنيسية الهدف منها الكسب المؤقت، ونشير ايضاً الى ان مثل ذلك يضر بالقاعده والنشء، بل ويطفئ الحماس المتقد الذي ينطلق من رياضيي البلد وهم المتطلعون اكثر لرفع راية بلادهم والعمل في كل ما من شأنه اعلائها ورقيها قبل التفكير في أي مقابل مادي أو تحصيل معنوي شخصي، فان مثل تلك الاشارات تكون محل تبرم وضيق من آخرين، ليس لشيء الا لانهم يرون ان الحق بجانبهم حتى لو اختلف الآخرون معهم في ذلك.

وحين اشرت في المقال السابق عن التجنيس الفوري لأجل تحصيل معين والاضرار التي تنتج عنه، فاننا كنا نستعرض الامر برمته بعيداً عن أي تقليل أو غمز، كما اشار بعض الاعلاميين والقراء الكرام من خلال البريد الالكتروني، وفي ذلك وجب ان نؤكد على ان لا قياس مع الفارق، فما بين منتخب فرنسا الكروي وما حدث مع سيف شاهين القطري فرق شاسع، لأن من ينتمون للاول قد حصلوا على انتمائهم من خلال قوانين معينه تجيز لهم كما لغيرهم ممن يحقق اهداف تلك القوانين ان ينال الجنسيه. اقول لأولئك علينا ان نكون اكثر هدوء في تقييمنا لامورنا وان لانتخذ من المؤامره شعارا لكل ما لا يتوافق معنا او نختلف معه، وحسبي ان الايجابيه في التعامل مع الآخر جدير بأن تخلق الفائده، وأزيد في الرد ان الموضوع الذي طرح عبر هذه الزاويه قبل اسبوع كان يحتوي ايضاً تذكيراً بقدرة الرياضي القطري على الارتقاء وتحقيق الانجازات العالميه متى ما توفر له الدعم المالي والمعنوي الكبيران كما هو حال نظرائه في الغرب، واذكر بأن القطريين طلال منصور ومحمد سليمان مثاليان ليسا ببعيدين بانجازاتهما الكبيره قارياً وعالمياً.

قد اكون انزلقت كثيراً بفرد عبارات التبرير، واحسب انه سيجعلني كما بعضنا منضوياً تحت اشكالية المؤامرة، لكن ما باليد حيله لأنها قدرنا كعرب.