مسودة أخيرة من «خليجي 16»

عبد العزيز الدوسري

TT

اليوم سيكون آخر احتفاليات العرس الخليجي الكروي الذي تواصلنا معه عبر وسائل الاعلام المرئية والمسموعة والمقروءة، أكثر من اسبوعين، والجميع كان يتابع «خليجي 16»، بكل تناقضاته، بل مفاجآته، بكل ضعفه وقوته، تميزه وسوئه، بكل المستويات، بدءا من الضيف الجديد على الدورات منتخب اليمن، ومرورا بصاحب الارض منتخب الكويت الذي ظهر في واد وضيوفه في واد آخر، وانتهاء بالمنتخب السعودي الفريق الوحيد الذي ظل على نفس الوتيرة التصاعدية، فقد كان عطاء لاعبيه كهارموني موسيقى متنام، بعكس المنتخبات التي يظهر لاعبوها فجأة اسودا تريد التهام كل شيء في الملعب، وفي محطة ثانيا تغفو الاسود بعد شبع الانتصار.

رغم كل شيء، يظل التجمع الخليجي، هو الاسمى في الدورة، كما ان العرس الخليجي لم يكن كرويا فقط، بل كان انسانيا بالمقام الاول، أولاد المعمورة اجتمعوا على تنافس شريف، كل ادى ما عليه، حتى وان كان ما اداه سيئا ودون المستوى، المهم ان النية كانت هي مطيته في البطولة.

اليوم المنتخب السعودي يتوج رسميا، ثم يحمل الكأس بين ابناء الخليج ليضعها في الرياض، حيث تغفو قريرة العين للسنة الثانية على التوالي، واليوم ايضا ستحدد مصائر مراكز المنتخبات الاخرى، التي تتنافس على تحسين صورتها الباهتة، لكن ما هو اهم بالنسبة للاعبين ايضا هو تلك الالقاب الفردية، فهي مهمة جدا بالنسبة لهم، فتتويج نجم ما بلقب افضل لاعب يعني انه سيظل لأكثر من عام، «سوبر الاعلام الخليجي»، وربما سيكون اللقب بوابته نحو الاحتراف ان لم يكن محترفا في بلده او خارجه، وهو الحال مع افضل حارس وهداف، فالتنافس ما يزال الى حين اسدال ستار «خليجي 16»، وتوديع المنتخبات المشاركة، لشد رحالها الى اوطانها المجاورة، ومن أجل هذا سيكون الترقب باديا على كثير من اللاعبين خاصة ممن ترشحوا اصلا لنيل تلك الالقاب.

ويبقى القول: لقد نجحت الكويت في احتضان عرس «خليجي 16» تنظيميا، ونجحت من خلال قيادتها الرياضية، لكنها لم تنجح في منح منتخب بلادها الدواء الناجع، لتغيير الصورة الباهتة، ورغم ذلك، فدائما علينا ان نضع المبررات، كل منتخب لم يحصد اللقب انما اثر كبوة حصانه (لاعبيه)، بيد ان ما يهمنا اصلا ان الكبوات يجب الاستفادة منها، حتى لا تتكرر الكبوات في كل الدورات اللاحقة، ولنا وقفات أخرى مع دورة «خليجي 17» باذن الله.