فرح وغناء ورقص في جنوب أفريقيا وخيبة أمل وحزن في مصر والمغرب

TT

عبر آلاف الاشخاص الذين تجمعوا في مختلف المدن الكبرى في جنوب افريقيا عن فرحهم العارم بعيد اختيار بلادهم لتنظيم مونديال 2010، الاول في القارة الافريقية، من قبل اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) امس في زيوريخ.

وتجمع هؤلاء حول شاشات عملاقة نصبت في ساحات بريتوريا وجوهانسبورغ وسويتو ودوربان وكيب تاون وبورت اليزابيث، وهي المدن المرشحة لاستضافة مباريات المونديال، من اجل متابعة اعلان اسم الدولة المضيفة على الهواء مباشرة من قبل رئيس الفيفا السويسري جوزيف بلاتر.

وعندما لفظ بلاتر اسم بلدهم، انفجرت مشاهد الفرح وبدأوا بالصراخ والغناء والرقص والتلويح بالاعلام الوطنية.

وتابع الرئيس ثابو مبيكي الذي عاد صباحا من زيوريخ حيث شارك في التقديم الرسمي لملف بلاده، مع الجموع في بريتوريا نبأ منح بلاده شرف التنظيم. وخيمت أجواء الحزن والتأسف والأسى أمس على الرأي العام الرياضي في المغرب بعدما حبس أنفاسه وتسمر طويلا أمام شاشتي القناتين المغربيتين اللتين قامتا بتغذية آماله طوال الأيام الماضية، وجعلته يعتقد أن مونديال 2010 هو مغربي لا محالة. بل ان بعض الجرائد المغربية لم تترد في التأكيد أن البعثة المغربية الى زيوريخ راحت لتتسلم النتيجة الايجابية. لكن الظرف المشمع الذي فتحه جوزيف بلاتر، رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، جاء بمثابة ضربة قاضية لما اعتقده المغاربة حلما مشروعا. وهو الحلم الذي لم يعد يحق لهم التفكير فيه قبل ثلاثة عقود. وفيما بادر العاهل المغربي الملك محمد السادس ببعث برقية تهنئة الى رئيس جمهورية جنوب افريقيا ثابو مبيكي بمناسبة اختيار بلاده لتنظيم نهائيات مونديال 2010، اتسمت تصريحات المغاربة بنوع من الدبلوماسية، وغلبت عليها لازمة «هذا اليوم ليس هو نهاية الدنيا».

فقد قال مسؤول مغربي ان «المونديال ليس هدفا في حد ذاته، وانما هو وسيلة لتحقيق المشروع المجتمعي، وكل البرامج والأوراش التي تم فتحها في هذا السياق ستستمر الى نهايتها». وقال أحد المعلقين «نحن بلد شاب، بقيادة ملك شاب، وعلى شبابنا أن يواصل البناء ويواصل التطور».

وخلف هذه الواجهة الدبلوماسية تحدث المغاربة، وما زالوا يتحدثون، بنوع من المرارة، محتجين على عدم «احترام أخلاقيات اللعبة»، ومستنكرين التغطية الاعلامية المتميزة التي حظي بها الرئيس الجنوب افريقي الأسبق نيلسون مانديلا، بشكل لم يحظ بمثله أي من ممثلي البلدان المتنافسة. وهو ما تم اعتباره هنا بمثابة «تحيز مكشوف».

وأنحى المغاربة باللائمة على جوزيف بلاتر، معتقدين تسريب تقرير اللجنة التقنية قبيل أيام قليلة كان الغرض منه حسم القضية في الدور الأول من خلال دفع تونس للانسحاب تمهيدا لسحب الترشيح الليبي. وتم اتهام رئيس الفيفا بـ«الانحياز التام لجنوب افريقيا»، وبأنه منذ اسناد مونديال 2006 لألمانيا أعطى بلاتر وعده لجنوب افريقيا بأن يسند لها مونديال 2010.

ومن جهة اخرى خيمت أجواء الحزن والتأسف والأسى أمس على الرأي العام الرياضي في المغرب بعدما حبس أنفاسه وتسمر طويلا أمام شاشتي القناتين المغربيتين اللتين قامتا بتغذية آماله طوال الأيام الماضية، وجعلته يعتقد أن مونديال 2010 هو مغربي لا محالة. بل ان بعض الجرائد المغربية لم تترد في التأكيد أن البعثة المغربية الى زيوريخ ذهبت لتتسلم النتيجة الايجابية. كما أن ألان روتينبورغ المكلف بمهمة لدى جمعية المغرب 2010، ورئيس اللجنة المنظمة لمونديال 1994 بالولايات المتحدة الأميركية، أكد أول أمس أن حظوظ المغرب وافرة، مدعيا أن لجنة التنظيم المغربية تضمن 16 صوتا، وهو ما صدقته بعض المنابر الاعلامية وهللت له، خاصة ان كل وسائل الاعلام المغربية ظلت تتغنى مسبقا باسناد مونديال 2010 للمغرب. ولم تخرج عن هذه القاعدة غير مادة تحليلية واحدة للمذيع الرياضي السابق الحسين الحياني بعنوان «الحرف المنقوط في ترشح البلد المزلوط (الفقير)»، استعرض فيها الأسباب التي ستجعل تنفيذية «فيفا» تسند المونديال لدولة جنوب افريقيا.

ووجد آخرون عزاءهم في أن الرياضة ليست هي وحدها المتحكمة في موضوع اسناد تنظيم نهائيات كأس العالم لكرة القدم لهذا البلد أو ذاك، وانما هناك العلاقات السياسية والمصالح الاقتصادية.

وتساءل آخرون بتذمر عن الأصوات التي كانوا موعودين بها، حيث طمأنهم أحد أعضاء لجنة الترشيح المغربي، أول من أمس، ان المغرب يضمن ما لا يقل عن عشرة أصوات، متسائلين كيف تبخرت هذه الأصوات فجأة؟

ومن جهة اخرى اصيبت اللجنة المكلفة ملف ترشيح المغرب لاستضافة مونديال 2010 بخيبة امل كبيرة بعد الاعلان عن اختيار اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) جنوب افريقيا لتنظيم اول عرس كروي في القارة الافريقية.