فريق فولهام متعطش للصعود إلى الدوري الممتاز الإنجليزي

كان بمقدور رئيس نادي فولهام الانجليزي رجل الاعمال المصري محمد الفايد، ان يقيم حفلة عيد الميلاد لناديه في اي مكان يشاء، في فندق الريتز بباريس، أو في محلات هارودز أو في بيت نيل هاملتون (عضو البرلمان البريطاني السابق الذي خسر منزله في قضية مع الفايد). لا هذا ولا ذاك، فقد اقيمت الحفلة في مطبخ بسيط بمتنزه موتسبور، وهي ارض تدريب النادي.

ان اصحاب النادي الاثرياء لا يزالون متواضعين. اما رئيس النادي محمد الفايد، المتألق بعد فشل استئناف هاملتون ضده في المحكمة، فقد عرض على اللاعبين الكثير من الولائم والمباهج والهدايا إلا انهم امتنعوا لانشغالهم بالموسم واستعدادهم للوصول الى هدفهم للفوز ببطولة الدوري الانجليزي للدرجة الاولى والتأهل للدرجة الممتازة. ان الاعتقاد بأن فريق فولهام سوف ينتقل الى اللعب مع فرق مثل مانشستر يونايتد، بدل اللعب مع فرق مثل ستوكبورت يحظى بالحذر، فالانتصار وتصدر دوري الدرجة الاولى ليس بالامر السهل. ويقول اللاعبون «لو فزنا في المباريات الاربع القادمة فإننا سنتقدم تماما الى هذه الغاية».

وحين اشترى الفايد نادي فولهام كان في الدرجة الثانية في مايو (أيار) 1997، فأعلن عزمه على ان يحتل النادي القمة خلال 5 سنوات. وقد استبدل خمسة مديرين حتى وجد الخلطة المناسبة، واحرز النجاح الضارب تلو الآخر، حتى بمعايير اتحاد كرة القدم. ويقول الفايد: سأجعل من فولهام مانشستر يونايتد العاصمة. لقد نجحت الادارة الفنية للفرنسي جان تيجانا دونما حاجة لانفاق الاموال الطائلة على تطور اللاعبين، فقد جمع الفريق المواهب الموجودة، مع زمرة من اللاعبين الشباب الطامحين الى اجتذاب الانتباه إليهم، من امثال فينان (24 سنة) الذي تهتم به فرق ليستر سيتي، ونيوكاسل يونايتد، وارسنال، ويعتبر من المواهب التي ستبرع دوليا قريبا، وقد اختبره تيجانا في عدة مواقع بالوسط وجناح متأخر، ونجح بامتياز. واطلق المدرب روح المغامرة لدى اللاعبين، وهي نادرة في عالم الكرة الانجليزي.

ونظرا لاطلاع تيجانا على مطامح رئيس النادي، محمد الفايد، فقد جلب معه مساعدا فرنسيا، ومدربا للياقة، والمهاجم الفرنسي لويس ساها، ولاقوا مشكلة اللغة الانجليزية في البداية، لكنهم تغلبوا عليها. ويتحدث تيجانا الانجليزية بلباقة، ولا يتعثر إلا امام عدسات التلفزيون.

وهناك نجم آخر في الفريق هو الاسكوتلندي جورج كولنز، الذي انضم هذا الصيف، وهو يتولى التصريحات العامة نيابة عن مدرب الفريق. ويؤدي التفاعل بين اصحاب الخبرة والشباب الجدد الى تحفيز الفريق، وزيادة فاعليته. ولا يزال على الفريق ان يبذل جهدا اكبر لكي يحقق ما يصبو إليه، وقد تجلت هذه الحقيقة بخسارة فولهام امام مانشستر يونايتد (1/3) في كأس انجلترا. ويضم فولهام مجموعة متميزة من اللاعبين الذين وضعوا كل همهم وآمالهم على الصعود للدرجة الممتازة وهو الحلم الذي اقترب من الحقيقة.