تونس متعشطة لإحراز اللقب والمغرب متحفز لاقتناصه مرة ثانية

نهائي عربي لكأس الأمم الأفريقية اليوم.. والحلم يداعب مدربي المنتخبين لتسجيل اسميهما في التاريخ

TT

تتلهف تونس الى احراز لقبها القاري الاول أمام المغرب الذي بدوره يسعى لنيل اللقب الثاني عندما يلتقيان اليوم على ملعب رادس ضواحي العاصمة التونسية في اول مباراة نهائية مغاربية في مسابقة كأس امم افريقيا لكرة القدم.

وهو اللقاء المغاربي الثاني في البطولة بعد مباراة المغرب والجزائر التي انتهت لصالح الاول 3 ـ1 (في الوقت الإضافي) ، في الدور ربع النهائي الاحد الماضي، كما هو المواجهة العربية ـ العربية الثالثة في الدورة بعدما كانت الجزائر قد تغلبت على مصر 2 ـ1 في الدور الاول.

وتكتسي المباراة أهمية كبيرة بالنسبة للمنتخبين فتونس لم تذق طعم اللقب منذ انطلاق المسابقة عام 1957 في الخرطوم رغم بلوغها المباراة النهائية عامي 1965 و1996، فيما نجح المغرب في حجز بطاقته الى المباراة النهائية للمرة الاولى في تاريخه علما بانه توج بطلا عام 1976 في اديس ابابا عندما كانت المسابقة تقام بنظام الدوري.

واستحق المنتخبان بلوغ المباراة النهائية بعد ازاحتهما اقوى المنتخبات في البطولة ابرزها المرشحة لنيل اللقب، حيث أخرجت تونس السنغال وصيفة بطلة النسخة الاخيرة ونيجيريا العريقة، فيما ازاح المغرب جنوب افريقيا ومالي.

وأكد المغرب وتونس تفوق الكرة المغاربية وتحديدا شمال افريقيا من خلال العروض التي قدماها حتى الان وان كان المنتخب المغربي هو الاكثر ثباتا في المستوى واقناعا بالانتصارات، فيما عانت تونس كثيرا لتحجز مكانا في النهائي.

يذكر ان قرعة تصفيات مونديال 2006 المقرر في المانيا اوقعت المنتخبين في مجموعة واحدة.

والتقى المنتخبان للمرة الاخيرة وديا اواخر العام الماضي في تونس وانتهت المباراة بالتعادل السلبي. اما في النهائيات فالتقيا مرتين; الاولى عام 1978 وانتهت بالتعادل 1ـ1 والثانية عام 2000 وانتهت بالتعادل السلبي. ويطمح المنتخب التونسي الى ان تكون استضافته للنهائيات للمرة الثالثة في تاريخه ثابتة بعد عامي 1965 و1994 ويدون اسمه في سجلات المنتخبات التي نالت شرف الفوز باللقب ويحذو بالتالي حذو جاريه المغرب (1976) والجزائر (1990). وتشكل المباراة تحديا بالنسبة الى مدربي المنتخبين، فمدرب تونس الفرنسي روجيه لومير يسعى الى احراز اللقب ليمحو آثار خيبة امله على رأس الادارة الفنية لمنتخب بلاده في مونديال 2002 في كوريا الجنوبية واليابان معا عندما خرج من الدور الاول واقيل من منصبه. أما مدرب المغرب الحارس الدولي السابق بادو الزاكي فيطمح الى منح بلاده اللقب القاري الثاني ليؤكد كفاءته لمنتقديه الذين شككوا في قدراته وامكانية تخطيه الدور الاول.

ويقول لومير «كأس الامم الافريقية تحد كبير بالنسبة الي وبالنسبة الى المنتخب التونسي»، مضيفا «لن نفرط في الكأس لمنحها لتونس للمرة الاولى في تاريخها ولكي أرصع سجلي بكأس قارية ثانية»، في اشارة الى كأس الامم الاوروبية عام 2000 عندما كان يشرف على تدريب منتخب بلاده. ويعقد التونسيون امالا كبيرة على جماهيرهم الغفيرة التي لعبت دورا كبيرا في الانتصارين على السنغال ونيجيريا، لكنهم تلقوا ضربة موجعة تمثلت في غياب القائد خالد بدرة لتلقيه الانذار الثاني في المباراة ضد نيجيريا.

ويعتبر بدرة احد الركائز الاساسية في الدفاع التونسي وغيابه سيسبب مشاكل للومير، خصوصا ان خليفة بدرة كريم السعايدي مصاب كما هي الحال بالنسبة لأنيس العياري. وتعول تونس على المهاجمين زياد الجزيري وسيلفا دوس سانتوس الذي يسعى الى تسجيل المزيد من الاهداف ليتوج هدافا للبطولة. وسجل دوس سانتوس 3 اهداف حتى الان بفارق هدف واحد خلف المالي فريديريك كانوتي والكاميروني باتريك مبوما. لكن مهمة تونس لن تكون سهلة خصوصا انها ستواجه منتخبا منسجما ومتماسكا أظهر حتى الآن أنه الافضل في البطولة.

ويملك المغرب أقوى خط دفاع حيث لم يدخل مرماه سوى هدفين، كما أن خط هجومه هو الاقوى بتسجيله 13 هدفا اخرها رباعية دك بها شباك الماليين. ولا يعول المنتخب المغربي على لاعب او لاعبين بل على مجموعته الكاملة بما فيها الاحتياطيون الذين ابلوا البلاء الحسن في نصف النهائي وفي مقدمتهم نبيل باها الذي سجل الهدف الرابع مباشرة بعد نزوله ارضية الملعب. وحقق المغرب فوزا ساحقا على مالي برغم غياب ثلاثة لاعبين اساسيين وهم جواد الزايري بسبب المرض وطلال القرقوري بسبب الاصابة وحسين خرجة بعدما فضل الزاكي اراحته.

وسيعود الزايري الى صفوف المنتخب بعد شفائه من المرض، فيما يحوم الشك حول مشاركة القرقوري الذي يخضع لعلاجات مكثفة حتى يكون جاهزا للمباراة النهائية. وأبدى الزاكي ثقته الكبيرة بلاعبيه وقدرتهم على العودة بالكأس الى المغرب، وقال «حققنا مشوارا رائعا حتى الان ويجب ان نترجمه باحراز الكأس». وتابع «منتخب تونس قوي ونكن له كل الاحترام، لكننا نملك من المؤهلات ما يجعلنا في وضع جيد لتحقيق الفوز واحراز الكأس». واضاف «اريد كمدرب أن أحقق ما فشلت فيه كلاعب»، في اشارة الى اخفاقه رفقة منتخبه في تخطي الدور نصف النهائي ثلاث مرات اعوام 1980 في نيجيريا و1986 في مصر و1988 في المغرب.