عام 2000 يضع الهلال السعودي على القمة العربية والآسيوية ويعيد للزمالك المصري بريقه بلقب كأس الكؤوس الأفريقية

TT

يمكن اعتبار عام 2000 عام فريق الهلال السعودي لكرة القدم على الصعيدين العربي والآسيوي لانه كان الفائز الاكبر، فتوج بطلا لاربع مسابقات، محققا انجازا فريدا رصع به خزائنه بالكؤوس، كما شهد العام ايضا تألق الاندية السعودية بشكل عام وكادت تهيمن على معظم المسابقات، لكن الصفاقسي التونسي حال دون احتكارها لها عربياً، ومثله فعل شيميزو بولسه الياباني آسيويا.

وشمل النجاح عام 2000 ايضا الزمالك المصري الذي توج بطلا لكأس الكؤوس الافريقية للمرة الاولى في تاريخه، مما فتح امامه الطريق الى المشاركة في بطولة العالم الثانية للاندية في اسبانيا العام المقبل، فيما فشل الترجي التونسي مرة اخرى في احراز لقب دوري ابطال افريقيا عندما سقط في امتحان الدور النهائي ذهابا وايابا امام هارتس. اوف. اوك. الغاني.

ولم تأت السيطرة السعودية من باب المصادفة او الحظ، بل انها اثبتت واقعا كرويا لا يمكن تجاهله على صعيد المسابقات العربية اولاً، لان الاندية السعودية فرضت فارقا فنيا وبدنيا كبيرا بينها وبين الاندية العربية الاخرى في القارة الآسيوية، حتى انه بات التفوق عليها من الاحتمالات الصعبة لانها ما دخلت بطولة معينة الا وكانت الترشيحات باحراز اللقب تصب في خانتها والاضواء مسلطة عليها.

وساعد في تفوق السعوديين عربيا غياب الاندية العربية البارزة من القارة الافريقية، حيث اقتصرت المشاركة على بعض الفرق التي دائما ما يكون لها حضورها المميز نظرا لتطور مستوى الكرة في بلدانها وللياقة البدنية المرتفعة التي يتميز بها لاعبوها، مما يشكل حائلا امام الاندية السعودية لفرض طابعها في بعض الاحيان.

واثبتت الاندية السعودية انها مرشحة اولى للمنافسة على القاب المسابقات الاسيوية ايضا، وبدأت تنحصر المنافسة بينها وبين الاندية اليابانية في الفترة الاخيرة مما يدل على ان المدرستين السعودية واليابانية باتتا تطمحان الى اداء دور بارز خارج حدود القارة بعد ان دانت لهما السيطرة في داخلها.

واحرز الهلال السعودي لقب بطل مسابقة كأس ابطال الاندية الاسيوية لكرة القدم بفوزه على حامله جوبيلو ايواتا الياباني3 ـ 2. وتابع الهلال تألقه وفرض نفسه رقما صعبا في القارة الاسيوية ككل عندما فاز على شيميزو بولسه الياباني 2 ـ 1 في عقر دار الاخير في مباراة الذهاب من الكأس السوبر الآسيوية لعام 2000، ثم تعادل معه في مباراة الاياب في الرياض، فاحرز الكأس للمرة الثانية في تاريخه بعد عام 1977، وحجز البطاقة الاسيوية الثانية الى بطولة العالم للاندية الى جانب جوبيلو ايواتا الياباني بطل الكأس السوبر عام 1999. ويعتبر الهلال اكثر الفرق السعودية فوزا بالالقاب (الرسمية والودية)، فاحرز كأس الملك 6 مرات وكأس ولي العهد 3 مرات وكأس المؤسس مرة واحدة وبطولة الدوري 8 مرات وكأس الامير فيصل بن فهد (كأس الاتحاد) 5 مرات وبطولة الاندية العربية مرتين وكأس الكؤوس العربية مرة واحدة وكأس الكؤوس الاسيوية مرتين والكأس السوبر الآسيوية مرتين.

وعاد الزمالك المصري الى طريق الالقاب الخارجية بقوة باحرازه لقبه الاول في مسابقة كأس الكؤوس الافريقية بعدما تخطى كانون ياوندي الكاميروني في الدور النهائي بعد ان تقدم عليه 4 ـ 1 ذهابا في القاهرة قبل ان يخسر صفر ـ 2 ايابا في ياوندي. وعزز الزمالك سجله الحافل بالالقاب على الصعيد الافريقي، خصوصا في مسابقة دوري الابطال التي نال لقبها 4 مرات (رقم قياسي) اعوام 84 و86 و93 و96، بالاضافة الى كأس السوبر الافريقية مرتين عامي 94 و97، كما اختير ثاني ناد في افريقيا للقرن العشرين بعد مواطنه الاهلي. وفي دوري الابطال، فشل الترجي التونسي في اكمال السيطرة العربية افريقياً، اذ خسر امام هارتس. اوف. اوك. الغاني في الدور النهائي، على ارضه ذهابا 1 ـ 2 وخارجها ايابا 1 ـ 3. وكان اللقب الاول لهارتس اوف اوك والاول ايضا لناد غاني منذ 17 عاما عندما توج كوتوكو كوماسي للمرة الثانية بطلا للمسابقة عام 1983، الاولى كانت عام 1970.

وشهدت مباراة الاياب في آكرا احداثا مؤسفة في الدقائق الاخيرة توقفت على اثرها المباراة لفترة طويلة عندما كان الترجي متقدما 1 ـ صفر وذلك بسبب اعمال الشغب مما استدعى تدخل رجال الامن الذين اطلقوا قنابل مسيلة للدموع لاعادة الامور الى نصابها.

وشارك فريقان عربيان في بطولة العالم الاولى للاندية التي اقيمت في البرازيل في شهر يناير هما الرجاء البيضاوي المغربي والنصر السعودي الى جانب ستة فرق اخرى هي كورينثيانز وفاسكو دي جاما (البرازيل) ونيكاكسا (المكسيك) وريال مدريد (اسبانيا) ومانشستر يونايتد (انجلترا) وساوث ملبورن (استراليا).

وكان من سوء حظ النصر والرجاء انهما وقعا في مجموعة واحدة، فخسر النصر امام كورينثيانز صفر ـ 2، وامام ريال مدريد 1 ـ 3، وفاز على الرجاء 3 ـ 2، فيما خسر الفريق المغربي امام كورينثيانز صفر ـ 2 وامام ريال مدريد 2 ـ 3.