خاض البريطاني جنسون باتون، سائق فريق «لاكي سترايك بارـ هوندا»، سباقاً مذهلاً آخر وحقق مركزاً على منصة التتويج هو الثاني له على التوالي يوم الاحد الماضي، واضعاً سيارته «بار هوندا 006»، في المركز الثالث في جائزة البحرين الكبرى الافتتاحية. كما قاد زميله الياباني تاكوما ساتو سباقاً رائعاً أيضا، عابراً خط النهاية في المركز الخامس، رافعاً عدد نقاط البطولة لفريق «بار ـ هوندا» في نهاية هذا الأسبوع إلى 10 نقاط. وقال البريطاني جنسون باتونلـ«الشرق الاوسط» بعد سباق الفورمولا واحد الذي استضافته حلبة البحرين للمرة الاولى انه اصغر عمرا من السائق الالماني شوماخر بطل العالم ست مرات، وهو رقم قياسي بـ11 عاما على الاقل وسيلعب الحظ الى جانبه».
ولم يقلل باتون من اهمية شوماخر «السائق العنيد»، الذي يحسب له الجميع حسابا داخل الحلبة. واشار الى ان الخبرة والتكنولوجيا اللتين يستخدمهما فريق فيراري وقفتا الى جانب شوماخر، الذي انطلق للمرة الثامنة والخمسين من المركز الاول في حلبة البحرين منذ احترافه. ولم يتخوف من جماهير فيراري عندما ينتقل سباق الجائزة الكبرى الى اوروبا على الحلبة الايطالية يوم 25 ابريل(نيسان) المقبل، وقال ان مستواه يتقدم مدعوما بالفريق التقني للفريق. واوضح انه اكثر وسامة من شوماخر، ومشكلته الوحيدة في مدينة موناكو اينما تنقل هو تجمع المشجعات من الجنس اللطيف حوله. وتوقع باتون ان يحقق نتائج افضل قبل المرحلة الرابعة من بطولة العالم عندما تنتقل البطولة الى اوروبا، في حلبة ايمولا الايطالية التي تستضيفها مدينة سان مارينو يوم 25 ابر يل المقبل. وتنتقل بطولة العالم للفورمولا 1 الى القارة الأوروبية للمرة الأولى هذا الموسم بعد جولات استراليا وماليزيا والبحرين. وستقام المرحلة الرابعة يوم 25 ابريل في سان مارينو على حلبة ايمولا الإيطالية.
وتتميز حلبة ايمولا بانسيابها ومنعطفاتها الحادة التي تتطلب حذرا شديدا في القيادة، وهي خالية من المطبات المزعجة. ويتألف السباق الذي تبلغ مسافته الاجمالية 305.609 كلم، من 62 لفة، تبلغ مسافة الواحدة منها 4.933 كلم. وفي العام الماضي حقق الألماني مايكل شوماخر «سائق فيراري» فوزا كبيرا على هذه الحلبة وحل في المركز الثاني غريمه التقليدي سائق مكلارين مرسيدس الفنلندي ميكا هاكينن.
ويتوقع ان يتجمهر آلاف المشجعين المتحمسين الإيطاليين ومحبي سباقات الفورمولا 1 لمؤازرة الفريق الأحمر (فيراري) على ارضه وبين جمهوره.
واضاف باتون وهو من مواليد مدينة سومرست البريطانية، انه يعيش حاليا في مدينة موناكو، ولكن قلبه وعقله يتابع كل جديد في حلبة سباقات الفورمولا واحد. واشار الى انه من مشجعي فريق الارسنال اللندني الذي يتصدر الدوري الانجليزي الممتاز. واوضح باتون : «إنه من الرائع أن أصعد إلى منصة التتويج مرة أخرى بهذه السرعة بعد ماليزيا. لقد كان سباقاً عظيماً ونتيجة رائعة للفريق. لم أحصل على بداية جيدة، وبقيت خلف رالف شوماخر في المنعطف الأول، لذا تراجعت إلى المركز الثامن». واضاف في المراحل الأولى كنت أعاني بشكل سيئ من ضعف التوجيه، لذا كنت أفقد الكثير من الوقت في المنعطفات عالية السرعة. قمنا في أول توقف بإجراء تعديل على الجناح الأمامي وبعد ذلك سارت السيارة على نحو جيد. لقد قام الفريق بعمل رائع آخر في نهاية هذا الأسبوع. وقدم شكره لهوندا للمساعدة على جعل هذه النتيجة أمراً ممكنا مرة أخرى. وقال إنه لأمر عظيم أن نحقق المركز الثالث في بطولة المصنعين والمركز الثالث في بطولة السائقين في هذه المرحلة من الموسم. ما زال أمامنا ثلاثة سباقات فقط في علاقتنا مع ميشلان، لذا فإننا نتعلم الكثير عن توافق مجموعة التركيب، ولكنها لقد بدأت فعلاً في التجانس الآن. سنركّز كثيرا جدا على ما يجب علينا فعله الآن لتحقيق تلك الخطوة القادمة.
اما السائق الياباني تاكوما ساتو الذي حقق المركز الخامس فقد قال: «من وجهة نظر شخصية، لقد كنت مخيباً للآمال تماماً في سباق البحرين لأنني كنت في المقدمة وكان يمكن أن أحقق مركزاً أفضل من المركز الخامس. ومن الناحية الأخرى، فأنا سعيد لتسليم نقاط للفريق لأن كلّ نقطة تحسب في النهاية. لقد تمتعت حقاً بالسباق هنا أيضاً، لذا سأصطحب معي الكثير من الأشياء الطيبة في نهاية الأسبوع». واضاف اما التشابك مع رالف شوماخر كان مخيّباً للآمال، لأننا كنا يجب أن نعبر المنعطف الثاني جنبا إلى جنب، لكنّه لم يقم سوى بغلق الباب أمامي فقط، بعد ذلك، تخلفت كثيراً عن السباق، بسبب اصطدام الجناح الأمامي على الرصيف وتلفه واضطراري للتوقف مبكراً من أجل دخول حظيرة الصيانة لاستبداله». وعموما كانت السيارة تعمل بشكل ممتاز وكنت قادراً على التنافس مع كل من كولتارد وألونسو حتى نهاية السباق التي كانت عظيمة. الامور تبدو مشجّعة جدا لبقيّة الموسم ولا أستطيع انتظار فترة الثلاثة أسابيع حتى سباق إيمولا.
وعلى مضمار حلبة البحرين ضربت الرياح العاصفة المدرجات التي لم تزدحم بالجماهير رغم تعطل الجامعات البحرينية والمدارس، وعند انطفاء الأضواء إيذاناً ببدء الحدث الفريد في الشرق الأوسط، أنذرت الغيوم بهطول الأمطار. وكانت درجة حرارة أرض المضمار أقل بكثير مما كانت عليه ، بدرجة حرارة 29 و30 درجة بالترتيب. وعند انطلاق السباق تراجع باتون مركزا واحداًً ليحل سابعاً خلف سائق رينو الايطالي «يارنو ترولي»، إلا إنه تقدم للمركز السادس في اللفة السادسة بسبب خروج رالف شوماخر «وليامس - بي ام دبليو» عن مسار الحلبة. وقد دخل البريطاني إلى حظيرة الصيانة فى اللفة 12 متبعاً خطى الآخرين الذين سبقوه في الدخول وعقب ذلك توقف لمدة 12 ثانية بسبب التحام إحدى صامولات العجلة على إطار سيارته الخلفي الأيسر، ثم عاد ولحق بالمركز الثامن خلف ساتو. وبعد لفتين كان باتون يحل في المركز السادس بسبب التوقف للمرة الثانية لدخول حظيرة الصيانة، وفي اللفة 17 تجاوز زميله في الفريق ليحل في المركز الخامس، حيث خرج ساتو عن مسار الحلبة قليلاً. وكان باتون في المركز الثالث بحلول اللفة 26 وجاء الموعد لتوقفه الثاني (10.1 ثانية)، ثم لحق مرة أخرى بالمركز السابع. وأيضاً كان التوقف أكثر مما هو مخطط له حيث تم استبدال صامولة العجلة التالفة. لقد كان سائق بارـ هوندا متعقباً لخوان بابلو مونتويا سائق فريق (وليامز ـ بي ام دبليو) وكل منهما كان على موعد مع التوقف الثالث والأخير له في اللفة 40، ليصبح باتون في المركز الرابع. ولولا توقف باتون لمدة 8.9 ثانية لكان قادراً على تجاوز ترولي، والذي توقف هو أيضاً بعد ذلك بلفة أنضم باتون إلى مجريات الأحداث باحتلاله المركز الرابع، حيث دارت معركة مثيرة على المركز الثالث مع مونتويا، ،وبلغت المعركة أوجها عندما تجاوز سائق «بار ـ هوندا» الكولومبى مونتويا في اللفة 29. ومع بقاء 8 لفات، وضع باتون نصب عينيه منصة تتويج ثانية في تاريخ حياته المهنية وسعى لتحقيق هذا الهدف عابراً خط النهاية في المركز الثالث ومحرزاً 6 نقاط في البطولة لنفسه ولفريقه. اما الياباني تاكوما ساتو فقد بدأ بداية عظيمة من المركز الخامس في ترتيب الانطلاق، ثم خطف المركز الرابع من رالف شوماخر في أول منعطف. وفي حين تقاتل الألماني شوماخر مع ساتو في اللفة السادسة، تصادمت السيارتان تصادماً خفيفاً، مما أضطر شوماخر إلى الخروج عن مسار المضمار. تدبر ساتو أمره وواصل السباق، إلا أنه تراجع إلى المركز الخامس. وقام السائق الياباني بأول توقفاته الثلاثة (8 ثواني) في اللفة 11 من المركز الثالث كما توقف الآخرون قبله، ثم عاد والتحق بالسباق ليصبح في المركز السابع. في اللفة 14، كان ساتو قد حل في المركز الخامس بسبب توقفه الثاني على التوالي، إلا أنه كان قد ابتعد كثيراً بعد ثلاث لفات، بسبب حدوث بعض الاضرار لسيارته.