عشوائية التوزيع أقصت السعودية والإمارات والبحرين عن نهائيات آسيا للناشئين

توزيع منتخبات الناشئين والشباب على أساس النطاق الجغرافي أجحف حق اتحادات عرب آسيا وأضعف النهائيات

TT

سياسة لجنة المسابقات المنبثقة من الاتحاد الآسيوي لكرة القدم بخصوص توزيع منتخبات الناشئين والشباب عبر مناطق جغرافية معينة جاءت بشكل عشوائي واسفرت عن جمع المنتخبات القوية مع بعضها البعض فيما وقعت المنتخبات الضعيفة في مجموعات متعددة الأمر الذي يجعل مستوى المنافسات في النهائيات القارية ضعيفا.

ولعل الخروج المبكر للمنتخب السعودي من التصفيات الأولية الآسيوية يؤكد ذلك في ظل أن قرعة الاتحاد القاري وطريقة توزيع المنتخبات قد أثمرت عن وقوع المنتخب السعودي في مجموعة قوية حيث ضمت إلى جانبه منتخبي الإمارات والعراق علما بأن الأخيرين هما من المنتخبات المتميزة على مستوى القارة وهو الأمر الذي انعكس على أداء منافسات المجموعة لتكون النتيجة خروج منتخب السعودية وهو الذي سبق له أن فاز بلقب الكأس الآسيوية مرتين الأولى عام 1985 والثانية عام 1988 في حين الإمارات سبق لها أن نالت لقب الوصافة عام 1990 وكل ذلك على مستوى الناشئين.

ويبدو أن التحيز لشرق القارة كان واضحا في ظل أن منتخبات كوريا الجنوبية والصين وقعتا في مجموعتين تظل هي الأضعف على مستوى المجموعات الخمس عشرة التي وزعت من خلالها لجنة المسابقات 42 منتخبا حيث وقعت الصين في المجموعة الأخيرة التي ضمت إلى جانبها منتخبي تايوان ومكاو علما أن الصين سحقت مكاو (0/23) وهو الأمر الذي يؤكد عشوائية التوزيع والتحيز لشرق القارة على حساب غربها من خلال جمع المنتخبات العربية مع بعضها وهي الأقوى وتتساوى نسبيا مع المنتخبات الأقوى في شرق أسيا أمثال الصين واليابان وكوريا الجنوبية.

أما كوريا الجنوبية فجاءت في المجموعة الثالثة عشرة إلى جانب منتخبي غوام وهونغ كونغ وحقق الكوريون فوزا كبيرا على هونغ كونغ بنتيجة (0/10). أما المنتخبات العربية فهي تعاني من وقوعها في المجموعات الأصعب حيث الكويت تلعب مع الأردن فقط في المجموعة الأولى أما قطر فهي مع البحرين ولبنان في المجموعة الرابعة.

ونشير إلى أن المجموعة السادسة ضمت منتخبات الهند وأفغانستان ونيبال وأداء هذه المنتخبات ضعيف ولا يذكر على مستوى منتخبات القارة والحال ذاته ينطبق على المجموعة السابعة التي تضم منتخبات سيري لانكا وبوتان وأوزبكستان أما المجموعة الثامنة فتضم منتخبي بنغلاديش وقيرقستان وكذلك المجموعة العاشرة التي تضم أيضا منتخبات ميانمار ولاوس والمالديف والمجموعة الحادية عشرة وهي تضم منتخبات الفلبين وكمبوديا وفيتنام والمجموعة الثانية عشرة وهي تضم منتخبات اندونيسيا وماليزيا وبروناي.

ولا شك أن نحو 6 منتخبات آسيوية تحت سن 17 عاما ستكون حاضرة في النهائيات وأداؤها لا يقارن إطلاقا بمستوى منتخبات البحرين والسعودية والإمارات التي خرجت من التصفيات الأولية لوقوعها في المجموعات الصعبة التي ظفر بها منتخبا العراق وقطر وهو ما يعني أن مستوى المنافسات في نهائيات أمم آسيا التي ستجرى في اليابان العام المقبل ستكون ضعيفة ولا ترقى للطموحات في ظل أن نصف المنتخبات ستكون على غرار سيري لانكا والهند ونيبال وبنغلاديش وأمثالها من المنتخبات الضعيفة الأداء.

هذه الحالة ليست على مستوى الناشئين فقط بل تجاوزت ذلك إلى مستوى منتخبات الشباب حيث تنتظر مثلا منتخب السعودية تحت سن 20 عاما خلال الأيام الجارية مهمة صعبة تتمثل في خوضه منافسات تبدو صعبة في ظل أن الفريق السعودي سيكون في المجموعة الرابعة التي تضم إلى جانبه منتخبي اليمن وعمان حيث أن الأخير معروف جدا بمستويات منتخباته السنية خلال العقد الأخير إلى جانب أن اليمن تطور أداؤه كثيرا علما أنه مرشح لخطف بطاقة التأهل في ظل أنه سيشارك في التصفيات الأولية بلاعبيه الذي كان لهم حضور مميز في مونديال الناشئين الذي جرى في فنلندا قبل شهرين تقريبا وكان للمنتخب اليمني للناشئين حضور فاعل في نهائيات أمم آسيا للناشئين في الإمارات العام الماضي وهو الأمر الذي سيصعب من مهام المنتخبات الثلاثة (السعودية واليمن وعمان) في خطف بطاقة واحدة ثم التأهل إلى نهائيات القارة في ماليزيا والتي ستقام في العام المقبل.

منتخب الإمارات ونظيراه القطري واللبناني ستلعب في المجموعة الأولى وتبدو منافسات هذه المجموعة صعبة لتقارب مستوى هذه المنتخبات وهو الأمر الذي سيجعل منتخبين من الثلاثة خارج النهائيات بسبب سوء التوزيع من قبل لجنة المسابقات التي اعتمدت على النطاق الجغرافي رغم علمها أن مستوى منتخبات عرب آسيا لا تقل عن نظيراتها في شرق القارة عندما تذكر منتخبات اليابان وكوريا الجنوبية والصين وماليزيا.

وعند النظر والتمعن في مجموعات منتخبات آسيا للشباب نجد أن لجنة المسابقات الآسيوية قامت بتوزيع هذه المنتخبات إلى 15 مجموعة وسط تفاوت واضح وفاضح في أداء المنتخبات حيث أن المجموعة الخامسة مثلا تضم منتخبي باكستان وبنغلاديش ونيبال أما المجموعة السادسة فتضم منتخبات سيري لانكا وبوتان وأوزبكستان في حين أن المجموعة الثامنة تضم الهند وتركمانستان وقيرقستان بينما يوجد في المجموعة التاسعة منتخبات ميانمار وفيتنام وبروناي أما المجموعة العاشرة فتضم منتخبي لاوس وكمبوديا فيما تجد منتخبات الفلبين واندونيسيا والمالديف في المجموعة الحادية عشرة في حين أن المجموعة الثانية عشرة تضم تايلاند وتيمور الشرقية وسنغافورة. وكان التحيز أيضا حاضرا هذه المرة على مستوى الشباب بعد أن أدى دوره على مستوى الناشئين حيث أن منتخب اليابان يلعب في المجموعة الثالثة عشرة إلى جانب منتخبات ضعيفة الأداء والسمعة الكروية وهما منتخبا تايوان ومكاو والواقع ذاته يعيشه المنتخب الكوري الجنوبي الذي يلعب في المجموعة الرابعة عشرة مع منتخبي منغوليا وكوريا الشمالية أما الصين فهي أيضا نالت نصيبها من تساهل ومساعدة لجنة المسابقات الآسيوية لها بعد أن وضعتها في المجموعة الخامسة عشرة والأخيرة مع منتخبي غوام وهونغ كونغ وخلال هذا الاستعراض لمجموعات منتخبات آسيا للشباب نجد أن النهائيات المقبلة ستشهد أيضا مشاركة نحو 8 منتخبات من المستوى الثالث وسط غياب منتخبات عريقة كالسعودية أو عمان أو البحرين وغيرها من المنتخبات الجيدة الأداء. ونذكر أن لا لوم على إدارة منتخبي السعودية للشباب والناشئين عندما شنت حملة من الانتقادات ضد لجنة المسابقات في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم بسبب نظامها في توزيع المنتخبات واعتمادها على النطاق الجغرافي الظالم لمنتخبات عرب آسيا والمسهل لوصول منتخبات شرق القارة إلى النهائيات دون أي عناء يذكر سوى قليل من المناورات الكروية مع منتخبات أشبه بفرق الحواري المنتشرة في البلدان العربية. ويبقى القول إن لجنة المسابقات في اتحاد القارة مطالبة بأن تجري تصفيات أولية يشارك فيها 24 منتخبا من مستويات نيبال وغوام وهونغ كونغ ومكاو وماليزيا وسنغافورة وكوريا الشمالية وتايلاند وباكستان وبنغلاديش واندونيسيا والفلبين وميانمار وتيمور الشرقية وبوتان وسيري لانكا وأفغانستان وتاجيكستان وقيرقستان وتركمانستان وفيتنام ولاوس وكمبوديا. ومنغوليا على أن يتأهل منها 8 منتخبات للتصفيات التالية ثم بعد ذلك يتأهل أفضل 4 منتخبات آسيوية للناشئين أو الشباب بدلا من جمع منتخبات لا تستفيد والفائدة بلاشك ستكون للجميع علما أن مثل هذه التصفيات ستوفر الكثير من العناء والانتظار للاتحاد الآسيوي لكرة القدم.