ديبورتيفو لاكورونا يسحق ميلان ويواجه بورتو في قبل نهائي دوري أبطال أوروبا

لاعبو الفريق الإيطالي يعربون عن حيرتهم من الخسارة الثقيلة وفقدان لقبهم الأوروبي في واحدة من غرائب كرة القدم

TT

صدم ديبورتيفو لاكورونا الاسباني ضيفه ميلان وأفقده اللقب عندما سحقه برباعية نظيفة في اياب الدور ربع النهائي لمسابقة دوري ابطال اوروبا لكرة القدم, ليلتقي في قبل النهائي مع بورتو البرتغالي الذي حجز بطاقته بتعادله مع مضيفه ليون الفرنسي 2ـ2 بعدما فاز 2ـ صفر ذهابا.

وحقق ديبورتيفو لاكورونا انجازا تاريخيا في المسابقة لانه الفريق الوحيد الذي نجح في تخطي خسارته بفارق 3 اهداف ذهابا وحجز بطاقته الى الدور المقبل.

وتوالى سقوط الكبار هذا الموسم في المسابقة الاوروبية فلحق ميلان بريال مدريد الاسباني وارسنال الانجليزي اللذين خرجا على يد موناكو الفرنسي وتشيلسي الانجليزي على التوالي، ومانشتر يونايتد الانجليزي ويوفنتوس الايطالي وبايرن ميونيخ الالماني التي ودعت المسابقة من الدور الثاني. وسيكون بورتو الفريق الوحيد الذي سبق له أن أحرز لقب المسابقة بين الفرق المتأهلة الى دور الاربعة بعدما ناله عام 1987، وبالتالي ستتواصل المنافسة على اللقب بين فرق غير مألوفة في هذه الادوار ولم تكن مرشحة لتحقيق هذه الانجازات.

ويعتقد لاكورونا ان بامكانه المضي قدما للفوز باللقب الاوروبي بعدما اطاح بحامل اللقب, وقال لاعب خط الوسط فيكتور: حققنا شيئا تاريخيا بالفوز بهذا اللقاء.. لعبنا مباراة مثالية والفريق حريص فعلا على اظهار اننا يمكن ان نحقق شيئا كبيرا هذا الموسم. وكانت فرص ديبورتيفو في التأهل لنصف النهائي لاول مرة قد اعتبرت معدومة تقريبا بعد هزيمتهم 4ـ1 في ستاد سان سيرو في مباراة الذهاب. لكن ديبورتيفو قلب التوقعات واحرز ثلاثة اهداف في الشوط الاول عادل بها الكفة, ومضى ليستحوذ على الكرة بصورة رائعة وترك ميلان يطارد الاشباح في منتصف الملعب ثم توج اداءه القريب من الكمال حين احرز اللاعب البديل كابتن الفريق فران هدفا رابعا قبل 14 دقيقة من انتهاء المباراة.

وقال البرازيلي مورو سيلفا الذي تألق في منتصف الملعب: لم يرشحنا احد قبل المباراة.. من المهم الان ان نضع قدمنا على الارض ولا نرتكب الاخطاء التي ترتكبها الفرق الاخرى لان الفوز بدوري الابطال سيكون امرا رائعا تماما.

ويرى لاعب اوروغواي الدولي والتر باندياني صاحب الهدف الاول المبكر لديبورتيفو ان الانتصار المفاجئ لموناكو على ريال مدريد في دور الثمانية اعطى دفعة لديبورتيفو والفرق الاكثر تواضعا في اوروبا لعمل شيء. وقال: كرة القدم تغيرت كثيرا..الفريق الذي يعطي كل شيء في الملعب هو الذي سيحقق الانتصارات.. لا فائدة من امتلاك اللاعبين الافضل او القول انك الفريق المرشح قبل المباراة..سنبذل قصارى جهدنا لنصل للنهائي في المانيا لكن يجب ان نواصل العمل بجد وان نصحح الاخطاء الكثيرة التي نقع فيها.

اما في الطرف الخاسر فقد سيطر الذهول والارتباك على حامل اللقب ميلان بعد الهزيمة الساحقه, وقال لاعب خط الوسط الهولندي كلارنس سيدورف : انه امر غير مفهوم على الاطلاق.. ارتكبنا بعض الاخطاء ودفعنا ثمنا غاليا لها, قاتلنا على امل احراز هدف وخلق فرص لكنهم كانوا متفوقين علينا. وكان باولو مالديني كابتن ميلان حائرا بنفس الدرجة, وقال: لم يتوقع احد نتيجة مثل هذه خاصة بعد الميزة التي حققناها في المباراة الاولى لقد كان اعدادنا جيدا للمباراة ولا أعرف ما أقول.. كنا جميعا دون المستوى.

وقال المدير الفني لميلان كارلو انشيلوتي: لم يكن ذلك متوقعا.. انه امر غير مفهوم ويجب ان نجد القوة في تلك اللحظة من الاحباط كي نتعافى ونركز على الدوري الايطالي. ونفى انشيلوتي ان يكون فريقه بدأ المباراة بثقة زائدة بعد فوزه الكبير في مباراة الاياب, وقال كان اللاعبون مركزين جدا.. وفي الواقع ساعدت على ذلك هزيمة ريال مدريد امام موناكو ويمكن لهذه الامور ان تحدث في كرة القدم للاسف. واضاف: انها هزيمة مريرة لكننا وجدنا انفسنا في مواجهة فريق قوي جدا طوال التسعين دقيقة.

وكانت المباراة التي اقيمت على استاد «ريازور» وامام 30 الف متفرج، قد شهدت تلقين ديبورتيفو لاكورونا لضيفه ميلان درسا في فنون اللعبة ورد له الصاع صاعين عندما سحقه برباعية نظيفة وأثبت تفوقه على الاندية الايطالية هذا الموسم بعدما أخرج يوفنتوس من الدور الثاني بفوزه عليه 1ـ صفر ذهابا وايابا. ونجح ديبورتيفو لاكورونا في بلوغ الدور نصف النهائي للمرة الاولى في تاريخه وهو تخطى الدور ربع النهائي بعدما فشل مرتين في المواسم الثلاثة الاخيرة، وبات الممثل الوحيد للكرة الاسبانية في المسابقة. في المقابل، بدا ميلان، في أسوأ حالاته خصوصا خط دفاعه الذي ارتكب أخطاء فادحة دفع ثمنها غاليا بتلقي شباكه اربعة أهداف ولولا براعة الحارس البرازيلي ديدا الذي أنقذ مرماه في أكثر من مناسبة لزادت النتيجة.

وكان ميلان يخوض الدور ربع النهائي للمرة الثالثة عشرة في تاريخه وهو نجح 10 مرات في تخطيه لكنه هذه المرة فشل في مواصلة مشواره نحو الاحتفاظ باللقب وهو الوحيد الذي كانت الترشيحات تصب في مصلحته، وبالتالي ستغيب الكرة الايطالية عن باقي مشوار المسابقة بعدما كانت حاضرة بقوة الموسم الماضي من خلال بلوغ ميلان ويوفنتوس المباراة النهائية بالاضافة الى انترناسيونالي الذي كان خرج من نصف النهائي. وهي المسابقة الثانية التي يودعها ميلان بعد مسابقة الكأس المحلية وهو بالتالي يعرف المصير ذاته لريال مدريد وارسنال ولم يبق امامه سوى الدوري المحلي لانقاذ موسمه.

وتقدم ديبورتيفو بهدف احرزه والتر باندياني في الدقيقة الخامسة قبل ان يضيف خوان كارلوس فاليرون الهدف الثاني في الدقيقة 35. واحرز البرت لوكي الهدف الثالث في الدقيقة 44 وعزز اللاعب فران فوز اصحاب الارض بالهدف الرابع في الدقيقة 76.

وفي المباراة الثانية على استاد جيرلان وامام 40 الف متفرج، فشل ليون في تكرار انجاز مواطنه موناكو عندما حول خسارته 2ـ4 امام ريال مدريد الى فوز 3ـ1 وبلغ الدور نصف النهائي. وكان ليون صاحب الافضلية طيلة المباراة، بيد ان بورتو، بطل مسابقة كأس الاتحاد الاوروبي الموسم الماضي، عرف كيف يمتص حماسه ويرغمه على التعادل 2ـ2.

وكان بورتو تغلب على ليون بهدفين مقابل لا شيء في مباراة الذهاب. ووضع مانيتشي بورتو في المقدمة باحراز الهدف الاول في الدقيقة السادسة لكن بيجي ليندولا ادرك التعادل لليون في الدقيقة 14, وعاد بورتو حامل لقب بطولة كأس الاتحاد الاوروبي الى المقدمة مرة اخرى عندما احرز مانيتشي الهدف الثاني له ولفريقه في الدقيقة 47 قبل ان يتعادل المهاجم البرازيلي جيوفاني ايلبر للفريق الفرنسي في الدقيقة 90. ولعب ليون بعشرة لاعبين بعد طرد مدافعه البرازيلي ادميلسون في الدقيقة 74.

وعقب اللقاء رفض خوسيه مورينهو المدير الفني لبورتو اعتبار ناديه مرشحا للفوز بدوري الابطال, وقال: انجزنا مهمة ومازال هناك الكثير لتقديمه.