إرسال أربعة مصارعين عراقيين إلى أميركا لإعدادهم للدورة الأولمبية

نجوم الرياضة العراقية يظهرون قدرات كبيرة في ظل إمكانات معدومة وتجهيزات مفتقرة

TT

بغداد ـ أ.ف.ب: اظهر رياضيون عراقيون شاركوا في عروض امام الحاكم المدني الاميركي في العراق بول بريمر أمس، اقصى قدراتهم، رغم افتقارهم الى ابسط التجهيزات اللازمة، بالتزامن مع اعلانه ارسال فريق من المصارعين الى الولايات المتحدة لتلقي تدريبات هناك بغية اعدادهم للمشاركة في الالعاب الاولمبية التي ستقام في اثينا صيف 2004. وقال بريمر امام مسؤولين رياضيين وسط اجراءات امنية مشددة ان «اربعة مصارعين واثنين من المدربين سيتوجهون في وقت قريب الى كولورادو سبرينغ لتلقي تدريبات بهدف الاستعداد للمشاركة في الالعاب الاولمبية التي ستجري الصيف المقبل».

واعلن الحاكم المدني الاميركي خلال حفل في ملعب الشعب لكرة السلة بحضور رئيس اللجنة الوطنية الاولمبية العراقية احمد الحجية السامرائي ان اللجنة الاولمبية الاميركية ووزارة الخارجية الاميركية واللجنة الاولمبية الدولية ستستضيف المصارعين وتتحمل نفقات تدريبهم. ووصف بريمر انتخابات اللجنة الاولمبية العراقية الاسبوع الماضي بانها «بداية لعراق جديد حر وديمقراطي».

من جهته، اوضح جمال ناصر، وهو احد المدربين، «نفتقر الى جميع المستلزمات الرئيسية حتى البسط. فالبساط الوحيد الذي نملكه لم يعد صالحا وفقا للمعايير الاولمبية او العالمية».

واضاف ان «المصارعين ينتمون الى معهد الاعظمية للمصارعة الذي تأسس عام 1945 عندما كان اهل المنطقة يتبارون فيما بينهم على ضفاف دجلة من دون بسط». وأكد بريمر ان هؤلاء «الرياضيين سيسمح لهم باستخدام المنشآت التي يستخدمها الرياضيون الاميركيون». واوضح ان «الرسالة بسيطة وهي ان العراق عائد للانضمام الى الاسرة الدولية بصفته عضوا مشاركا في الالعاب الاولمبية (...) ويمثل هذا اليوم تغييرا هائلا لأن عودة العراق الى الدورة الاولمبية هي اكثر من مجرد امر طبيعي».

وتابع ان «اختيار الرياضيين في السابق كان يتم بموجب صلاتهم مع النظام حتى ان عدي كان يقوم بتعذيبهم اذا لم يحققوا فوزا في المنافسات خارج البلاد».

واشاد بالانتخابات التي ادت الى فوز احمد السامرائي رئيسا للجنة الوطنية الاولمبية، مشيرا الى انها «اول انتخابات حرة تجري في العراق منذ عقود». وقد انتخب السامرائي الخميس الماضي رئيسا خلفا لعدي صدام حسين النجل الاكبر للرئيس العراقي المخلوع الذي قتلته القوات الاميركية العام الماضي. يذكر ان عدي كان يتولى رئاسة اللجنة الاولمبية العراقية منذ عام 1986. وشارك في عملية التصويت التي جرت في احدى صالات مصيف سد دوكان السياحي في محافظة السليمانية (400 شمال بغداد) 29 شخصا هم 20 رئيسا للاتحادات الرياضية ورياضيان سبق ان شاركا في الالعاب الاولمبية و7 من الشخصيات الجديرة بتعزيز الدور الفعال للجنة الاولمبية. وقدم حوالي 40 رياضيا تراوحت اعمارهم بين 4 سنوات و24 عاما عروضا في الجمباز والمصارعتين الحرة والرومانية والفنون القتالية (تايكواندو) على بساط اصفر اللون تتوسطه دائرة حمراء في قاعة لكرة السلة في ملعب الشعب. وشارك 20 من اللاعبين تراوحت اعمارهم بين الثامنة والسابعة عشرة في عروض للفنون القتالية حازت اعجاب الحاضرين. وبدا واضحا ان اللاعبين بذلوا جهودا قصوى لكي يبدو الحفل في افضل حالاته.

كما شاركت خمس فتيات وخمسة فتيان تراوحت اعمارهم بين الرابعة والرابعة عشر في تقديم عروض للجمباز احتضن بعدها بريمر الفتاة الاصغر سنا وقبلها اثناء اخذ الصور التذكارية مع الفرق المشاركة.

ثم بدأ المصارعون الاربعة الذين ارتدوا زيا احمر اللون بتقديم اقصى ما امكنهم بغية جذب الانتباه الى قدراتهم في هذا المجال، وصافح بريمر اللاعبين والحكام والمدربين متبادلا معهم الحديث قبل ان يجتمع مع كافة الرياضيين رافعين علم بلادهم وهاتفين «عاش العراق». وفي ختام العروض، قال مستشار بريمر للشؤون الرياضية منذر فتفت، اللبناني الاصل، «انها المرة الاولى التي تحصل فيها انتخابات حرة في اللجنة الاولمبية في العراق منذ 35 عاما. العالم كله يعرف الآن ان العراق صار حرا».

من جهته، قال السامرائي «لقد اظهرت الانتخابات ان العراق دخل عهدا جديدا من الحرية ولا مكان للدكتاتورية ورفع صور الطاغية صدام في كل مكان وانما رفع العلم العراقي الذي نتطلع الى رفعه في الالعاب الاولمبية». واضاف «اننا نسعى الى المشاركة (في الالعاب الاولمبية في اثينا) بمساعدة العالم الحر وخصوصا اللجنة الدولية الاولمبية واللجنتين الاولمبيتين الاميركية والبريطانية».