جنوب أفريقيا تستضيف المونديال للمرة الأولى في تاريخها وسقوط المغرب للمرة الرابعة ونتيجة مخيبة لمصر

مانديلا: أشعر أنني شاب في الخامسة عشرة وجمال هذا النصر أننا كنا نتعامل مع منافسين أكفاء * رئيس الاتحاد المصري: «فيفا» جعلنا نعيش في وهم كبير

TT

اعلن رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) السويسري جوزيف بلاتر امس في زيوريخ فوز جنوب افريقيا بشرف استضافة نهائيات مونديال 2010، الاول في القارة الافريقية. وحسم تصويت اعضاء اللجنة التنفيذية للفيفا (24 عضوا) في الدور الاول الذي انحصرت المنافسة فيه بين جنوب افريقيا والمغرب، بعد تضاؤل فرص مصر واستبعاد ليبيا، فيما كانت تونس قد انسحبت من السباق اول من امس، فحصلت جنوب افريقيا على 14 صوتا مقابل 10 للمغرب، فيما لم تحصل مصر على اي صوت. واستبعدت ليبيا «لعدم تلبية ملفها الشروط المطلوبة من قبل الفيفا»، اذ ان قادتها رفضوا استقبال اسرائيل في حال تأهلها. وكان قرار الاستبعاد ابلغ الى الليبيين امس عند التقديم الرسمي للملف خلال 10 دقائق مخصصة للاسئلة والاجوبة مع اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي (فيفا). وانفجرت الفرحة في مستوطنات السود المزدحمة في جنوب افريقيا امس، وأطلق السائقون ابواق السيارات في المدن الكبرى مع فوز البلاد بحق استضافة المونديال. وكانت مشاهد النصر على النقيض من تلك التي حدثت قبل اربع سنوات حين خسرت جنوب افريقيا التصويت على نهائيات 2006 .

وقال رئيس جنوب افريقيا السابق نيلسون مانديلا الذي اصبح بعد ان بلغ الخامسة والثمانين رمزا لبلاده وكان سفيرا لملفها: «اشعر انني شاب في الخامسة عشرة، وجمال هذا النصر اننا كنا نتعامل مع منافسين اكفاء بدرجة كبيرة جعلوا من الصعب علينا ان نتوقع ما ستكون عليه النتيجة». وقال بلاتر «اقيم التصويت حسب انظمة الفيفا والقوانين السويسرية لان مقر الاتحاد الدولي يقع في سويسرا، وحصل في سرية تامة حيث كان امين عام الاتحاد يستدعي كل عضو من اعضاء اللجنة التنفيذية الى الغرفة العازلة الخاصة وكان يختار الدولة التي يريدها».

وتابع «انا كرئيس للفيفا سعيد جدا اليوم بسبب بعد نظر اللجنة التنفيذية»، مضيفا «القارة الافريقية لها الحق في تنظيم كأس العالم وهي ترسل لاعبين بارزين الى البطولات العالمية كما سجلت نتائج جيدة على صعيد الناشئين والشباب وفي دورات الالعاب الاولمبية».

واوضح بلاتر «من بين ملفات خمس دول كانت مرشحة للاستضافة، تركزت عملية التصويت على ثلاثة فقط نظرا لعدم امكانية درس الملف المشترك بين تونس وليبيا، فتونس انسحبت، وليبيا لم تلب شروط الفيفا، لكن العروض التي قدمت كانت احترافية». وختم «اننا فخورون بافريقيا لانها استطاعت تقديم ملفات رائعة من كل الجوانب».

من جهته، قال عدلي القيعي الامين العام لاتحاد كرة القدم المصري امس انه يشعر بالصدمة لفشل مصر في اقتراع استضافة نهائيات كاس العالم لكرة القدم لعام 2010. وقال عقب اعلان فوز جنوب أفريقيا بحق استضافة النهائيات في أول مرة تقام فيها في أفريقيا : «شعرت بالصدمة وأصابني احباط شديد ليس لان جنوب أفريقيا ستنظم كأس العالم ولكن لان اسناد البطولة اليها لم يكن مستندا الى أسس موضوعية. يبدو أن هناك أمورا أخرى غير رياضية حدثت فحولت الاتجاه تماما لمصلحة جنوب أفريقيا». وأضاف «ان حصول جنوب أفريقيا على 14 صوتا في جولة اقتراع واحدة يؤكد أن الاتحاد الدولي لكرة القدم جعلنا في مصر نعيش في وهم كبير. لا أعرف لماذا كانت كل هذه التمثيلية». وكان التقليد في السابق يقضي بمبدأ المداورة بين قارتي اميركا الجنوبية واوروبا، فاستضافت الاولى نهائيات 1930 (الاوروغواي) و1950 (البرازيل) و1962 (تشيلي) و1970 (المكسيك) و1978 (الارجنتين) و1986 (المكسيك مجددا)، في حين استضافت القارة العجوز النهائيات اعوام 1934 (ايطاليا) و1938 (فرنسا) و1954 (سويسرا) و1958 (السويد) و1966 (انجلترا) و1974 (المانيا الغربية) و1982 (اسبانيا) و1990 (ايطاليا). وكسر هذا التقليد للمرة الاولى عندما احتضنت الولايات المتحدة المنافسات عام 1994، في حين نظمت آسيا كأس العالم للمرة الاولى ايضا في النسخة الاخيرة عام 2002 في كوريا الجنوبية واليابان. وستقام النسخة المقبلة في المانيا عام 2006 .

وكانت جنوب افريقيا خسرت بفارق صوت واحد عن المانيا قبل اربع سنوات بطريقة دراماتيكية اثر انسحاب ممثل قارة اوقيانيا النيوزيلندي تشارلز ديمبسي مما سمح لالمانيا بالتفوق عليها بـ12 صوتا مقابل 11.

وفشل المغرب للمرة الرابعة في الحصول على شرف استضافة نهائيات كأس العالم، حيث حاول ثلاث مرات، فحصل على 7 اصوات مقابل 9 اصوات للولايات المتحدة عام 1994، و7 اصوات ايضا مقابل 11 لفرنسا عام 1998، في حين خرج من الدور الاول لعملية التصويت في السباق لاحتضان مونديال 2006 بحصوله على صوتين فقط.

من جهة اخرى اوضح النجم الغاني السابق عبيدي بيليه احد اعضاء الوفد الداعم لجنوب افريقيا انه يدرك مدى مرارة المغرب ومصر بعد خسارتهما السباق لنيل شرف استضافة المونديال امس في زيوريخ. وقال بيليه «ادرك جيدا حزن المغرب ومصر لكننا نحن ايضا بكينا بعد ان مررنا بظروف مماثلة قبل اربع سنوات وبالتحديد في الغرفة ذاتها عندما خسرنا بفارق صوت واحد امام المانيا لان احد الاعضاء لم يدل بصوته». وتابع «لكننا منذ تلك اللحظة قررنا العمل بجهد وتعلمنا من الدرس وتابعنا كفاحنا من اجل ان ننجح في تجربتنا الثانية وهذا ما حصل». وختم «القارة الافريقية بأسرها ستستفيد من اقامة المونديال في جنوب افريقيا على جميع الاصعدة».