البرازيل والأرجنتين في نصف نهائي مونديال الشباب اليوم

TT

دبي ـ أ.ف.ب: فرضت ثلاثة منتخبات من اميركا الجنوبية هيمنتها على بطولة العالم في كرة القدم للشباب التي تستضيفها الامارات حتى 19 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، واخترق المنتخب الاسباني وحده الحصار فقط ليكون الطرف الرابع في الدور نصف النهائي الذي يقام اليوم. ويجمع دور الاربعة الارجنتين حاملة اللقب مع البرازيل في مباراة قمة تقليدية على استاد محمد بن زايد في ابو ظبي، واسبانيا بطلة 1999 مع كولومبيا على استاد راشد في دبي. وتعتبر مباراة الارجنتين والبرازيل بمثابة نهائي مبكر لان الترشيحات انصبت عليهما بدرجة كبيرة قبل انطلاق البطولة، فالارجنتين تملك الرقم القياسي بعدد مرات الفوز باللقب (4 مرات)، تليها البرازيل (3 مرات)، وبالتالي ستكون الفرصة سانحة للاولى للابتعاد اكثر او للثانية بمعادلة الرقم وتكرار انجاز منتخب الكبار الذي توج بطلا للعالم للمرة الخامسة في تاريخه في كوريا الجنوبية واليابان الصيف الماضي. واحرزت الارجنتين القابها اعوام 1979 في اليابان و1995 في قطر و1997 في ماليزيا و2001 في الارجنتين، وهي لم تخسر اي مباراة في الدورة الاخيرة حيث ضم منتخبها خافيير سافيولا وبابلو ايمار وكامبياسو وريكيلمي ووالتر صامويل وغيرهم، وتوج سافيولا مهاجم برشلونة الاسباني حاليا هدافا لها برصيد 11 هدفا وهو رقم قياسي في المونديال المصغر ماحيا بفارق هدف واحد الرقم السابق للبرازيلي اديلتون. وجاءت القاب البرازيل اعوام 1983 في المكسيك و1985 في الاتحاد السوفياتي و1993 في استراليا. وهي المرة الثالثة التي يلتقي فيها الغريمان التقليديان في دولة خليجية، فسبق ان فازت البرازيل على الارجنتين 1 ـ صفر في ربع نهائي البطولة التي اقيمت في السعودية عام 1989، ثم فازت الارجنتين 2 ـ صفر في نهائي البطولة التي اقيمت في قطر عام 1994. والمباراة اليوم هي الخامسة بين المنتخبين في بطولة العالم للشباب حيث يتقاسمان الفوز (اثنان لكل منهما)، فتوجت البرازيل بطلة للنسخة التي اقيمت في المكسيك عام 1983 بفوزها على الارجنتين في النهائي 1 ـ صفر، ثم كررت فوزها عليها في السعودية في ربع النهائي بالنتيجة ذاتها، لكن الارجنتين حسمت النتيجتين الاخيرتين، الاولى في نهائي قطر والثانية في ربع نهائي البطولة التي استضافتها ماليزيا عام 1997 بنتيجة واحدة 2 ـ صفر. وتفوح رائحة الثأر من مباراة الغريمين لان منتخب الارجنتين تفوق على نظيره البرازيلي مرتين هذا العام، ففي بطولة اميركا الجنوبية للشباب فاز عليه في النهائي 1 ـ صفر واحرز اللقب، ثم كرر تفوقه عليه بالنتيجة ذاتها في نهائي مسابقة كرة القدم لدورة الالعاب الاميركية الجنوبية. وعلق اللاعب البرازيلي ادايلتون على ذلك قائلا «يجب ان نفوز اليوم لنثأر من الارجنتين لان الحكم الغى لنا هدفا صحيحا في بطولة اميركا الجنوبية ولكننا سنسعى الى التعويض اليوم». كذلك فاز منتخب الارجنتين للناشئين ببطولة اميركا الجنوبية وانتهت مباراته مع البرازيل 1 ـ 1. وقدم المنتخبان مستويات متفاوتة في هذه البطولة واحرجا اكثر من مرة لكنهما تسلحا برصيدهما الزاخر من اللاعبين الموهوبين والالقاب التي سبق ان دخلت خزائنهما، فعبرا الى نصف النهائي، الارجنتين بشق النفس، والبرازيل من الباب الواسع، لكن الحسابات تختلف تماما غدا لانهما يعرفان بعضهما جيدا وكل مدرب سيضع الخطة المناسبة لمواجهة الاخر. وكانت الارجنتين على بعد ثوان قليلة من فقدان اللقب الذي احرزته على ارضها عام 2001 لكنها اقتنصت هدف التعادل في مرمى الولايات المتحدة في الوقت بدل الضائع قبل ان يقودها المنقذ كافيناغي الى نصف النهائي بتسجيله الهدف الذهبي، اما البرازيل فاستعرضت امام اليابان ودكت شباكها باربعة في الشوط الاول كان يمكن ان تكون مضاعفة، ثم انتهت المباراة 5 ـ 1.

واتفق مدربا المنتخبين على اهمية المباراة، فقال هوغو توكالي مدرب الارجنتين «سنلعب ضد غريمنا الابدي مباراة صعبة جدا اذ لا يمكن ارتكاب اي خطأ امامه لانه سيستفيد منه بالتأكيد»، في حين اعتبر باكيتا مدرب البرازيل ان «منتخب الارجنتين هو خصمنا اللدود وستكون مباراتنا معه تقليدية وبمثابة نهائي مبكر ولا شك انها ستكون الاقوى باعتراف الجميع».

اسبانيا ـ كولومبيا ولا يقل لاعبو اسبانيا وكولومبيا موهبة عن لاعبي الارجنتين والبرازيل وقدموا لمحات فنية جميلة منذ بداية البطولة ويتميزون باسلوب متشابه الى حد كبير ما يضفي على المباراة غموضا لا يمكن معه ترجيح كفة احد على الاخر. لكن التاريخ يقف في صف اسبانيا طبعا التي سبق ان احرزت اللقب عام 1999 في نيجيريا، فضلا عن انها تملك عددا من اللاعبين المحترفين في انديتها الشهيرة، وبالتالي ستسعى الى متابعة مشوارها نحو المباراة النهائية على امل استعادة لقب ضاع منها في النسخة الماضية التي غابت عنها. وواجهت اسبانيا صعوبة في تخطي كندا في ربع النهائي واحتاجت الى هدف ذهبي لتفوز عليها 2-1. وقدمت اسبانيا عروضا فنية جيدة لكنها لم تحقق نتائج مدوية، فبعد ان تقدمت على الارجنتين 1 ـ صفر في مباراتها الاولى خرجت خاسرة 1 ـ 2، ثم فازت على مالي 2 ـ صفر واوزبكستان 1 ـ صفر في الدور الاول، وكانت مباراتها صعبة في الدور الثاني حيث تغلبت على الباراغواي بهدف واحد ايضا. في المقابل فرض منتخب كولومبيا احترامه بتأهله من المجموعة الرابعة اثر تعادلين سلبيين مع مصر وانجلترا وفوز كبير على اليابان 4 ـ 1، لكنه عانى لتخطي نظيره الايرلندي في الدور الثاني واحتاج الى هدف ذهبي عبر اروين كاريلو ليفوز 3 ـ 2 علما بانه كان متقدما بهدفين حتى الدقيقة 85. واظهر لاعبوه امكانات كبيرة في ربع النهائي ضد الامارات حيث امتازوا بالاحتفاظ بالكرة اكبر قدر ممكن والوصول الى مرمى المنتخب المنافس بسرعة لكنهم يفتقدون اللمسة الاخيرة لانهاء الكرات داخل المرمى.