توقع منافسة نارية بالمجموعة الأفريقية الثالثة والكاميرون ومصر تطمحان للانفراد بالرقم القياسي

TT

نيقوسيا ـ أ ف ب: يسعى المنتخبان الكاميروني حامل اللقب في النسختين الاخيرتين والمصري الى الانفراد بالرقم القياسي في عدد الالقاب في كأس امم افريقيا لكرة القدم عندما يدخلان غمار المنافسة في الدورة الرابعة والعشرين التي تنطلق في تونس من 24 يناير الحالي وتستمر حتى 14 فبراير المقبل.

ويتقاسم المنتخبان الكاميروني والمصري الرقم القياسي الحالي وهو 4 القاب مع المنتخب الغاني الغائب الاكبر عن الدورة الحالية، حيث توج الاول بطلا اعوام 1984 و1988 و2000 و2002، والثاني أعوام 1957 و 1959 و1986 و1998، والثالث أعوام 1963 و1965 و1978 و1982.

ووضعت القرعة المنتخبين الكاميروني والمصري في المجموعة الثالثة الى جانب الجزائر الساعية الى تلميع صورتها وزيمبابوي الضيفة الجديدة على النهائيات.

ويبدو المنتخب الكاميروني الملقب بـ«الأسود غير المروضة» مرشحا بقوة لحجز بطاقته الى الدور الثاني بل والاحتفاظ باللقب للمرة الثالثة على التوالي ليكون اول منتخب يحقق هذا الانجاز وذلك بالنظر الى ترسانته الكبيرة من اللاعبين المحنكين. وستكون المنافسة على البطاقة الثانية ثلاثية بين مصر والجزائر وزيمبابوي مع افضلية للاولى بالنظر الى المستوى الذي تظهر به في النهائيات بغض النظر عن صعوبة تأهلها او التشكيلة التي تشارك بها، وأكبر دليل على ذلك احرازها اللقب عام 1998 في بوركينا فاسو على الرغم من أنها لم تكن بين المنتخبات المرشحة لتحقيق هذا الانجاز. وتقف عوامل عدة الى جانب المنتخب الكاميروني لتحقيق اللقب الثالث على التوالي والخامس في تاريخه، اولها ان الفريق متكامل الصفوف بوجود لاعبيه المحترفين في ابرز الاندية الاوروبية في مقدمتهم ندجيتاب جيريمي (تشيلسي الانجليزي) وباتريك مبوما(طوكيو فيردي الياباني) وصامويل ايتو (مايوركا الاسباني) وريغوبرت سونغ (لنس الفرنسي) وبيوس نديفي (الاتحاد القطري) وسالومون اوليمبي (ليدز يونايتد الانجليزي) واريك دجيمبا دجيمبا (مانشستر يونايتد الانجليزي). ومن بين العوامل أيضا المستوى الرائع الذي ظهر به المنتخب في السنوات الاربع الاخيرة وخصوصا منذ عام 2000 عندما أحرز اللقب القاري في غانا ونيجيريا ثم اللقب الاولمبي في سيدني واللقب القاري عام 2002 وحجزه بطاقة التأهل الى مونديال كوريا الجنوبية واليابان معا، وهو ما أدى الى انسجام كبير بين اللاعبين لثبات التشكيلة، زد على ذلك الطموح الكبير للكاميرونيين في ان يحافظوا على اللقب تخليدا لذكرى لاعبهم مارك فيفيان فوي الذي وافته المنية الصيف الماضي خلال بطولة القارات. وكان المنتخب الكاميروني قد حقق 6 انتصارات متتالية في النسخة الاخيرة في مالي ولم يدخل مرماه اي هدف طيلة البطولة باستثناء هدفين من ركلتين ترجيحيتين في المباراة النهائية التي كسبها على حساب السنغال 3 ـ 2.

ويكمن سر تألق الكاميرونيين أيضا في ثبات الادارة الفنية التي يقودها الالماني مانفريد شايفر الذي، برغم قصر الفترة التي تسلم فيها مهامه حيث عين في نوفمبر 2001، فانه نجح الى حد كبير في وضع بصماته على اسلوب لعب «الأسود غير المروضة» وخير دليل انتصاراتها الستة المتتالية في نهائيات كأس الامم الافريقية الاخيرة، وقيادته لها الى احراز اللقب. ويستقطب منتخب الكاميرون اهتماما كبيرا اينما حل وارتحل وذلك يعود الى النجاحات التي حققها في مونديال ايطاليا 1990 بفضل مهاجمه الثعلب روجيه ميلا عندما هزم الارجنتين حاملة اللقب في المباراة الافتتاحية ثم بات اول بلد افريقي يبلغ الدور ربع النهائي حيث خسر بصعوبة امام انجلترا العتيدة وبعد تمديد الوقت.

وتشارك الكاميرون في النهائيات للمرة الثالثة عشرة وقد لعبت 53 مباراة فازت في 30 وتعادلت في 14 وخسرت 9 وسجلت 75 هدفا ودخل مرماها 43. وخاضت الكاميرون 3 مباريات نهائية متتالية في الثمانينات ( 84 و86 و88 ) احرزت خلالها اللقب مرتين ( 84 و)8 لكنها حلت خامسة عام 90 ورابعة عام 92 وفشلت في بلوغ النهائيات عام 94، قبل ان تحل عاشرة في 96 وتبلغ ربع النهائي عام 98، وتحرز اللقب عامي 2000 و2002. من جهته، يبحث المنتخب المصري الملقب بـ«الفراعنة» عن لقب افريقي خامس يحققه في مشاركته التاسعة عشرة (رقم قياسي).

وتحمل مصر أيضا الرقم القياسي في عدد المباريات التي خاضتها في النهائيات (69) وعدد الاهداف المسجلة (109). ويأمل المصريون في ان يحقق منتخبهم النتائج المرجوة ويعيد ذكريات الايام الجميلة التي عاشها في بوركينا فاسو عام 1998 حين حقق اللقب ولم يكن في مقدمة المرشحين للفوز بها. ويرى المصريون مجموعتهم قوية لكنهم مؤهلون للفوز بإحدى بطاقتي التأهل الى الدور الثاني، خصوصا انهم سيواجهون الكاميرون ،المنافس الاول لهم في المجموعة في ختام الدور الاول الذي يفتتحونه بلقاء زيمبابوي، التي تشارك للمرة الاولى في النهائيات، في 25 في الحالي ويعقبه لقاء الجزائر وهما اللقاءان اللذان يعول عليهما كثيرا في التأهل الى الدور الثاني. وخاض المنتخب المصري جملة مباريات تجريبية قبيل السفر الى تونس في اطار الاستعداد للمنافسة القوية على اللقب، اذ لعب مع الدنمارك وفرنسا والسويد وجنوب افريقيا ونادي غلاطة سراي التركي ونادي ليل الفرنسي وكينيا والعراق والبحرين وروندا والكونغو الديمقراطية وبوركينافاسو، املا في استعداد قوي بعد التأهل الصعب الى النهائيات والذي جاء في الجولة الاخيرة من التصفيات. وعانى منتخب الفراعنة الامرّين قبل ان يحجز بطاقته وانتظر حتى الجولة السادسة الاخيرة لضمان تأهله نهائيا بعد خسارة منافسته المباشرة مدغشقر امام موريشيوس صفر ـ 2، علما بانه كان ضمن تأهله حسابيا في الجولة الخامسة. وخلت التشكيلة المصرية التي اختارها محسن صالح المدير الفني من المفاجات وغاب عنها مدحت عبد الهادي بداعي الاصابة. ويعول المنتخب المصري على مهاجم مرسيليا الفرنسي أحمد حسام الملقب بـ«ميدو» بالاضافة الى لاعبي الزمالك متصدر الدوري المحلي وعددهم ثمانية في مقدمتهم صانع الالعاب حازم امام بالاضافة الى المخضرم أحمد حسن المحترف في بشيكتاش التركي ومحمد بركات المحترف في العربي القطري.

ويسعى المنتخب الجزائري الى تلميع صورته بعد السبات العميق الذي غطت فيه الكرة الجزائرية سواء على الصعيد الافريقي او العالمي. فآخر مرة حجزت فيها الجزائر بطاقتها الى نهائيات كأس العالم تعود الى عام 1986 في المكسيك، في حين يبقى أحسن انجاز لها على الصعيد القاري احراز اللقب عام 1990 عندما استضافت النهائيات على أرضها.

ومنذ ذلك الحين والكرة الجزائرية تتخبط في مشاكل لم تجد لها حلا حتى الان برغم تنويع ادارتها الفنية من مدربين اجانب الى محليين دون بلوغ الهدف المنشود.

وتشارك الجزائر في النهائيات للمرة الثالثة عشرة إذ سبق لها ان خاضت 47 مباراة فازت في 17 وتعادلت في 15 وخسرت 16 وسجلت 58 هدفا ودخل مرماها 50. وتأهلت الجزائر بتصدرها المجموعة الثانية عشرة برصيد 10 نقاط بفارق 6 نقاط امام تشاد. ويشرف على تدريب الجزائر المخضرم رابح سعدان خلفا للبلجيكي جورج ليكينز المستقيل بعد نهاية التصفيات.

وسيحاول المنتخب الزيمبابوي تحقيق المفاجأة معتمدا على اعتبار انه سيخوض النهائيات دون مركب نقص لانه يشارك للمرة الاولى وبالتالي فان اي نتيجة ايجابية ستكون انجازا بالنسبة اليه وان لم ينجح في تخطي الدور الاول. وتأهلت زيمبابوي كأفضل منتخب يحتل المركز الثاني في المجموعات التي ضمت 4 منتخبات بعدما حلت وصيفة خلف مالي. وساهم في تأهل زيمبابوي مهاجم كوفنتري سيتي الانجليزي بيتر ندولفو الذي سجل 5 اهداف في التصفيات. ويشرف على المنتخب قائده السابق المدافع صنداي ماريمو الذي يملك سجلا جيدا كمدرب بعدما قاد ديناموز الى نهائي مسابقة دوري ابطال افريقيا عام 1998 قبل ان يخسرها امام اسيك ابيدجان العاجي. ويقول ماريمو «الهدف من المشاركة هو التعلم والاستفادة. مقعد في ربع النهائي سيكون مكافأة».

كادر منتخبا السنغال وتونس يتحديان الحرس الأفريقي القديم المسيطر على الألقاب تونس ـ رويترز: تواجه المنتخبات التي نقشت اسمها في سجلات كرة القدم الافريقية، وعلى رأسها الكاميرون ومصر، تهديدا من كل من السنغال وتونس التي تنطلق بها يوم السبت نهائيات كأس الامم الافريقية.

وتعد منتخبات الكاميرون ومصر والمغرب ونيجيريا من اقوى منتخبات القارة الافريقية إذ سبق لها الفوز بلقب البطولة الا ان منتخبي السنغال وتونس اللذين لم يسبق لهما الفوز بها قد يحققان المفاجأة ويسحبان البساط من تحت اقدام هذه الفرق.

وبزغ نجم المنتخب السنغالي سريعا وجذب أنظار العالم منذ 18 شهرا عندما تغلب في مباراة الافتتاح بنهائيات كأس العالم لكرة القدم لعام 2002 التي أقيمت في كوريا الجنوبية واليابان على فرنسا حاملة اللقب انذاك، كما واصل تقدمه حتى دور الثمانية بالنهائيات. ويعود نجوم كأس العالم بالمنتخب السنغالي الى تونس وعلى رأسهم مهاجم ليفربول الانجليزي الحاجي ضيوف ومجموعة من اللاعبين المحترفين بدوري الدرجة الاولى الفرنسي على أمل الفوز بلقب البطولة الافريقية العام الحالي. ورغم مستوى المنتخب المرتفع الا انه صارع لتحقيق نتائج طيبة خلال العام المنصرم منذ تولي الفرنسي جي ستيفان تدريب الفريق. ومن المفارقات ان ستيفان كان المدرب المساعد للمنتخب الفرنسي في كأس العالم 2002 عندما تغلبت السنغال على فرنسا في مباراة الافتتاح في حين ان المدير الفني للمنتخب الفرنسي انذاك كان روجيه لومير الذي يتولى حاليا تدريب المنتخب التونسي.

وتولى لومير تدريب المنتخب التونسي منذ 15 شهرا ورفع من مستوى اداء الفريق بعد وضع برنامج اعداد قوي، كما حصل الفريق على دعم بانضمام المهاجم فرانسيلودو دوس سانتوس، البرازيلي المولد، لصفوفه بعد حصوله على الجنسية التونسية. وبعد نحو عامين من اللعب مع فريق النجم الساحلي قبل الانتقال الى سوشو الفرنسي نجح دوس سانتوس في الحصول على الجنسية التونسية وقبل دعوة المنتخب التونسي للانضمام لصفوفه. وأصبح دوس سانتوس احد اللاعبين المحترفين في اوروبا الذين اغضبوا مدربي فرقهم باختيارهم اللعب لمنتخبات بلادهم في البطولة الافريقية في مثل هذا الوقت الحساس للفرق الاوروبية ببطولاتها المحلية. ومن المقرر ان يخوض دوس سانتوس اولى مبارياته بتونس امام منتخب رواندا. وستقام مباريات كأس الامم الافريقية ومجموعها 32 مباراة على ستة ملاعب. وتختتم البطولة في 14 فبراير (شباط)، ومن المتوقع ان تستغل تونس فرصة تنظيم البطولة لتروج لعرضها استضافة نهائيات كأس العالم عام 2010.