كشف يوسف الثنيان نجم فريق الهلال السعودي وأحد امهر لاعبي الكرة في القارة الآسيوية أن وضع والدته الصحي كان السبب الرئيسي في اعتزاله اللعبة بعد 22 عاما من العطاء مع فريقه ومنتخب بلاده.
وأكد الثنيان في حوار مطول مع «الشرق الأوسط» أن ما يمر به نادي الهلال حاليا من تخبط أمر طبيعي تمر به كل الأندية، مطالبا الأمير عبد الله بن مساعد، الرئيس المستقيل، بالاستمرار لأنه يملك الفكر الإداري والكروي الذي سيجعل الهلال في وضع متميز خلال الأعوام المقبلة.
وشدد الثنيان على أن المدرب الهولندي اد ديموس لم يفشل في مهمته مع الهلال، لكن مسيرته مع الفريق لم تكن موفقة في ظل الظروف المحيطة حيث كثرة الإصابات وغياب اللاعبين البارزين، مشيرا الى أن عبد الله الجمعان اسقط نفسه بنفسه رغم انه قادر على أن يكون أفضل لاعب عربي في حال اهتمامه بنفسه وقدراته.
* لماذا اعتزل يوسف الثنيان ممارسة كرة القدم رغم مطالب الكثيرين من النقاد ومحبيه له بالاستمرار؟
ـ ربما لا يعلم الكثيرون أن السبب الرئيسي في إعلان اعتزالي الكرة هو مرض والدتي ووضعها الصحي، فهي طريحة الفراش منذ أكثر من عامين تقريبا، حيث كانت تحتاج لعملية زرع كبد جديد، وكنت أفكر في الابتعاد قبل موسمين، معتقدا أن الأزمة الصحية ستزول بيد أن ساءت حالتها كثيرا في العامين الأخيرين، وبناء على ذلك تدخل الأمير عبد العزيز بن فهد وأمر فورا بنقلها عبر طائرة الإخلاء الطبي إلى ألمانيا وتكفل بنفقات علاجها وبتكاليف مرافقيها، وانا لن أنسى هذه الوقفة الانسانية.
* لماذا لم تعلن أثناء المؤتمر الصحافي الذي عقدته في نوفمبر الماضي أن مرض والدتك كان سبب إعلانك الاعتزال؟
ـ لم ارغب في ذكر ذلك، كما أنني كنت أريد أن أوضح للجميع أنني لن استمر مع الفريق بعد أن أخذت إجازة استثنائية لستة اشهر. وعندما أحسست أن والدتي بحاجة لأن أقف معها قررت ترك الكرة لأنه لم يكن لدي الوقت الكافي لمتابعة فريقي.
*ما الجديد في حفل اعتزالك ؟
ـ لا جديد، ولا يوجد أي تحرك بشأنه، وأنا أثق كثيرا في رجالات الهلال وسعيهم لإظهاره بالشكل اللائق وأقدر الظرف الذي يعيشه النادي حاليا، ولا بد أن أقف معهم في مثل هذه المرحلة حتى تتحسن ظروفهم وبعدها يكون الحديث عن الحفل، أما الآن فليس من المنطق أن يكون ذلك أول اهتماماتهم.
* كيف ترى الأحداث الساخنة التي مر بها ناديك في الأيام الماضية؟
ـ لا اعتقد أن ما مر به الهلال في الفترة الأخيرة شيء غريب. هذا أمر طبيعي يحدث في كل الأندية.. استقالة المدرب أو التعاقد مع أخر، وأصعب ما في الأمر الاستقالة التي تقدم بها الأمير عبد الله بن مساعد، وأتمنى أن يعود عن ذلك لأنه شخصية رياضية قيادية يجب أن تستثمر، والهلال بحاجه اليه لأن فكره الإداري والرياضي قلما نجده بين قياديي أنديتنا السعودية.
*كيف تقيم تجربة إد ديموس مع الهلال بعد أن أقاله أعضاء الشرف من قيادة الجهاز الفني؟
ـ إد ديموس لم يفشل مع الفريق فقد حقق مع الهلال بطولة كأس ولي العهد، وأظن أن هناك ظروفا متعددة ومتنوعة لم تساعده على النجاح والقيام بعمله كما يريد، واولها الإصابات التي لعبت دورها في عدم ظهور الفريق بالشكل المطلوب، وانا استغرب كيف نطلب من المدرب النجاح والتفوق وسبل تحقيق ذلك غير موجودة.
*المدرب التونسي احمد العجلاني تولى قيادة الفريق. ماذا تتوقع له؟
ـ انه مدرب ممتاز وسيفيد الفريق، لكنني أخشى عليه من التوقيت السيئ فالفريق يعيش وضعا صعبا والمنافسات في نهايتها إلى جانب الاستحقاقات الصعبة على المستوى العربي والآسيوي، وأتمنى أن يرتب اللاعبون والجهاز الفني أنفسهم، فالأيام المقبلة بحاجة للتكاتف والتعاون.
* مارأيك في الأسماء التي استعان بها الهلال في الأعوام الثلاثة الأخيرة أمثال حسين العلي واحمد خليل وعبد الله الشيحان وسعد الدوسري وعبد الله سليمان وعبد العزيز الخثران وأحمد الحربي؟
ـ لن أتحدث عن اللاعبين السعوديين فمهما كانوا سيئين لن أنتقدهم لأنهم من أبناء جلدتي، ولماذا لا تسألني عن اللاعبين الأجانب في فرقنا الكروية؟ مثل هؤلاء يجب التركيز عليهم وحتى هذه اللحظة لا نجد بينهم من يبهر الجميع بأدائه وقدرته على قيادة الفريق. باستثناء البرازيلي شيكو لاعب الاتحاد الذي أراه الأفضل بين الموجودين رغم انه لا يصل لمستوى مواطنه ريفولينو الذي ترك اثرا على ملاعبنا السعودية لفترة طويلة، وأنا هنا لا ألوم مسؤولي الأندية لأن قيمة اللاعب المتميز لا تقل عن 10 ملايين دولار الآن.
* كيف ترى مستوى أجانب الهلال هذا الموسم؟
ـ ربما يكون الغابوني الغاتو سيسيه هو الأبرز، فهو مهاري من الدرجة الأولى وروحه قتالية وقدم مع الفريق مباريات كبيرة، وأصبح الهلال يعتمد عليه كثيرا. أما مواطنه سايفو سولي فأرى انه سيخدم الفريق كثيرا في المنافسات المقبلة وأطالب الهلاليين بالصبر عليه فهو مدافع متميز. أما تراوري فهو اقل مستوى من المذكورين.
*هل استفاد الهلال من مهاجمه عبد الله الجمعان؟
ـ أكاد اجزم انه سيكون أفضل لاعب عربي في حال اهتمامه بنفسه، لكنني وبصراحة أرى أنه اسقط نفسه بنفسه، واستمراره على هذا النهج سينهي حياته الكروية، وأقولها ناصحا له: أنت موهوب فحافظ على نفسك كي تفيد فريقك ومنتخب بلادك.
*كيف تصف ما قام به قائد الفريق سامي الجابر من توجيه انتقادات لاذعة للمدرب الهولندي إد ديموس وكان سببا في اقالته؟
ـ لست معنيا بذلك ورأيي أحتفظ به لنفسي.
* يتردد دائما ان نجوم الهلال يحابون المدربين الذين لا ينسجمون معهم؟
ـ لا هذا غير موجود ولم يحدث في الهلال أو غيره من الأندية السعودية، وما يتردد عنا غير صحيح ولا يستند لحقائق وأدلة.
* الأسماء الموجودة في الهلال الآن هل ترى أنها قادرة على جلب بطولات؟
ـ نعم الأسماء الموجودة قادرة على تحقيق كل البطولات وليس بطولة واحدة، اعرفهم جيدا وإمكانياتهم الفنية كبيرة، فقط انتظروا عودة اللاعبين المصابين وستجدون الهلال الذي تعرفه الجماهير، وأنا استغرب من التشاؤم فالفريق كان يقدم كرة جميلة بعد بطولة كأس الخليج الأخيرة التي جرت بالكويت، لكن الظروف التي مر بها أضرت به كثيرا مثل الإصابات التي تعرض لها ابرز لاعبيه كنواف التمياط ومحمد الشلهوب.
* خلال مسيرة 22 عاما هل تظن انك قدمت كل إمكانياتك الفنية؟
ـ نعم قدمت كل ما املك، فيكفي أنني أكثر لاعب سعودي حقق إنجازات وألقابا مع فريقي ومنتخب بلادي، ويكفي أنني الأكثر صعودا للمنصات وهذا إنجاز لا احد ينافسني فيه، ويكفيني أيضا أن الجمهور كان يستمتع بأدائي حتى وان لم نحقق النتائج المرجوة، والشواهد كثيرة على ذلك.
* نظام الاحتراف المطبق في السعودية هل ميز اللعبة أم زاد من أعبائها المالية؟
ـ لا لم يميزها.. عندما نطبق الاحتراف على أنديتنا المحلية لا بد أولا من أن نوجد مخصصات مالية لكل ناد بحيث لا تقل سنويا عن 10 ملايين دولار. أما بالظروف التي تعيشها حاليا فلا يمكن أن نصفه بأنه احتراف. كل ما يدور حاليا مجرد شكاوى ومشاكل بين الأندية واللاعبين بسبب تأخر صرف المستحقات وغياب في المفاهيم الاحترافية.
* كيف ترى مستقبل الكرة السعودية حاليا؟
ـ أتصور أن من يريد أن يشاهد مستقبل الكرة السعودية فعليه متابعة الفريق الكروي الأول بنادي الشباب، فالنجوم والأسماء التي يملكها تجعلك تقف احتراما لهذا النادي الذي يسعى لتقديم الأسماء المتميزة دائما، وما نشاهده حاليا يؤكد كلامي وأظن أن وصفه بالنادي النموذجي هو اقل وصف، ولا يتوقف الأمر على الأسماء الوطنية التي يقدمها فحتى لاعبوه الأجانب متميزون وبارعون.
* ماذا عن المنتخب السعودي كيف ترى حظوظه في نهائيات كأس أمم آسيا في الصين وتصفيات مونديال 2006؟
ـ حظوظه كبيرة لأنه يضم أسماء جيدة ويجد دعم كبير من اتحاد كرة القدم واهتمام شديد من الأمير تركي بن خالد الذي أرى انه مدرك وواع بكل ما هو قريب من المنتخب، وهذا أمر يعزز من حظوظنا في بلوغ المونديال وتحقيق اللقب الآسيوي للمرة الرابعة، كما أن تحقيقنا لقبين، عربيا وخليجيا، في العامين الأخيرين يجعلنا نشعر أن هناك عملا جادا يقدمه اتحاد كرة القدم ولجنة المنتخبات.
* من ترشح للقب أفضل مهاجم في الملاعب السعودية؟
ـ لا احد غير ماجد عبد الله، فلا مثيل له على الإطلاق.. هو لاعب متكامل يملك مقومات المهاجم المثالي، ولم يستطع احد أن يصل إلى مستواه، فمثله يندر وجودهم وتحتاج لسنوات وسنوات كي يخرج ما يقترب من أدائه ومهارته.
* من برأيك يقف في صدارة أفضل صانعي العاب في الملاعب السعودية؟
ـ سابقا أرشح صالح خليفة، وحاليا وقبل الإصابة نواف التمياط الذي أتمنى أن يعود للعب، فهو لاعب انضباطي ومهاري من الدرجة الممتازة وقارئ ممتاز للمهاجمين، فضلا عن انه ذو أخلاق عالية.
* ماذا عن أفضل مدرب اشرف على تدريبك في الهلال والمنتخب؟
ـ أنا من المعجبين جدا بالبرازيلي كندينيو، فهو الأفضل والأبرز، ومناهجه الفنية تروقني كثيرا، وهو وراء النقلة الكبرى التي عاشها الهلال في منتصف الثمانينات، وها هو يكرر الأمر ذاته مع الاتحاد حاليا. أما المنتخب السعودي فأظن أن البرازيلي كاستيلو الذي قاده في دورة ألعاب سيوول عام 1986 هو الاميز.