مدرب منتخب الجزائر سعدان يستقيل من منصبه بشكل مفاجئ

TT

تونس ـ أ ف ب ـ رويترز: ذكر رئيس الاتحاد الجزائري محمد راوراوة ان مدرب المنتخب رابح سعدان استقال من منصبه بعد خروج فريقه من نهائيات كأس الامم الافريقية الحالية اثر هزيمته 3 ـ 1 امام المغرب في دور الثمانية.

وقال محمد راوراوة ان سعدان سيعود الى عمله السابق مديرا فنيا للاتحاد وسيتم تعيين مدرب بديل للمنتخب خلال الاسابيع القليلة المقبلة.

وقال راوراوة: نفكر في عدد من المرشحين ولم يتم حسم الامر بعد، ومن المؤسف ان نخسر بهذه الطريقة لكننا نعرف ان هذه الامور يمكن ان تحدث في كرة القدم.. ما زلنا نعتقد اننا ابلينا بلاء حسنا في البطولة ولدينا امل اكبر في البطولات المقبلة. وجاءت استقالة رابح سعدان, الذي لم يدر ظهره لمنتخب بلاده ابدا وكان يلبي الدعوة لقيادته دفته في كل مرة وجهت اليه الدعوة برغم الطرق التي كان يتم فيها التخلي عن خدماته, في وقت كانت كل الدلائل تشير لاستمراره، بل انه صرح بما يفيد بذلك.

وقال سعدان «أتمنى الاستمرار في منصبي وقيادة المنتخب في تصفيات مونديال 2006 , وان أقود الجزائر الى النهائيات للمرة الثالثة، أعتقد اني أملك الكفاءة والخبرة لتحقيق هذا الانجاز وبمساعدة الجميع بطبيعة الحال، اننا نملك ديناميكية كبيرة ونمني النفس بتحقيق هذا الهدف». واعرب عن ثقته في رئيس الاتحاد الجزائري محمد راوراوة، وقال «الثقة متبادلة بيني وبين الرئيس راوراوة الذي يوفر لنا كل امكانيات وظروف العمل وهذا مهم جدا بالنسبة الينا». وابدى سعدان تفاؤله بخصوص مستقبل المنتخب الجزائري لكنه تحفظ بشأن الاندية المحلية، وقال «المنتخبات الوطنية هي الشجرة التي تخفي الغابة، واذا لم تكن الاندية في صحة جيدة فبطبيعة الحال لن تكون المنتخبات الوطنية كذلك لانها اساس العمل». ولسعدان، الذي يطلق عليه اسم «رابح الوطني» لوفائه الكبير للمنتخب، بصمات واضحة على كرة القدم الجزائرية فكان اول مدرب يقود منتخبا وطنيا الى بطولة دولية، عندما قاد منتخب الشباب الى نهائيات كأس العالم في تونس عام 1979 في طوكيو وأهله الى ربع النهائي قبل ان يخسر امام الارجنتين بقيادة دييغو مارادونا. وبدأ سعدان مسيرته الكروية مع فريق باتنة، مسقط رأسه، وأشرف على تدريب جميع المنتخبات الجزائرية للناشئين والشباب والاولمبي والكبار. وكان سعدان ضمن الجهاز الفني الذي قاد الجزائر الى مونديال اسبانيا 1982، قبل ان يحقق ذلك بمفرده عام 1986 في المكسيك.

وحظي سعدان بشرف قيادة الجزائر في المونديال المكسيكي، لكن خروج المنتخب من الدور الاول قلب كل الموازين ودفع المسؤولين الى اقالته كما تعرض منزله في الجزائر الى الحرق. وبرغم كل هذه المعاناة لم يدر سعدان ظهره للمنتخب ولعب دور المنقذ أكثر من مرة آخرها في نهائيات امم افريقيا الحالية عندما استنجد به الاتحاد لخلافة البلجيكي ليكينز الذي استقال من منصبه لاسباب شخصية بعد 6 أشهر فقط على رأس الادارة الفنية للجزائر. ولم يقو سعدان على حبس دموعه بعد خسارة منتخب بلاده امام نظيره المغربي 1 ـ 3 بعد التمديد في صفاقس ضمن الدور ربع النهائي.

واعتبر سعدان ان ما حققته الكرة الجزائرية في تونس يعتبر في حد ذاته انجازا، وقال «كان هدفنا ربع النهائي، كنا نعتبر نهائيات كأس الامم الافريقية مرحلة انتقالية واعدادية لمستقبل الكرة الجزائرية»، مضيفا «لدينا منتخب شاب لا يملك الخبرة الكافية ولم يستعد جيدا للمسابقة وغاب الانسجام بين لاعبيه». وأوضح «قويت عزيمتنا منذ التعادل مع الكاميرون وكسبنا ثقة كبيرة بمساندة الجمهور ونجحنا مباراة بعد مباراة في تحسين اسلوب لعبنا، لكن مسيرتنا توقفت في ربع النهائي امام منتخب كبير كان الافضل واستحق الفوز». وقال «خرجنا مرفوعي الرأس، وخبرتنا في امم افريقيا ستفيدنا كثيرا في تصفيات المونديال، حيث أسعى الى قيادة الجزائر الى النهائيات للمرة الاولى منذ عام 1986». يذكر ان سعدان هو الذي قاد الجزائر الى نهائيات مونديال 1986 في المكسيك، علما بانه كان ضمن الجهاز الفني الذي منح الجزائر اول مشاركة في النهائيات عام 1982 في اسبانيا.