تساؤلات حول أسباب نجاح المدرب التونسي العجلاني في الملاعب السعودية

نائب رئيس الطائي: مدربنا يملك مقدرة إبداعية في تعزيز الروح المعنوية للاعبين

TT

منذ ان بدأ التونسي احمد العجلاني مدرب فريق القادسية سابقا والطائي حاليا التدريب في الملاعب السعودية والاشارات والانظار تتجه اليه بسبب الانتصارات المتتالية التي يحققها مع اي فريق يشرف على ادارته فنيا. فهو من قاد «القادسية» الى الصعود الى الدرجة الممتازة قبل عامين ومن ثم قاده الى بلوغ المربع الذهبي للمرة الاولى في تاريخه الكروي، وكان ذلك في العام الماضي. ووسط ذلك يتساءل المتابعون عن سر هذه الانتصارات التي انتقلت من القادسية الى الطائي هذا العام.

هناك من يرجع هذه الانتصارات الى الحظ وآخرون الى الروح والحماسة ومنهم من يرجعها الى التكتيك والخطط الفنية وربما تكون مجتمعة او قوى خفية ساعدت العجلاني لوحده في جعل اي فريق يشرف عليه منتصرا ومتميزا وحديث الجماهير والمتابعين والنقاد طوال كل المنافسات والجولات.

في الموسم الماضي صعد فريق القادسية الى الدرجة الممتازة بعد غياب عنها وكان العجلاني مدير الجهاز الفني ولعب الفريق في البطولات الثلاث التي شارك فيها على المستوى المحلي، حيث خاض 35 مباراة فاز في 19 وتعادل في 4 وخسر في 12 وسجل لاعبو القادسية 53 هدفا فيما دخل مرمى الفريق 44 هدفا.

وللمرة الاولى في تاريخ القادسية كان لها شرف بلوغ المربع الذهبي واحتل المرتبة الرابعة وتجاوز النصر في مباراة الفائز من صاحب المركزين الرابع والثالث ليلاقي الاهلي في الفائز من المركزين الثاني والثالث بيد انها خسر بشرف لينهي مشواره في الموسم بنجاح وكان الفريق قد خرج من الدور الاول في كأس ولي العهد على يد الهلال.

وكان الفريق تحت ادارة العجلاني قد نجح العام الماضي في الفوز على الهلال مرتين والنصر 4 مرات والاهلي مرة واحدة ومنافسه التقليدي الاتفاق 3 مرات والشباب مرة واحدة، علما انه فشل في تجاوز الاتحاد حيث خسر في كل مبارياته معه العام الماضي.

وفي هذا الموسم يتساءل انصار الطائي بعد نهاية الدور الاول من الدوري الممتاز عن مدى قدرة العجلاني في جعل فريقهم حاضرا في المربع الذهبي، وذلك في ظل ان فارق النقاط بينه وهو يحتل المرتبة السابعة وبين الشباب الذي يحتل المرتبة الرابعة 4 نقاط فقط في حين ان الفرق بينه وبين صاحب المركز الخامس نقطة واحدة، حيث ان القادسية يملك 17 نقطة في حين ان الاهلي والطائي لديهما 16 نقطة وفارق الاهداف باعد بينه في المراتب لتكون في مصلحة فريق الاهلي.

ويؤكد نائب رئيس الطائي سعود المصري ان تعاقد ادارته مع التونسي احمد العجلاني، كان له دور كبير في جعل الفريق متألقا في المباريات الست الاخيرة من الدور الاول من منافسات الدوري الممتاز مشددا على ان المدير الفني يملك مقدرة خيالية وابداعية في تعزيز الروح المعنوية ورفعها وجعلها متصاعدة مع كل مواجهة يخوضها الفريق.

واضاف: عندما بدأ العجلاني الاشراف على الفريق سعى الى معالجة الفريق من الناحية النفسية وحاول معرفة اسباب الاخفاقات المتكررة للطائي واعتقد انه عرف الداء ليبدأ بعد ذلك في معالجة الفريق من الناحية الفنية وارى انه ضالة الفريق التي طالما بحثنا عنها منذ فترة طويلة.

ورفض المصري ما يتردد بأن مدرب الفريق الحالي مدرب معنوي اكثر مما هو تكتيكي مبينا ان العجلاني يجمع بين الاثنين والدليل على ذلك تجاوز الطائي لفرق عريقة مثل الهلال والاتفاق والقادسية.

وقال: مدرب الفريق السابق الالماني ماسلو لم ينجح معنا لأنه فشل في توظيف اللاعبين وبدا الطائي غير مستقر فنيا في ظل ان لاعبين يلعبون في غير مراكزهم وهو الامر الذي اوجد مشاكل فنية في الفريق وعجل برحيل المدرب لنستعين بالعجلاني الذي ساهم في تنظيم اللاعبين ووظفهم بطريقته التي يراها مناسبة لمصلحة الفريق واحب التأكيد على ان اعداد الطائي كان جيدا قبل انطلاقة الدوري وهذا يؤكد ان مدرب الفريق السابق كان مدرب اعداد اكثر مما هو مدرب تكتيكي.

وأكد نائب رئيس الطائي ان الفريق لا يعتمد بالشكل الرئيسي على المدير الفني مبينا ان تعاقد الادارة مع السنغالي مودي نجاي ساهم ايضا في تحسين صورة الفريق وجعل اداءه متطورا وايجابيا الى جانب الرغبة الكامنة في نفوس اللاعبين في جعل الطائي حاضرا في المنافسة هذا العام، وهذا ما نسعى الى تحقيقه في ظل توافر الامكانيات الجيدة للفريق.

اما عمر المغير لاعب الوسط في الطائي فقد ارجع تطور نتائج الفريق وتحسنها في الجولات الاخيرة الى التغييرات التي حدثت للطائي مشددا على ان تعاقد الادارة مع المدرب التونسي احمد العجلاني كان ضربة معلم استفاد الفريق منها بشكل كبير.

واضاف: المدرب غني عن التعريف عندما وصل الى حائل حاول معرفة اسباب تراجع نتائج الفريق وسعى الى حل المشاكل التي كنا نعاني منها سواء كانت فنية او معنوية ونجح في تحقيق ذلك واعتقد انه بدأ في تجهيزنا نفسيا ولاحظت ان الحماس بدأ يدب في نفوس اللاعبين ثم سعى لمعالجة المشاكل الفنية التي ساهم في ازديادها المدرب السابق وارى حقيقة ان الفرصة متاحة امامنا في الوصول هذا العام لبلوغ المربع الذهبي وهذا حق نسعى اليه في ظل توافر الامكانيات وتحقيقنا النتائج الايجابية في كل المباريات.

وبسؤاله عن امكانية تسمية ما يحدث للفريق بنشوة ما تلبث ان تنطفئ وتختفي ليعود الفريق الى سابق عهده حيث الصراع والتنافس على الابتعاد عن المواقع المتأخرة قال: لا اظن ذلك، لدينا مدرب متمكن فنيا وقارئ ممتاز لكل مواجهة ويعرف كيف يتصرف في اللقاءات الصعبة كما انه مدرب نفسي من الطراز الاول ويستطيع رفع الحالة المعنوية للاعبين بطريقته الخاصة والى جانب ذلك نملك لاعبا اجنبيا رائعا فنيا ومهاريا هو السنغالي مودي نجاي وهو من الاسباب التي جعلت الطائي متميزا في مبارياته الاخيرة ولا انسى ان للاعبين الآخرين في الفريق دورا كبيرا فيما وصلنا اليه حيث التعاون والاصرار والرغبة في خدمة الفريق وجعله مؤثرا وفاعلا في الدوري.

ورأى المغير ان قيام ادارة النادي بتوفير كل متطلبات اللاعبين لا سيما المستحقات الشهرية سيساعد الفريق على التواصل والارتقاء بالاداء مشددا على ان تحقق ذلك سيكون في صالح الطائي اولا واخيرا.

واضاف: كان هناك لاعبون مبتعدون عن الفريق سعت الادارة الى ارجاعهم واعادتهم للفريق وهذا شيء جيد يثمن للادارة وسيكون له مردوده الايجابي مستقبلا واتمنى حقيقة ان نواصل التميز وان نجعل فريقنا موجودا هذا العام في المقدمة في الترتيب.

ونشير الى ان الفريق خاض تحت ادارة العجلاني 7 مباريات خسر في اول مباراة اشرف فيها على الطائي وكانت امام المتصدر الاتحاد 3/0 ثم بدأ الفريق في الصعود تدريجيا، حيث فاز على الهلال في عقر دار الاخير بهدفين لهدف بعد ان كان المستضيف متقدما بهدف ثم تجاوز القادسية في حائل 1/3 وتغلب على الخليج 1/2 في الدمام وتعادل في حائل مع الرياض بدون اهداف، وآخر مواجهة ختم بها الدور الاول من الدوري السعودي كانت فوزه على فريق الاتفاق بهدفين نظيفين على ملعب الاخير بالدمام وبدأ الدور الثاني بفوز مستحق وثمين على الشباب صاحب المرتبة الرابعة بهدفين نظيفين.

ولعل التساؤل الاخير هو: هل يواصل ابناء حاتم الطائي مسيرتهم في تحقيق النتائج الايجابية في الدوري المحلي من خلال منافسات الدور الثاني التي ستنطلق في 28 من الشهر الجاري، علما ان الفريق سيبدأ مشواره بملاقاة الشباب في حائل، ثم يغادر الى الرياض لمواجهة النصر في الجولة الثالثة عشرة على ان يعود الى مسقط.