الكاميرون يستهل حملة الدفاع عن لقبه الخامس بمواجهة الجزائر و«ميدو» أمل منتخب مصر أمام زيمبابوي في الأمم الأفريقية

TT

تستهل الكاميرون حاملة لقب النسختين الاخيرتين من كأس افريقيا للأمم مشوار الدفاع عن انجازها في مواجهة الجزائر اليوم في سوسة في افتتاح منافسات المجموعة الثالثة من نهائيات كأس افريقيا لكرة القدم التي تستضيفها تونس حتى 14 فبراير (شباط) المقبل. وتلعب مصر مع زيمبابوي في صفاقس ضمن المجموعة ذاتها، والكونغو الديمقراطية مع غينيا في ختام المجموعة الاولى.

* الكاميرون ـ الجزائر: يبدأ المنتخب الكاميروني مشواره نحو احراز لقبه الثالث على التوالي والخامس في تاريخه (رقمان قياسيان) عندما يلتقي مع الجزائر التي تسعى الى تخطي الدور الاول على أبعد تقدير.

وتعتبر المجموعة الثالثة من أقوى مجموعات النهائيات لانها تضم 3 منتخبات عريقة هي فضلا عن الكاميرون والجزائر، مصر حاملة اللقب القاري 4 مرات، وزيمبابوي ظاهرة التصفيات والحاضرة في النهائيات للمرة الاولى في تاريخها.

وفرض المنتخب الكاميروني نفسه قاريا في السنوات الاربع الاخيرة باحرازه اللقب الافريقي مرتين متتاليتين، بل تعدى الامر القارة السمراء من خلال تتويجه بطلا لاولمبياد سيدني 2000، وبلوغه المباراة النهائية لمسابقة كأس القارات التي اقيمت الصيف الماضي في فرنسا حيث بات اول منتخب افريقي وغير اوروبي او اميركي جنوبي يحقق هذا الانجاز.

ويملك المنتخب الكاميروني ترسانة هامة من اللاعبين المتألقين في اوروبا يعرفون بعضهم البعض جيدا وباتوا أكثر انسجاما من أي وقت مضى وبالتالي فان هزمهم او حتى اجبارهم على التعادل لن يكون سهلا، وأكبر دليل على ذلك ان «الاسود المروضة» وهو لقب الكاميرون لم تخسر او تتعادل في اي مباراة من مباريات الدورة الثالثة والعشرين التي اقيمت في مالي عام 2002 ولم يسجل في مرماها اي هدف.

وستكون مهمة الكاميرون مزدوجة ففضلا عن الاولى المتمثلة في احراز اللقب فان الثانية تكمن في الرغبة في اهداء الكأس الى قائدهم مارك فيفيان فويه الذي وافته المنية في بطولة القارات عندما اصيب بازمة قلبية خلال المباراة ضد كولومبيا.

ويصعب ايجاد اي ثغرة في صفوف الكاميرونيين بدءاً من حراسة المرمى التي يتكفل بها حارس مرمى لوهافر الفرنسي كاميني، المرشح لنيل لقب افضل حارس مرمى في القارة السمراء العام الماضي، مرورا بخط الدفاع بقيادة القطب المحنك ريغوبرت سونغ (لنس الفرنسي)، وخط الوسط بريادة لاعب تشلسي الانجليزي جيريمي نغيتاب، وصولا الى خط الهجوم الزاخر بالنجوم في مقدمتها مهاجم مايوركا الاسباني صامويل ايتو، المرشح للقب أفضل لاعب في افريقيا لعام 2003، والمخضرم باتريك مبوما (فيردي طوكيو الياباني).

كما يستمد المنتخب الكاميروني قوته من مدربه الالماني فينفريد شايفر الذي لا يتوانى في ايجاد الخطط الكفيلة بتحقيق الانتصارات، وإن كان من السهل على أي مدرب قيادة منتخب زاخر بالنجوم مثل المنتخب الكاميروني.

ويصر شايفر على ان منتخبه حاضر في تونس من أجل الاحتفاظ باللقب، مشيرا الى ان ذلك لن يكون سهلا خصوصا ان جميع المنتخبات المشاركة في النهائيات ستحاول هزم الكاميرون او اسقاطها في فخ التعادل لان ذلك يشكل بالنسبة اليها بطولة في حد ذاتها وانجازا تفخر به فترة طويلة.

في المقابل، يحاول المنتخب الجزائري تقديم كل ما في وسعه للوقوف ندا امام الكاميرون وتحقيق نتيجة ايجابية ترفع معنويات لاعبيه في باقي مشوارهم في البطولة التي يسعون بطبيعة الحال الى تخطي الدور الاول فيها.

وعودت الجزائر جمهورها المحلي والمتتبعين على تقديم افضل العروض في المباريات القوية وتحقيق المفاجآت كما فعلت في مونديال 1982 عندما تغلبت على المانيا 2 ـ 1. وتتسلح الجزائر بالعزيمة القوية للاعبيها الساعين الى رد الاعتبار الى الكرة الجزائرية بعد فترة خيبة الامل التي لازمتها منذ احرازها اللقب القاري عام 1990 عندما استضافت الحدث على أرضها.

ويقود المنتخب الجزائري المدرب المحلي رابح سعدان الذي خلف البلجيكي جورج ليكنز الذي استقال من منصبه بعد 5 أشهر فقط من تسلمه مهامه. وتعتبر النهائيات تحديا كبيرا بالنسبة لسعدان كونه يأمل في تحقيق نتائج ايجابية أفضل مما حققه مع المنتخب عام 1986 في مصر عندما خرج من الدور الاول بتعادلين وخسارة، علما بان الجزائر لقيت باشرافه المصير ذاته بقيادته في مونديال المكسيك في العام ذاته. وصرح سعدان بان ثقته بلاعبيه كبيرة وأنه سيحاول قيادتهم الى أبعد مرحلة ممكنة في النهائيات.

وتعول الجزائر على محترفيها في الخارج خصوصا صانع العاب الاتحاد القطري جمال بلماضي والمهاجمين عبد المالك شراد (نيس الفرنسي) ومنصور بوتابوت (غونيون الفرنسي).

* مصر ـ زيمبابوي: لا يختلف هدف المصريين عن المنتخب الكاميروني لانهم يسعون الى احراز اللقب للمرة الخامسة والانفراد بالرقم القياسي في عدد الالقاب. ويبدأ مشوار المصريين بمواجهة زيمبابوي الضيفة الجديدة على النهائيات وسيسعون بكل ما يملكون لتحقيق الفوز وكسب النقاط الثلاث التي تكتسي اهمية كبيرة، خصوصا ان مهمتهم لن تكون سهلة في المباراتين الاخيرتين حيث سيلتقيون الجزائر والكاميرون على التوالي.

ولم يكن مشوار مصر في التصفيات رائعا بل انتظرت حتى الجولة الاخيرة لحجز بطاقتها، كما انها لم تظهر بالمستوى الجيد او المنتظر منها على الاقل في المباريات الودية الاعدادية مما عرض مدربها محسن صالح الى انتقادات عدة.

بيد ان الفراعنة أكدوا في السابق ان لا علاقة للمباريات الودية والاعدادية بالنهائيات وأثبتوا بحق أنهم أصحاب المناسبات الكبيرة وكان تتويجهم عام 1998 في بوركينا فاسو رغم كونهم لم يكونوا مرشحين خير دليل على ذلك.

وتعقد مصر امالا كبيرة على مهاجمها أحمد حسام الملقب (ميدو) الذي ابلى البلاء الحسن مع فريقه مرسيليا الفرنسي.

وقال ميدو «أتمنى أن نكون عند حسن ظن جمهورنا، لقد استعددنا جيدا للنهائيات وكلنا أمل في تحقيق نتائج جيدة تعيد التوازن للكرة المصرية بعد التعثر الذي واجهناه في التصفيات». ويشكل لاعبو الزمالك متصدر الدوري المحلي العمود الفقري للمنتخب حيث تضم التشكيلة 8 لاعبين هم حازم امام وبشير التابعي ووائل قباني وطارق السعيد وطارق السيد وعبد الحليم علي وتامر عبد الحميد وعبد الواحد السيد، بالاضافة الى المحترفين المخضرم أحمد حسن ومحمد بركات.

اما زيمبابوي، فأكد مدربها صنداي ماريمو ان منتخبه حضر الى تونس «للتعلم، وأن بلوغ ربع النهائي سيكون مكافأة للاعبيه».

وأضاف ماريمو، الذي كان قائدا للمنتخب سابقا: «القرعة لم ترحمنا، لكن ذلك لا يعني اننا سنستسلم بل سنقاوم خصومنا، فليس لدينا ما نخسره وسنؤكد ان تأهلنا لم يكن وليد صدفة».

وتعتمد زيمبابوي على مهاجم شيفيلد يونايتد الانجليزي بيتر ندلوفو، 30 عاما، لزعزعة خطوط دفاع المنتخبات المنافسة.

ويلعب ندلوفو في صفوف منتخب بلاده منذ 13 عاما وكانت اولى مبارياته الدولية وعمره 17 عاما، ومكنه تألقه من الانتقال من هايلاندرز الى كوفنتري الانجليزي عام 1991 ومنه الى برمنغهام سيتي ثم هادرسفيلد قبل شيفيلد يونايتد. وسجل ندلوفو 90 هدفا في 330 مباراة خاضها في مسيرته الاحترافية في انجلترا حتى الان.

* الكونغو الديمقراطية ـ غينيا: يلتقي المنتخبان الكونغولي والغيني في مباراة قوية بين الطرفين سيخطو من خلالها الفائز خطوة كبيرة الى الدور الثاني. وتضم المجموعة المنتخبين التونسي والرواندي اللذين التقيا امس في المباراة الافتتاحية. ويضم المنتخبان جيلا شابا ومتألقا من اللاعبين المحترف أغلبهم في اوروبا، وبالتالي فان الكفة ستكون متكافئة والغلبة ستصب في مصلحة المنتخب الذي سيستغل الفرص التي ستسنح لمهاجميه.

وتعول غينيا كثيرا على خط هجومها الذي يعد الافضل في القارة السمراء بوجود سليمان يولا (جنكليربرليجي التركي) وسامبيغو بانغورا (ستاندار لياج البلجيكي) وباسكال فينمن من دونو (بوردو الفرنسي) وابو بكر تيتي كامارا (السيلية القطري).

من جهته، يضم المنتخب الكونغولي نخبة من اللاعبين المتألقين وإن كان سيخوض النهائيات في غياب نجمه البوروندي الاصل شعباني نوندا بسبب الاصابة التي ستبعده عن الملاعب حتى نهاية الموسم.