«القمة الكبرى» بين الغريمين الكويت والسعودية في «خليجي16» اليوم

TT

دائما ما تعد لقاءات منتخبي الكويت والسعودية مباريات كؤوس وقمة خاصة بحد ذاتها، لها حسابات مغايرة تماما، وعبر السنوات الماضية يدرك المتابع للقاءات الفريقين انه من الصعب ترشيح فائز على حساب آخر، ففي الوقت الذي يرشح فيه الجميع الكويت يخرج هذا الاخير خاسرا والعكس صحيح. هذا على صعيد لقاءات الفريقين في البطولات والمسابقات الاخرى، اما بطولات الخليج فلها حسابات ايضا مختلفة، فهي مواجهات حساسة، ودائما ما تستقطب جماهير الشارع الخليجي، خاصة ان هذين الفريقين يمتلكان اكبر جماهير في المنطقة التي تقف خلفهما اينما ذهبا.

وتتجه الانظار اليوم، الى مباراة القمة التقليدية شبه الحاسمة، او من يعتبرها القمة المبكرة، بين منتخبي الكويت والسعودية في الجولة الرابعة من منافسات دورة كأس الخليج السادسة عشرة المقامة حاليا في الكويت.

الجماهير الكويتية وحسب المسؤولين على تذاكر المباراة جلها لم يجد ما يشتريه من تذاكر بعد ان نفدت مبكرا، خاصة انها خرجت مسيرات كبرى في شوارع الكويت بعد فوز فريقها على اليمن وعودة قوته الضاربة، فكيف اذا ما فاز على غريمه التقليدي ومنافسه العتيد السعودي، لكن في المقابل ايضا الجماهير السعودية وبالذات من المنطقة الشرقية بدأت بالتوافد منذ يومين من اجل الحصول على حجوزات مبكرة، ويتوقع ان يمتلئ استاد الكويت عن بكرة ابيه، اي اكثر من 30 الف متفرج، وقد علق احد المسؤولين انه كان يود ان يتسع الملعب الى 70 الف متفرج، فهو متأكد انه ايضا سيمتلئ بالجماهير. وللعودة الى المباراة واجوائها، تشكل مباريات المنتخبين الكويتي والسعودي «بطولة خاصة»، يسعى كل طرف الى حسمها وتبقى مختلفة عن غيرها دائما مهما كان وضع كل منهما في المنافسة على اللقب، وبغض النظر عن تاريخهما في دورات كأس الخليج الذي يصب في مصلحة الكويت بفارق واضح.

فالفريق الكويتي يكاد يهيمن على بطولات الفريقين، فقد حصد لقب خليجي تسع مرات في ما كان نصيب السعودية مرتين فقط، وما يلفت النظر ان منتخب الكويت في خليجي 6 و8 و13 لم يكن مرشحا للقب ومع ذلك حصد القاب تلك الدورات، اي انه منتخب قادر على قلب النتائج وخلط الاوراق بشكل سريع. أضف الى ذلك ان المنتخب السعودي يمتلك 7 نقاط من ثلاث مباريات اثنتان فوز وتعادل بينما الكويت يمتلك اربع نقاط من فوز وتعادل وخسارة وفوزه اليوم يعني تساويه مع السعودي وهو ما يعني بدء منافسات خليجي16 من جديد حيث ستتساوى حظوظ المنتخبات من جديد، أما لو فاز السعودي فإنه سيقترب من البطولة اكثر من 80 في المائة، خاصةوان له مباراتين متبقيتين الاولى شبه متيقن من الفوز بها وهي امام اليمن، امام الثانية فهي امام منتخب عمان الذي فاجأ الجميع بمستواه في لقائه امام الامارات.

وخلال دورات الخليج قدم الفريقان اسماء كبيرة لا حصر لها، مثل ماجد عبد الله والمصيبيح والنعيمة والثنيان والهريفي والجمعان، وغيرهم العديد، اما الكويت فهو لا يقل شأنا، فهناك جاسم يعقوب والدخيل والعنبري وفتحي كميل والحساوي ومؤيد الجحداد وسويد وغيرهم، فنحن بحاجة الى وقفات طويلة لحصد الاسماء، بيد ان هذه البطولة لا تزال مترددة في تقديم اسماء جديدة، وكأنها حقيقة تخجل من ذلك، لكننا نتأمل ان تخرج اسماء شابة يشار اليها في ما بعد بالبنان وانها ولادة خليجي16، خاصة ان كل دورة تقدم نجوما يظلون في ذاكرة تلك الدورة. ومن المتوقع ان يقدم المنتخبان مباراة كبيرة في ظل المنافسة الشديدة بين الغريمين، خاصة ان كلا منهما يسعى الى الفوز، «الاخضر» للابتعاد في الصدارة برصيد عشر نقاط ما سيجلعه قريبا من الاحتفاظ باللقب خصوصا ان لديه مباراة سهلة مع اليمن قد يضمن منها النقاط الثلاث، و«الازرق» للدخول في المنافسة من الباب الواسع خصوصا ان الفوز على السعودية سيمنح لاعبيه دفعة معنوية هائلة للمباراتين الاخيرتين. ويبقى القول على الرغم من ان المسؤولين في الكويت ولاعبيهم ايضا، منذ بدء الدورة، يرشحون المنتخب السعودي للبطولة، فإن هذا اللقاء سيكون مختلفا في الترشيح، وان جميع ما جادت به انفسهم ان فازو سيغير وجهات النظر وسيرشحون انفسهم من جديد، بعد ان كانوا متيقنين من ان البطولة للسعودية لا محالة، وان السعودية ستحصد اللقب الثالث.