مسؤولو النهضة السطاتية المغربية يدعون رجال الأعمال إلى إخراج فريقهم من أزمته المادية

TT

يعيش فريق النهضة السطاتية أزمة مالية وإدارية حادة وموقفا صعبا منذ ثلاثة اعوام، نتيجة افتقار ادارته لأبسط الوسائل الضرورية لتدبير شؤونها ، خاصة بعد تخلى شركة الخطوط الجوية المغربية التي كانت تعد الراعي الاساسي للفريق عن التزامتها المالية بعد ازمة 11 سبتمبر(ايلول) 2001، التى اثرت على الاقتصاد العالمي.

في ظل هذه المشاكل التي استعصى حلها اعلن رشيد عزمي رئيس ادارة الفريق، انه يعتزم تقديم استقالته في نهاية الموسم الكروي الحالي. وقال في حديث لـ«الشرق الأوسط» انه لن يتراجع عن قراره هذه المرة كما فعل في الاعوام السابقة، تفاديا لتفعيل هذه المشاكل وتصعيد وثيرة الانتقادات التي كانت توجه لادارته من قبل الجماهير.

وعلل عزمي قراره بسبب عدم توفر الجو المناسب والصحي لتدبير امور النادي، وتخلي جميع الجهات التي كانت توفر له الدعم المادي في مقدمتها الخطوط الجوية المغربية، الامر الذي لم يعد يسمح بالوفاء بأبسط الالتزامات تجاه اللاعبين الذين لا يتوفرون على موارد مالية اخرى لاعالة اسرهم، اضف الى ذلك الضغوط النفسية التي اثرت على صحته وقال«لم اعد قادرا على تحمل المزيد في ظل هذه الاكراهات المادية المستعصية». في ذات الوقت دعا رشيد عزمي اعيان ورجال أعمال وسلطات مدينة سطات الى مؤازرة فريقهم ودعمه ماديا ومعنويا للخروج من هذا النفق المظلم، خاصة منتسبي «المنخرطون» النادي الذين عليهم الوفاء بالتزاماتهم المادية التي كانت تساعد على توفير بعض الضروريات والحاجيات الادارية . وعبر عزمي عن اسفه الشديد للموقف الذي بلغه فريق النهضة السطاتية العريق، والذي كان يعد بالامس من اعتد الاندية المغربية، وناشد جماهيره الالتفاف حوله ودعمه معنويا للخروج من هذه الضائقة. في ذات السياق أفاد نجيب بهليوي المسؤول الاداري والحارس الاسبق للفريق السطاتي، ان استفحال العجز المادي اثر بشكل كبير على مختلف الجوانب التدبيرية ولم تعد لادارته القدرة على توفير ابسط الضروريات. الامر الذي افقد اللاعبين الثقة حتى بأنفسهم ولم تعد لهم القدرة لبذل مزيد من الجهود امام عدم الوفاء بمستحقاتهم المالية، خاصة منح توقيع العقود السنوية ومكافآت المباريات، رغم اقناعهم بأن الغد سيكون افضل.

وناشد بهليوي ،الذي كان يتحدث بمرارة ، مسؤولي المدينة وفعالياتها الرياضية الى ايجاد حلول ناجعة وذات فعالية لاخراج فريقهم من هذه الورطة، مضيفا ان فريقه الذي كان يحسب له الف حساب من قبل منافسيه تدنى الى اسفل المستويا، واضحى بمثابة فريق للحواري.

من جانبه عبر احمد العلوي اللاعب الدولي الاسبق والمدير الفني الحالي للفريق عن تذمره من تراجع مستوى فريقه وقال:«من العار ان يتدنى مستوى فريق النهضة السطاتية ذي التاريخ العريق الى هذا الحد، وعلى جميع منتسبي المدينة تحمل مسؤولية تصعيد هذا الموقف الحرج».

من نهحية أخرى لم يجد عبد اللطيف قيلش مدرب الفريق تفسيرا منطقيا للحالة المزرية التي بلغها فريق النهضة السطاتية، واضاف ان الجهاز الفني يحاول جاهدا تهيئة الجانب النفسي والمعنوي للاعبين لتفادي النتائج السلبية، الا انه يتوقع ان هذه المسكنات الظرفية لن يطول مفعوله، لان معظم اللاعبين تقدموا في السن ولم يعودوا شبابا كما كانوا قبل عامين، ولم تعد تفد معهم الوعود الكاذبة، لانهم اصبحوا ملزمين بتوفير الضمانات المستقبلية لهم ولأسرهم، خاصة ان جميعهم يعتمدون على مورد مالى واحد، هو رواتبهم ومكافآت الفوز في بعض المباريات.

وحول ما إذا كان هذا الوضع سيجبره على تقديم استقالته للبحث عن عرض افضل قال المدرب قيلش: «اذا كنا نطالب وندعو سلطات المدينة وجماهيرها الى الالتفاف حول فريقها، فمن العيب ان انسحب في ظل هذه المشاكل لانني سأكون ابنا عاقا لفريق مدينتي، فسأواصل تضحياتي الى حين الخروج بسلام من هذا الوضع».