المنتخبات العربية تأمل حصد نصف أضلاع المربع الذهبي لبطولة أفريقيا

المغرب والجزائر وتونس 3 منتخبات مغاربية تتأهل معاً لربع النهائي لأول مرة في تاريخ النهائيات

TT

فرضت كرة القدم المغاربية نفسها بقوة في الدورة الرابعة والعشرين لكأس الامم الافريقية لكرة القدم المقامة حاليا في تونس حتى 14 فبراير (شباط) الحالي بتأهل منتخبات البلد المضيف والمغرب والجزائر الى الدور ربع النهائي، وهي المرة الاولى التي تتأهل فيها 3 منتخبات مغاربية الى الدور ربع النهائي في تاريخ النهائيات منذ انطلاقها عام 1957. ولم تشهد النهائيات القارية حضور المنتخبات الثلاثة في دورة واحدة حتى عام 1998 في بوركينا فاسو، إذ خرجت الجزائر من الدور الاول والمغرب من ربع النهائي وتونس من نصف النهائي. وتأهلت المنتخبات الثلاثة الى نهائيات عام 2000 في غانا ونيجيريا وخرج المغرب من الدور الاول والجزائر وتونس من ربع النهائي. وفي مالي 2002 ودع المغرب وتونس والجزائر البطولة من الدور الاول.

ويشهد ربع النهائي مواجهة عربية- عربية بين المغرب والجزائر واخرى ثأرية لتونس امام السنغال، واذا نجح روجيه لومير في تصفية ثأره القديم مع منتخب السنغال فيمكن ان تشكل المنتخبات العربية نصف اضلاع المربع الذهبي لكأس الامم الافريقية.

واكد الفرنسي لومير المدير الفني للمنتخب التونسي ان المواجهة مع السنغال صعبة للغاية رغم ان الفريق السنغالي ليس بالقوة التي ظهر بها في نهائيات كأس العالم 2002 بكوريا واليابان. وقال «لن انسى واقعة المواجهة بين فرنسا والسنغال في افتتاح كأس العالم، ورغم انها اصبحت في ذمة التاريخ الا انها ستكون حافزا قويا لتخطي السنغال والعبور الى المربع الذهبي».

وفي تلك المباراة، حققت السنغال المفاجأة وفازت 1 ـ صفر لتمهد الطريق امام خروج فرنسا التي كانت تحمل اللقب من الدور الاول.

وكان المنتخبان المصري، حامل الرقم القياسي في عدد الالقاب، ونظيره الجنوب افريقي أكبر الخاسرين بخروجهما من الدور الاول. وبالعودة الى منتخبات تونس والمغرب والجزائر فانها أكدت عودتها الى الساحة القارية ووقوفها موقف الند للند امام المنتخبات العتيدة، خصوصا الكاميرون حاملة اللقب في النسختين الاخيرتين ونيجيريا المرشحتين للمنافسة على لقب الدورة الحالية. ويبقى المنتخب المغربي افضل المنتخبات المغاربية مستوى وتمكن من انتزاع بطاقته عن جدارة بتصدره المجموعة الرابعة بفوزه على نيجيريا 1 ـ صفر وعلى بنين 4 ـ صفر، وتعادل مع جنوب افريقيا 1 ـ1.

وقدم المنتخب المغربي مستوى جيدا وثابتا في المباريات الثلاث ووجه انذارا لخصومه في الادوار المقبلة من خلال انتهاجه اسلوب كرة القدم الحديثة التي تعتمد على اللمسة الواحدة والسهولة في بلوغ مرمى المنتخبات المنافسة. ويتميز المنتخب المغربي بقوة خط دفاعه بقيادة الثلاثي نور الدين النيبت وطلال القرقوري وعبد السلام وادو حيث استقبلت مرماهم هدفا واحدا حتى الان في 9 مباريات (6 في التصفيات و3 في الدور الاول من النهائيات). كما أبان خطا الوسط والهجوم عن امكانيات عالية تسهل اختراق خطوط دفاع المنتخبات المنافسة بفضل الثلاثي يوسف حجي وجواد الزايري ومروان الشماخ. واذا نجحت تونس في محو كابوس عام 1994 عندما استضافت النهائيات وخرجت من الدور الاول، فانها لم تقدم حتى الان اداء مقنعا يبشر بقدرتها على تحقيق آمالها باحراز اللقب القاري الاول.

وعانت تونس للتأهل برغم أن القرعة كانت رحيمة بها حيث وضعتها امام منتخبات رواندا والكونغو الديمقراطية وغينيا. ووجدت تونس صعوبة كبيرة في مباراتها الاولى امام رواندا وتغلبت عليها 2 ـ1. وعزا مدربها لومير العرض غير المقنع الى الضغوط التي كانت ملقاة على عاتق اللاعبين جراء تخوفهم من تكرار كابوس 1994. ووعد لومير بتقديم الافضل في المباراة الثانية لكن شيئا من هذا القبيل لم يحصل ولولا طرد مهاجم الكونغو الديمقراطية وقائدها تريزور لومانا لوا لوا اواخر الشوط الاول لما تمكن المهاجمون التونسيون من هز الشباك 3 مرات. وسقطت تونس في فخ التعادل الايجابي امام غينيا 1ـ1 في المباراة الاخيرة. ويملك المنتخب التونسي ورقة رابحة هي المهاجم البرازيلي الاصل سيلفا دوس سانتوس الذي سجل حتى الان ثلاثية وبامكانه قلب نتيجة اي مباراة في اي وقت من الاوقات. اما الجزائر، فكان الحظ حليفها بنسبة كبيرة في بلوغ ربع النهائي وهو ما أكده مديرها الفني رابح سعدان بعد كل مباراة من المباريات الثلاث التي خاضها في الدور الاول. إذ قال سعدان «لا نملك منتخبا لاحراز اللقب، لقد حالفنا الحظ كثيرا في الدور الاول، وخصوصا أمام مصر في الجولة الثانية». وانتزعت الجزائر تعادلا ثمينا من «الاسود غير المروضة» وهو لقب الكاميرون 1 ـ1، ثم حققت فوزا مفاجئا على مصر 2 ـ1 بعشرة لاعبين رغم ان الفراعنة كانوا الافضل. وفي المباراة الاخيرة امام زيمبابوي، كانت الجزائر على وشك توديع البطولة عندما تخلفت بهدفين بيد ان منقذها لاعب وسط اتحاد العاصمة حسين آشيو سجل هدف الشرف الذي كان كافيا لبقاء منتخب بلاده في المنافسة. وكان آشيو سجل هدف الفوز في مرمى مصر اعتبر الافضل حتى الآن في المسابقة.

وعموما ستسعى المنتخبات المغاربية الى تأكيد مشوارها الناجح حتى الان، وإن كان الدور ربع النهائي اسفر عن مواجهة قوية بين الغريمين التقليديين الجارين المغرب والجزائر، فيما تلعب تونس مع السنغال وصيفة بطلة النسخة الاخيرة. وفي الدور ذاته تلعب الكاميرون مع نيجيريا في اعادة لنهائي 2000 عندما فازت الاولى بركلات الترجيح على ملعب لاغوس، ومالي مع غينيا. وكان المنتخب المصري أكبر الخاسرين في الدورة الحالية لانه قدم عروضا جيدة كانت بمثابة مؤشر حقيقي على قدرته في الذهاب بعيدا في المسابقة التي جاء لنيل لقبها للمرة الخامسة في تاريخه (رقم قياسي) لكن سوء التوفيق حال دون تمكن مهاجميه من تسجيل اكثر من 3 اهداف وخرج خالي الوفاض من الدور الاول للمرة الاولى منذ 12 عاما وبالتحديد منذ عام 1992 في ساحل العاج. وكان المدير الفني لمصر محسن صالح أول ضحايا الدورة الحالية باعلانه مسؤولية توديع البطولة مبكرا، مؤكدا انه سيتقدم باستقالته لدى عودته الى القاهرة لفشله في تحقيق الهدف المسطر من قبل الاتحاد المحلي ألا وهو احراز اللقب. ولم يكن حال المنتخب الجنوب افريقي افضل من مصر وودع المسابقة من الدور الاول. ودفع منتخب جنوب افريقيا ثمن الخلافات التي نشبت بين المدرب السابق ماشابا وابرز اللاعبين بينيديكث ماكارثي وكوينتون فورتشن ومارك فيش حيث انسحب الاواخر من التشكيلة واقيل الاول من منصبه وعين مكانه مواطنه ستايلز فومو. كما ان غياب شون بارتليت وستيفن بينار بسبب الاصابة كان له تأثير كبير على هجوم جنوب افريقيا. واستهلت جنوب افريقيا، حاملة اللقب عام 1996 على ارضها، البطولة بفوز مستحق على بنين 2 ـ صفر، لكنها منيت بخسارة مذلة امام نيجيريا صفرـ 4، ثم سقطت في فخ التعادل الايجابي 1ـ1 امام المغرب منافسها وتونس وليبيا ومصر على استضافة مونديال 2010. وبخصوص المنتخبات الضيفة على النهائيات للمرة الاولى في التاريخ وهي زيمبابوي ورواندا وبنين فانها قدمت عروضا لا بأس بها، ولولا نقص الخبرة لحققت مفاجآت من العيار الثقيل وذهبت بعيدا في المسابقة. وبدأت رواندا الدورة بخسارة صعبة امام تونس المضيفة 1ـ 2، ثم انتزعت تعادلا ثمينا من غينيا 1ـ1، قبل ان تتغلب على الكونغو. من جهتها، خرجت زيمبابوي وفي جعبتها 3 نقاط من فوز على الجزائر 2 -1 بعد خسارتين امام مصر بالنتيجة ذاتها وامام الكاميرون 3 ـ 5. ويبقى منتخب بنين الوحيد الذي لم يحصد اي نقطة وتلقى 3 هزائم امام جنوب افريقيا صفر- 2 والمغرب صفر- 4 ونيجيريا 1ـ 2. وحقق المنتخب الكيني اول انتصار له في تاريخ النهائيات التي كان يشارك فيها للمرة الخامسة وذلك بفوز كاسح على بوركينا فاسو 3 ـ صفر في الجولة الثالثة الاخيرة من منافسات المجموعة الثانية.

وكان الدور الاول غزيرا بالاهداف وشهد تسجيل 65 هدفا مقابل 43 هدفا بالدور الاول للنسخة الاخيرة في مالي، علما بان الرقم القياسي في دورة واحدة بلغ 93 هدفا وذلك في بطولة عام 1998 في بوركينا فاسو.