نائب المشرف العام على المنتخب السعودي: التدرج هو أسلوبنا في اختيار المنتخبات

النويصر لـ«الشرق الأوسط»: الفوز بكأسي آسيا والخليج يحتاج إلى عمل جاد وعلينا وضع الكرة السعودية في مكانها الحقيقي

TT

أكد محمد النويصر نائب المشرف العام على المنتخب السعودي وعضو اتحاد كرة القدم المحلي بأن المسؤولين عن منتخب بلاده غير مستعجلين في اللعب مع منتخبات عالمية في الوقت الحاضر موضحا أن الفائدة من مواجهة أسماء كبرى على صعيد الكرة الدولية غير موجودة في ظل أن المنتخب السعودي لا يزال في بداية برنامجه الزمني الذي أعده حتى نهائيات كأس العالم التي من المقرر لها أن تجرى في ألمانيا عام 2006 المقبل.

وأشار النويصر في حديثه لـ«الشرق الأوسط» إلى أن مسؤولي المنتخب السعودي يؤمنون بمبدأ التدرج في اختيار المنتخبات بحيث تكون تصاعدية وليس العكس.

وأضاف: ليس من المنطق ونحن نعد منتخباً جديداً أن نواجه منتخبات متميزة من حيث الأداء مثل ألمانيا وفرنسا والبرازيل والأرجنتين؟ بل يجب علينا أن نعمل على الوصول إلى الأداء الذي يجعلنا قادرين على مقارعة أقوى المنتخبات ومجاراتها فنيا. وأؤكد أن منتخب البرتغال طلب منا أن نلعب معه وديا على أن يتكفل هو بكل نفقات المباراة الدولية إلا أننا رفضنا ذلك لأسباب عديدة لعل أبرزها عدم جاهزية المنتخب السعودي لمثل هذا النوع من المواجهات إلى جانب أن البرنامج الزمني يعارض اقامة لقاء ودي مع المنتخب البرتغالي في الموعد الذي حدده المسؤولون عن الاتحاد البرتغالي لكرة القدم، لذا رفضنا المباراة ويعلم الجميع أن هناك منتخبات أخرى اتفقنا معها للعب وديا وقبل ملاقاتها بأشهر قليلة أخطرنا مسؤولوها بخطاب اعتذار عن عدم إقامة المباراة الودية لأسباب متنوعة ولا نملك خلالها سوى الموافقة ليكون الارتباك هو مصير برنامجنا حيث يصعب علينا بعد ذلك مخاطبة منتخب آخر للعب معه في الوقت الذي نريده.

وكشف عن أن برنامج منتخب بلاده هو من يحدد نوعية المنتخبات التي يواجهها حيث أن خوض تصفيات كأس آسيا الأولية التي ستجرى في جدة خلال الفترة ما بين 6 إلى 17 من الشهر المقبل يجبر المنتخب السعودي على اللعب وديا مع منتخبات يكون أداؤها قريبا من المنتخبات التي سيلاقيها في التصفيات والحال ذاته ينطبق على بطولة كأس الخليج العربي لكرة القدم وتصفيات كأس العالم ونهائيات أمم آسيا في حال تجاوز المجموعة الثالثة التي ينتمي لها المنتخب السعودي والتي تضم بوتان واليمن واندونيسيا.

وطالب عضو اتحاد كرة القدم المحلي بعدم إعطاء المنتخب السعودي الحجم الذي لا يناسبه ولا التقليل من مكانته في الوقت ذاته مؤكدا أن الأهم في الفترة الحالية وضعه في مكانه الحقيقي لان ذلك سيمنع تكرار الأخطاء القاتلة التي وقع فيها المنتخب السعودي في العقد الأخير.

وأكد النويصر استغرابه من الانتقادات التي يوجهها القريبون من المنتخب السعودي خلال الفترة الأخيرة بسبب تراجع تصنيف الأخير في آخر قائمة أصدرها الاتحاد الدولي لكرة القدم حيث احتل المرتبة 49 بعد أن كان في المرتبة 32 خلال منتصف العام الماضي.

وقال: يجب على هؤلاء المنتقدين أن يعلموا أولا أن تراجع تصنيف المنتخب السعودي يعود للطريقة والمعايير التي يعتمدها الفيفا في أسلوب توزيع المنتخبات العالمية على قائمته والتي تكمن في أنه يقوم بذلك على أساس نتائج آخر 8 أعوام حيث أن المنتخب السعودي بدا ثابتا طوال الفترة ما بين 1995 وحتى نهاية عام 2002 وبعد هذا العام بدأت مرحلة جديدة هي التي جعلت المنتخب السعودي يفقد توازنه ويتراجع نحو 15 مركزا بعد أن كان طوال ثمانية أعوام متتالية في الثلاثينات. والأمر الآخر الذي يفسر التراجع هو عدم خوضه المواجهات الودية الدولية حيث اكتفى بلقاء واحد طوال الفترة ما بين أكتوبر (تشرين الاول) الماضي وحتى الشهر الجاري والتقى مع منتخب ليشتنشتاين وخسر المواجهة بهدف نظيف. وعلى الجميع أن يدركوا أننا لا نضع في عين الاعتبار تصنيف الفيفا لأننا مهتمون بما هو أهم من ذلك وهو البرنامج الزمني ونهدف إلى أمر رئيسي هو إعداد المنتخب السعودي بالشكل المطلوب والذي يجب أن يكون عليه قبل مونديال 2006 المقبل.

وشدد النويصر على أن البرنامج الزمني الخاص بمنتخب بلاده يسير وفق خطة علمية مرسومة بدقة اتفق عليها الجهازان الاداري والفني واعتمدها الاتحاد المحلي لكرة القدم.

وأضاف: هذا البرنامج لم يعد اعتباطا بل جاء بناء على دراسات ومعايير خاصة لكل التطورات، لذا لن نتهاون في العمل به أو نتجاوزه لأي سبب كان وسنقوم بإجراء تعديلات عليه في حال اكتشاف أمر يعرض البرنامج للانهيار أو الارتباك.

وأوضح المشرف العام أن خطط البرنامج ستكشف للجميع أن خير اعداد للاعبي المنتخب الدوليين لن يكون إلا عبر المنافسات المحلية حيث أن المنتخب السعودي لن يكون قويا وجاهزا لمواجهة أقوى المنتخبات إلا عندما تكون البطولات المحلية قوية وتسير بشكل منظم بعيد عن العشوائية وكثرة التوقفات والاحتكارية المنتشرة في منافسات عربية متعددة.

وقال: الجهاز الفني رأى أن يبدأ الموسم الكروي الحالي بمنافسات الدوري الممتاز على غير عادة المنافسات في المواسم الماضية حيث كانت البطولات المحلية تبدأ بكأس الأمير فيصل بن فهد. وهدف مدرب المنتخب السعودي فان ديرليم إلى أن يكون اللاعبون لاسيما الدوليين منهم في قمة لياقتهم وأدائهم مع فرقهم الكروية واعتقد أن نتائج ذلك ستكون جيدة لكن ذلك يتطلب الصبر والانتظار لا الاستعجال الذي قد يهدم كل ما نسعى لبنائه خلال الأعوام القليلة المقبلة.

وفيما يخص رؤية الادارة الكروية والجهاز الفني حول حظوظ المنتخب السعودي في تحقيق انجازات في كأس الخليج ونهائيات كأس أمم آسيا المقبلتين وذلك في حال تجاوز التصفيات الأولية التي تنطلق الشهر المقبل رأى عضو اتحاد كرة القدم المحلي أن الحظوظ تبدو جيدة مبينا أن تحقيق أي نتائج ايجابية يحتاج إلى عمل وجهد كبيرين.

وقال: نحن الآن نبني خططاً لمونديال 2006 المقبل وهذا لا يعني أننا لا نرغب في المنافسة بل نطمح إلى ذلك لكن هذا يحتاج إلى عمل دؤوب وجاد كي نصل إلى ما نريده. وأؤكد أن كأس الخليج لن تكون سهلة في ظل أن منتخبات قطر والكويت والامارات والبحرين تطمح في الفوز وترك صورة جيدة عنها وهو الأمر الذي نسعى إليه نحن أيضا. والكل يدرك أن هذه المنتخبات بدأت تهتم كثيرا بلاعبيها وبنوعية الأجهزة الفنية التي تستعين بها وتصرف ملايين الدولارات كي تصل لموقع متميز على المستوى الاقليمي والقاري وكذلك الدولي وهو ما يعني أننا لا نعمل لوحدنا بل هناك من يعمل ويجتهد لهدف يسعى إليه.

وطالب النويصر بعدم التقليل من قيمة المنتخبات الأخرى لا سيما المشاركة في كأس الخليج وكذلك في النهائيات القارية مبينا أن الاعلام السعودي دأب منذ فترات طويلة الى عدم النظر إلى تطور المنتخبات الأخرى وركز كل أنظاره على منتخب بلاده وهذا أمر غير منطقي فهناك ارتقاء في أداء منتخبات الخليج ولا بد من الحذر منه والعمل على تجاوز ذلك باعطاء هذه المنتخبات حقها ووضعها الذي تعيشه.

وحول رضا مسؤولي المنتخب السعودي عن أداء الجهاز الفني بقيادة الهولندي فان ديرليم أكد انه من الصعب إصدار الحكم على عمله الآن لأسباب كثيرة لعل أهمها انه لم يخض سوى تجربة واحدة وقد نجح فيها وذلك عندما قاد السعودية إلى الفوز بكأس العرب في الكويت نهاية العام الماضي مشددا على انه لن يستعجل في الحكم عليه إلا بعد أن تستنفد برامجه وتنتهي ويأتي وقت الحصاد المحدد بنهاية البرنامج الزمني. ونفى في الوقت ذاته ما يتردد بشأن عدم قدرة فان ديرليم على الثبات في تشكيل منتخب السعودية مؤكدا أن غالبية اللاعبين الذين كانوا في أول قائمة دولية أعلن عنها بعد كأس العالم لا يزالون حاضرين في التشكيل الأخير.

وأضاف في نهاية الموسم الماضي لم نستدع بعض اللاعبين الذين شاركوا في منافسات كأس العرب لأسباب منها ارتباطاتهم مع أنديتهم في المشاركات القارية والإقليمية إلى جانب الارتباطات الأخرى مع المنتخب السعودي الاولمبي فضلا عن الاصابات التي تعرض لها اللاعبون أمثال محمد الخوجلي ورضا تكر وغيرهما.

وأكد أن أبواب المنتخب السعودي لا تزال مفتوحة أمام جميع اللاعبين حتى البارزين من كبار السن والذين كانوا مع منتخب بلادهم في مونديال اليابان الأخير مشددا على أن الجهاز الفني لم يحدد سناً معينة لأي لاعب للانضمام بل الأمر متاح أمام الكل.

وأضاف لن نتوانى في استدعاء أي لاعب بارز سيكون من مصلحة منتخب بلاده ضمه حتى لو كان كبيرا في السن فنحن نستدعي المتميزين فقط آخذين في الاعتبار العطاء المتواصل طوال الموسم بغض النظر عن العمر ويجب أن يعرف الجميع أن الجهاز الفني لا يزال يتنقل من مدينة لأخرى لأجل اختيار اللاعبين البارزين واعتقد أن فان ديرليم شاهد جميع العناصر المحلية بمختلف الدرجات ولديه خلفية شاملة عن كل الأسماء التي يجب أن تكون ضمن التشكيل الذي سيعلن قريبا.