منتخبا تونس والمغرب يأملان جعل نهائي أفريقيا عربيا مغاربيا

أوقفا مسيرة السنغال والجزائر ويتطلعان للإطاحة بنيجيريا ومالي للاقتراب من اللقب

TT

فرضت الكرة المغاربية نفسها في نهائيات كأس الامم الافريقية الرابعة والعشرين لكرة القدم المقامة حاليا في تونس بتأهل منتخب البلد المضيف والمغرب الى دور الاربعة، في ما أخفقت الكاميرون في مشوارها نحو احراز اللقب الثالث على التوالي وخرجت من دور الاربعة.

وهي المرة الرابعة التي ينجح فيها منتخبان مغاربيان في التأهل الى دور الاربعة بعد اعوام 1980 (المغرب والجزائر) و1982 (ليبيا والجزائر) و1988 (المغرب والجزائر).

وأكد المنتخبان التونسي والمغربي جدارتهما ببلوغ دور الاربعة، فالاول مساند بجمهوره، وأبدى عزيمة قوية في ربع النهائي امام السنغال وصيفة الدورة الاخيرة في مالي وتغلب عليها بهدف نظيف كشر فيه عن انيابه لنيل اللقب القاري الاول في تاريخه وتعويض خيبة الامل عام 1994 على ارضه. ووجد المنتخب التونسي صعوبات كبيرة في الدور الاول، حيث حقق انتصارين صعبين على رواندا 2 ـ 1 والكونغو الديمقراطية التي لعبت بعشرة لاعبين 3 ـ صفر قبل ان يتعادل مع غينيا 1 ـ 1، لكنه بدا على أتم الاستعداد في ربع النهائي وظهر بوجه مغاير تماما.

وعزا مدرب تونس الفرنسي روجيه لومير العروض غير المقنعة في الدور الاول الى الضغط الكبير الذي كان يعاني منه جميع اللاعبين، وقال «كانت الضغوط قوية في الدور الاول، لكننا الان مرتاحون كثيرا وطموح اللاعبين يتزايد يوما بعد يوم».

وتابع «ذلك لا يعني ان مشوارنا سيكون سهلا، بالعكس فكلما اقتربنا من النهائي صعبت المهمة، يجب التركيز كثيرا، خصوصا اننا اصحاب الارض». اما المنتخب المغربي فبقي وفيا لعروضه الجدية منذ انطلاق البطولة ونجح في قلب تخلفه بهدف نظيف من هجمة مرتدة ضد الجزائر الى فوز مستحق 3 ـ 1 بعد وقت اضافي. ووفى مدرب المغرب بادو الزاكي بالتزامه مع الاتحاد المحلي في بلاده بقيادة أسود الاطلس للمرة الاولى الى دور الاربعة منذ 1988، وهو انجاز فشل المدربون الاجانب في تحقيقه مع المغرب طيلة 18 عاما. وكان الاتحاد المغربي وضع بلوغ منتخب بلاده الدور نصف النهائي كشرط أساسي لبقاء الزاكي على رأس الادارة الفنية في تصفيات مونديال 2006 المقررة نهائياتها في المانيا.

ولم يكن بعض المسؤولين في الاتحاد المغربي ينتظرون بلوغ المغرب دور الاربعة، لان رأس المدرب الزاكي كانت مطلوبة قبل النهائيات، حيث بادر بعض الاعضاء الى التفاوض مع بعض المدربين الاجانب في مقدمتهم الفرنسيان فيليب تروسييه ولويس فرنانديز، لكن ثقة رئيس الاتحاد حسني بنسليمان في الزاكي كانت أقوى وعهد اليه قيادة المغرب في النهائيات القارية.

وأثبت الزاكي جدارته على رأس المنتخب المغربي من خلال اعتماده على عناصر شابة اغلبها من المحترفين في الخارج بقيادة المخضرم نور الدين النيبت الذي سيحتفل بعيد ميلاده الرابع والثلاثين اليوم.

وأكد المنتخب المغربي مؤهلات فنية عالية وكان تعامله مع المباريات احترافيا ولم يترك نفسه ابدا تحت سيطرة او افضلية المنتخبات التي واجهها حتى عندما تتلقى شباكه هدفا فان الرد كان سريعا ولم يتأخر فيه، خصوصا امام جنوب افريقيا عندما ادرك التعادل بعد 10 دقائق فقط، وامام الجزائر عندما تدارك الموقف بعد 10 دقائق ايضا. وأوضح الزاكي أنه على ثقة كبيرة بالمجموعة الشابة على الرغم من نقص خبرة اغلب لاعبيها، مبرزا ان غياب النجوم في صفوف المنتخب المغربي وعدم تصنيفه ضمن المنتخبات المرشحة الى احراز اللقب كان له دور كبير في المشوار الرائع المحقق حتى الان. اما تونس فتلعب مع نيجيريا التي بددت حلم المنتخب الكاميروني ومهاجمه باتريك مبوما عندما أخرجته من الدور ربع النهائي بفوزها عليه 2 ـ 1 في المنستير. وكان المنتخب الكاميروني يمني النفس باحراز اللقب القاري للمرة الثالثة على التوالي والخامسة في تاريخه وبالتالي الانفراد بالرقم القياسي في عدد الالقاب وهو 4 القاب الذي يتقاسمه مع المنتخبين المصري، الذي خرج من الدور الاول، والغاني الغائب الاكبر عن النهائيات الحالية.

وثأرت نيجيريا بطريقتها الخاصة من الكاميرون التي هزمتها في 3 مباريات نهائية، أعوام 1984 في ساحل العاج و1988 في المغرب و2000 في غانا ونيجيريا. وأكدت نيجيريا أن خسارتها امام المغرب صفر ـ 1 في الدور الاول كانت مجرد كبوة وانها مستعدة لاحراز اللقب الثالث في تاريخها والثاني في تونس بعد الاول عام 1994. ومشوار نيجيريا في الدورة الحالية شبيه بمسارها عام 1990 في الجزائر عندما خسرت المباراة الافتتاحية امام الجزائر 1 ـ 5، لكنها بلغت المباراة النهائية وخسرت مرة ثانية امام الجزائر صفر ـ 1. ووضع المنتخب النيجيري مشاكله بعد الخسارة امام المغرب جانبا وركز على مباراتيه في المجموعة فسحق جنوب افريقيا 4 ـ صفر وتغلب على بنين 2 ـ 1 . منتخب بلاده وبلوغه دور الاربعة. في المقابل، لم يظهر المنتخب الكاميروني بمستواه الذي بث الرعب والخوف في جميع المنافسين، سواء قاريا او عالميا وبدا صيدا سهل المنال.

، خصوصا في الدور الاول عندما سقط في فخ التعادل الايجابي 1 ـ 1 ـ امام الجزائر وفاز على زيمبابوي 5 ـ 3 ثم تعادل مع مصر صفر ـ صفر.

وبخروج الكاميرون تكون نيجيريا وضعت حدا لسيطرة الاخيرة على الصعيد القاري في الاعوام الاربعة الاخيرة.