فرق الفورمولا 1 تتنافس على الحلبات علنا وتتجسس على تقنيات بعضها سرا

TT

عندما يشتد لهيب المنافسة لا تتوقع أن يتبع الجميع قواعد اللعبة. فجائزة البحرين الكبرى ستكون مسرحا لمعركة قانونية غير ظاهرة للعيان أبطالها هم جواسيس الفورمولا 1، وأدواتهم عبارة عن آخر ما توصلت له تقنية كاميرات التصوير لالتقاط صور هامة جدا لسيارات منافسيهم. وبعد السباق تتنوع فصول هذه المهمة لتتطور الى تجسس صناعي بحت عبر أساليب شتى.

تشتهر ساحات سباقات الفورمولا 1 باحتضانها أحدث تقنية الات التصوير في العالم, وهذه الكاميرات لا تستخدم دائما لنقل الاحداث فقط، فهي ايضا تنقل صورا متناهية الدقة عن تفاصيل تقنية وانسيابية لسيارات الفرق المنافسة تلتقط في وضعيات مختلفة، ومن داخل مرآب الصيانة. فمجرد تعديل انسيابي يقلص توقيت السيارة على الحلبة بواحد بالعشرة من الثانية قد يكلف فريقا ما حوالي مليون دولار أميركي لصناعته, وبعد وضع هذه السيارة على الحلبة بدقائق معدودة تكون صور هذا التعديل قد اصبحت على مكاتب كافة الفرق! لا عجب اذا ان تكون هذه الصور مزعجة، فبإمكانها أن تكلفك البطولة ما لم تتنبه لها. كما ان بعض الصور المزعجة تذهب الى حد الكشف عما يقبع داخل حجرة القيادة وكيف التعامل مع السيارة. هذه الحالة الاخيرة أدت الى اكتشاف سرعة الماكلارين في أواخر التسعينات عندما تبين استخدامها لدواسة مكابح ثانية تعمل على العجلات الخلفية فقط مما يزيد من سرعة السيارة بشكل ملحوظ عند خروجها المنعطفات. اكتشاف الفرق لهذا الامر دفعهم للبحث في دفتر الشروط والقوانين، ونجحوا في ذلك لتمنع الماكلارين بعدئذ من استخدام هذا الابتكار! هذا الضرر البالغ الذي تسببه الات التصوير دفع بكثير من الفرق في السنوات الاخيرة الى حجب الاجزاء الحساسة في السيارة عن الانظار، وتطور الامر الى حد وضع ستائر عازلة عند مداخل مواقع المأرب حتى لا يراها احد. جائزة البحرين الكبرى المرتقبة 4 ابريل لن تكون فترة راحة للجواسيس ولا يتوقع أن يكون هدف جميع المصورين اعلامي بحت، فبعضهم يأتي فقط لالتقاط صور شديدة الحساسية تبين اسباب تفوق فريق ما ليطبقه فريق اخر. أهمية المعلومات الاستخباراتية التي يحصل عليها جواسيس الفورمولا 1 تستدعي نقل مهمتهم الى خارج الحلبات للحصول على المزيد منها، لكن للاسف بشكل غير قانوني في كثير من الاحيان وبأساليب ملتوية. فعلى سبيل المثال، عندما تنفق بعض الفرق عشرات الملايين من الدولارات على سيارات فاشلة أو عندما لا تجد فرق اخرى ما تنفقه من مال على تطوير سياراتها قد يدفعها ذلك الى الحصول على معلومات تقنية خاصة بغيرها باسلوب غير شرعي. كما إن طمع فرق اخرى في الطليعة يدفعها الى القيام بذلك. لهذا يزداد قراصنة الكومبيوتر نشاطا ويسعون جاهدين لاختراق شبكات اجهزة كومبيوتر الفرق المنافسة التي تحوي العديد من المعلومات التقنية التي يسعون للحصول عليها. لكن في بعض الاحيان لا يضطر الفريق الى البحث عن المعلومات بالتجسس بل تاتي عنده بنفسها عبر انتقال المهندسين والسائقين من فريق لاخر. ومنهم من لا ينقل التفاصيل الحساسة والسرية الخاصة بفريقه السابق، لكن القسم الاخر مستعد أن يفعل اي شيء للحصول على أموال طائلة!