الفرصة الأخيرة لمصر أمام الكاميرون والجزائر بحاجة إلى تعادل أمام زيمبابوي

مواجهتان حاسمتان في المجموعة الثالثة لتحديد المنتخبين المتأهلين لربع نهائي كاس أمم أفريقيا

TT

يخوض المنتخب المصري فرصته الاخيرة للحفاظ على آماله في المنافسة على اللقب القاري الخامس عندما يلتقي نظيره الكاميروني شريكه في الرقم القياسي في عدد الالقاب القارية وحامل اللقب في الدورتين الاخيرتين اليوم في لقاء كلاسيكي على ملعب المنستير (140 كلم جنوب العاصمة التونسية) في الجولة الثالثة الاخيرة لمنافسات المجموعة الثالثة ضمن نهائيات كأس الامم الافريقية الرابعة والعشرين لكرة القدم المقامة حاليا في تونس وتستمر حتى 14 فبراير(شباط) الحالي.

وتحتاج مصر الى الفوز على الكاميرون لحجز بطاقتها مباشرة الى الدور ربع النهائي بغض النظر عن المباراة الثانية عن المجموعة ذاتها والتي تجمع في الوقت ذاته بين الجزائر وزيمبابوي على الملعب الاولمبي في سوسة. وقد يكفي مصر التعادل في حال خسارة الجزائر.

وتتصدر الكاميرون المجموعة برصيد 4 نقاط بفارق الاهداف امام الجزائر ونقطة واحدة امام مصر، فيما فقدت زيمبابوي التي تشارك للمرة الاولى في النهائيات حظوظها في المنافسة على احدى بطاقتي المجموعة بتعرضها لخسارتين متتاليتين امام مصر 1 ـ 2 والكاميرون 3 ـ 5.

ولم تتضح حتى الان معالم المنتخبين المؤهلين عن المجموعة الى الدور ربع النهائي وانحصرت المنافسة بين الكاميرون والجزائر ومصر، وإن كان المنتخبان الاوليان الاقرب الى انتزاعهما بحكم حاجتهما الى نقطة واحدة فقط، فيما يتوجب على الفراعنة الفوز لقلب لمواصلة المشوار في البطولة التي تحمل الرقم القياسي في عدد المشاركات فيها (19 مرة).

ووضع المنتخب المصري نفسه في موقف صعب لا يحسد عليه بعد إضاعته 3 نقاط ثمينة في مباراته ضد الجزائرلانه كان الطرف الاقرب الى التسجيل في أكثر من مناسبة لكن شباكه استقبلت هدفا قاتلا في الدقيقة 86 كان كافيا لمنح الجزائر فوزا مفاجئا لانها اكملت المباراة بعشرة لاعبين منذ الدقيقة 56 بعد طرد معمر ماموني مسجل الهدف الاول لتلقيه انذارين، واعترف المدير الفني للمنتخب المصري محسن صالح بتحمله مسؤولية الخسارة امام الجزائر، مؤكدا ان المهمة باتت صعبة وتتوقف على الفوز على الكاميرون. واضاف ان تغييرات منتظرة ستشهدها تشكيلة المنتخب، وقال «المباراة ضد الكاميرون حاسمة وتقتضي اجراء تغييرات على التشكيلة، خصوصا ان المنتخب الخصم يضم في صفوفه ترسانة من اللاعبين المتميزين يجب الحد من خطورتهم» دون الكشف عن التبديلات.

وتابع «هذه التغييرات ليست لها اي علاقة بالخسارة المفاجئة امام الجزائر بل انها كانت متوقعة منذ انطلاق الدورة لان لكل مباراة ظروفها واختيار اللاعبين يتم على ضوء كل منها». وقد تشمل التبديلات خطوط الدفاع والوسط حيث من المقررة اشراك وائل قباني وحسام غالي بالاضافة الى حارس المرمى عبد الواحد السيد، والثلاثي لم يشارك في المباراتين السابقتين.

واضاف «سنبذل كل ما في جهدنا لتحقيق الفوز وبلوغ دور ربع النهائي»، مشيرا الى ان الاجواء داخل المنتخب تبعث على الارتياح «والجميع يدرك تماما المسؤولية الملقاة على عاتقه».

واوضح «وضعنا الخسارة امام الجزائر جانبا، ونحن نهيئ اللاعبين نفسيا لمواجهة الكاميرون، وأتمنى ان نكون موفقين».

من جهته، أكد امين عام الاتحاد المصري ورئيس البعثة المصرية محمد السياجي انه واثق من قدرة المنتخب في تخطي الدور الاول، وقال «أثبت المنتخب المصري انه منتخب الفرصة الواحدة، وأنا واثق من نجاحه في بلوغ الدور ربع النهائي».

ويسعى الفراعنة الى الفوز لضرب أكثر من عصفور بحجر واحد، الاول التأهل الى ربع النهائي والثاني ازاحة الكاميرون من الطريق نحو اللقب الخامس وتجريدها من اللقب والثالث الثأر لخسارتها امام الاسود «غير المروضة» في المباريات الثلاث الاخيرة بينهما في النهائيات القارية، فضلا عن استعادة الثقة للذهاب بعيدا في دورة تونس.

والتقى المنتخبان 5 مرات في النهائيات فكان الفوز حليف مصر مرتين عامي 1984 و1986، مقابل 3 مرات للكاميرون اعوام 1988 و1996 و2002. ولن يكون المنتخب الكاميروني صيدا سهلا للفراعنة لان مدربه الالماني وينفريد شايفر أكد ان الكاميرون لن تتنازل عن اللقب بسهولة وانها في تونس للظفر به للمرة الثالثة على التوالي والخامسة في التاريخ.

وقدم المنتخب الكاميروني عروضا قوية حتى الان وان كان سقط في فخ التعادل امام الجزائر 1 ـ 1 في الجولة الاولى واستقبال شباكه 3 اهداف امام زيمبابوي 5 ـ 3 في الجولة الثانية، فهو يضم ترسانة هامة من النجوم التي بامكانها قلب نتيجة المباراة في اي لحظة في مقدمتها المخضرم باتريك مبوما، هداف الدورة حتى الان برصيد 4 أهداف.

وكان مبوما سجل ثلاثية في مرمى زيمبابوي، ويقول عنه شايفر «ما يفعله مبوما جيد بالنسبة للمنتخب، اننا بحاجة الى لاعبين مثله». ولا يعول المنتخب الكاميروني على لاعب معين بل على جميع اللاعبين بحكم اعتماده اللعب الجماعي مركزا على مؤهلاتهم الفنية الفردية في مقدمتهم صامويل ايتو وجيريمي نغيتاب والقائمة طويلة.

وفي المباراة الثانية، يدخل المنتخب الجزائري لقاءه مع زيمبابوي بمعنويات عالية بعد انجازيه امام الكاميرون ومصر، بيد ان المهمة لن تكون سهلة برغم انه بحاجة الى نقطة واحدة فقط لبلوغ الدور ربع النهائي لان زيمبابوي ليس لديها ما تخسره بعدما فقدت الامال في تخطي الدور الاول.

وبرغم خروجها من الدور الاول، قدمت زيمبابوي عروضا جيدة حتى الان فخسرت بصعوبة امام مصر 1 ـ 2 علما بانها كان سباقة الى التسجيل، ثم أحرجت الكاميرون وهزت شباكها 3 مرات علما بان الاخيرة انهت الدورة السابقة في مالي دون يدخل شباكها اي هدف. ويقود زيمبابوي قائدها وهدافها حتى الان بيتر ندلوفو الذي يسعى الى مواصلة تألقه في البطولة الحالية وقيادة منتخب بلاده الى فوز معنوي وتاريخي في النهائيات التي تشارك فيها للمرة الاولى في تاريخها. واعترف المدير الفني للمنتخب الجزائري رابح سعدان بان المنتخب الجزائري لم يقدم حتى الان وجهه الحقيقي. وتعول الجزائر على مساندة جمهورها الغفير الذي آزرها منذ المباراة الاولى، وخصوصا ضد مصر حيث كان له دور كبير في النقاط الاربع التي كسبتها حتى الآن. والجزائر هي الوحيدة الى جانب تونس التي لعبت في مدينة واحدة، فالمنتخب التونسي خاض مبارياته الثلاث في الدور الاول على ملعب رادس، والجزائر لعبت مباراتين على الملعب الاولمبي في سوسة وستخوض الثالثة اليوم على الملعب ذاته.

وتدب حركة غير عادية في مدينة سوسة وذلك بسبب العدد الهائل من المشجعين الجزائريين الذي قدموا من مدن شرق الجزائر، وتحديدا عنابة وقسنطينة للوقوف الى جانب منتخب بلادهم وذلك لقربها من الحدود التونسية. ودفعت المساندة القوية لجماهير شرق الجزائر رئيس الاتحاد الجزائري محمد روراوة الى وعدهم بنقل المباريات الدولية للمنتخب من ملعب 5 يوليو في العاصمة الجزائر الى مدينة عنابة التي تبعد عنها بنحو 450 كلم.