نواف التمياط أبرز لاعبي السعودية في عام 2000

مشاركته مع الهلال في بطولة العالم للأندية نقطة انطلاق نحو الاحتراف الخارجي

TT

الرياض ـ أ.ف.ب: اختير لاعب وسط الهلال السعودي لكرة القدم الدولي نواف التمياط ابرز لاعبي السعودية في عام 2000.

ولم يكن اختيار التمياط مفاجأة بل عن جدارة واستحقاق بعد تألقه مع فريقه الهلال في المسابقات المحلية والعربية (افضل لاعب في بطولة الاندية العربية ابطال الكؤوس التي اقيمت اخيرا في السعودية) او القارية ومنتخب بلاده خصوصا في بطولة كأس امم آسيا التي استضافها لبنان اخيرا واتقانه دور صانع الالعاب والهداف، وساهم بالخصوص في بلوغ السعودية الى الدور نصف النهائي بتسجيله الهدف الذهبي في مرمى الكويت 3/2، علما بأنه سجل الهدف الاول ايضا، كما سجل هدفا في مرمى اوزبكستان في الدور الاول. وقال التمياط «المرحلة المقبلة من مشواري تعد من اصعب المراحل على الاطلاق بعد ان اصبحت ذا ثقل في صفوف المنتخب ونادي الهلال».

وكشف التمياط: «اصبحت مؤهلا للاحتراف الخارجي في دول معينة»، لكنه قد لا يكون وصل الى النضج الكروي الاحترافي للعب في دول كبيرة متقدمة جدا، ويقصد بذلك الاندية الكبيرة، وقال «اعتقد اني قطعت شوطا كبيرا على المستوى المحلي والخليجي والقاري والعربي، لكن طموحاتي تتعدى ذلك وتتوافق مع سني حيث ما زلت في البداية وامامي مشوار طويل».

وحدد التمياط موعدا تقريبيا لاحترافه «حتى الآن لم احدد موعدا نهائيا ولكن الموعد الاقرب سيكون بعد مشاركتي مع الهلال في بطولة العالم للاندية التي ستقام في اسبانيا، لان في ذلك الوقت ستكون فرصة مقارنتي بالنجوم العالميين مهيئة لي وللاخرين، واعتقد ان الاحتراف بعد مشاركتي مع الهلال عالميا يأتي في وقت مناسب وتوقيت ملائم لي كلاعب وللهلال ايضا».

ونفى التمياط ما رددته وسائل الاعلام المحلية حول تلقيه عروضا مغرية من اندية سعودية كبيرة، وقال «لم تفاوضني اي شخصية رياضية من اندية سعودية، وكل ما اشير اليه في الصحف ليس لي علم به»، مضيفا «طموحي الاحتراف خارج السعودية وليس داخلها وهذا هو هدفي في المرحلة المقبلة».

وبرر التمياط توجهه الى الاحتراف الى عامل الخبرة التي اكتسبها من خلال مشاركته مع منتخب بلاده في كأس العالم في فرنسا 1998 وايضا من خلال المشاركات المتعددة سواء قاريا او دوليا بالاضافة الى مشاركاتي الكثيرة مع فريقي في اللقاءات والمواجهات الحاسمة مع فرق شرق اسيا وخاصة الفرق اليابانية التي تضم بين صفوفها العديد من اللاعبين الاجانب من دول اوروبية عدة.

وأكد في الوقت ذاته ان هناك العديد من المدربين المشهورين عالميا اشرفوا على تدريب المنتخب والهلال السعوديين، استفاد منهم كثيرا فنيا ومعنويا.

واستبعد التمياط ممانعة ناديه السماح له بالاحتراف عطفا على ما حدث من مد وجزر لاحتراف زميله سامي الجابر.

وقال «مسؤولو الهلال على قدر كبير من الوعي الكروي وهم يملكون عقلية رياضية متنورة ولا اعتقد ان يقفوا في طريقي عندما اقرر الاحتراف».

ورفض التمياط وصف تجربة الجابر مع وولفرهامبتون الانجليزي بالفشل، وقال «الجابر خير سفير للاعب سعودي في الخارج، بيد ان النادي الذي انضم اليه لم يوفر له المناخ الملائم لابراز ما في جعبته»، مضيفا «امكانيات اللاعب تسمح له باللعب ضمن اندية الدرجة الممتازة الانجليزية وليس ضمن اندية الدرجة الاولى».

واكد ان تجربة الجابر شجعت الكثير من نجوم السعودية على التفكير في الاحتراف.

واعرب التمياط عن سعادته بنجاح نجوم المغرب العربي في الاحتراف بالاندية الاوروبية، متمنيا ان تعمم التجربة على باقي اللاعبين العرب وان تكون مثالا يحتذي به اللاعب العربي الطموح.

وأوضح التمياط ان الاحتكاك لعب دورا كبيرا في وصول نجوم الكرة في المغرب العربي الى ترسيخ اقدامهم في الاندية الاوروبية بحكم اسبقيتهم الى الاحتراف الخارجي وبحكم العامل الجغرافي لقربهم من الدول الاوروبية، بالاضافة الى العقلية الاحترافية التي يتمتع بها المغاربيون والتي ميزتهم في الفترة الماضية عن اللاعب السعودي والخليجي بصفة عامة.

وكشف ان جيل الكرة السعودية الحالي قادر على تحقيق ما فعله لاعبو المغرب العربي في اوروبا.

الميل للمدرسة الأوروبية وعن موهبته كلاعب يجيد صناعة الالعاب والتسجيل في الوقت ذاته، قال التمياط «ازدواجية الادوار داخل الملعب تعلمتها من المدرب الهولندي هانغيم الذي اشرف في فترة من الفترات على فريق الهلال، وايضا المدرب الكرواتي يوزيك»، وتابع «اريد ان اضع النقاط على الحروف بخصوص الاداء المزدوج، فالمدرسة الاوروبية هي الانسب للكرة الحديثة ولعل المدرب البرازيلي الشهير كارلوس البرتو الذي اشرف على المنتخب قبل مونديال 98 وبعض المباريات في النهائيات كان يميل الى هذا النوع من اللعب وحقيقة استفدت منه الكثير».

ورفض التمياط ان تناط مهمة صانع الالعاب للاعب الوسط، وقال «من الممكن ان يكون احد المدافعين صانعا للالعاب».

وأشار التمياط الى انه كان يطلب من كل مدرب يشرف على الادارة الفنية للهلال تقريرا خاصا عن وضعيته داخل الملعب لاكتشاف الايجابيات والسلبيات.

واعترف ان اللاعب العربي يفتقد مبدأ التطوير الذاتي، مشيرا الى ان اكثر ما يميز اللاعب الاوروبي عن غيره هو تطوير قدراته من خلال كشف مواطن الضعف لديه والعمل على تطويرها من خلال التدريبات المستمرة من جميع النواحي الفنية (السرعة والمراوغة والتمرير والتسديد والارتقاء).

ماتشالا والجوهر واعترف التمياط بأن المدرب التشيكي ميلان ماتشالا جيد من الناحية الفنية ولكن طريقته واسلوبه لا يصلحان مع المنتخب السعودي، وقال «ماتشالا له ايجابيات وسلبيات، لكن بعد مرور موسمين مع المنتخب السعودي اتضح ان طريقته لا تواكب امكانات اللاعبين السعوديين او بمعنى آخر غير ملائمة لامكاناتهم».

اما بخصوص الجوهر، فاكد التمياط انه «انتشل المنتخب من كبوته في المباراة الاولى مع اليابان وجهزه تكتيكيا في فترة وجيزة جدا».

ودافع التمياط عن منتخب بلاده رغم فقدانه اللقب القاري، واصفا حصوله على مركز الوصيف انجازا جيدا لاعتبارات عدة على حد قوله، وقال «علينا الا ننسى ما حدث للمنتخب السعودي في النهائيات، وعلينا ان نتذكر كيف بدأنا وكيف كانت النهاية».

وكشف التمياط ان المنتخب السعودي الواعد في المرحلة الراهنة بحاجة ماسة جدا الى عامل الاحتكاك مع المنتخبات القوية لكسب المزيد من الخبرة والمهارة.