جنوب أفريقيا جاهزة للعرس الكروي رغم حصتها من المشاكل

TT

جوهانسبرج ـ رويترز: فازت جنوب افريقيا بشرف استضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم لاول مرة عام 2010 . ولكن هل يمكن ان تكتمل فرحة القارة السمراء بتنظيم اول بطولة لكأس العالم في ظل المشكلات التي تعاني منها جنوب افريقيا من ارتفاع في معدل الجريمة وانعدام الأمن وانتشار مرض نقص المناعة المكتسب «الايدز»؟

الواقع يقول ان استضافة أكبر حدث رياضي على مستوى العالم في أفقر قاراته قد يكون مهمة شاقة، لكن هذا لا ينفي أنه رغم ان افريقيا تمتلىء «بالاخبار السيئة» فان هناك أيضا الكثير من الاخبار السارة من بينها سجل أمني لتنظيم بطولات رياضية كبرى بما يتفق مع المعايير الدولية. اذ سبق ان نظمت جنوب افريقيا وهي أكبر قوة اقتصادية في القارة السمراء بنجاح بطولة كأس العالم للرجبي عام 1995 وكأس العالم للكريكت عام 2003. واتسم الحدثان الرياضيان بالتنظيم الجيد للغاية وخلوهما من أية حوادث كبرى.

كما استضافت جنوب افريقيا المؤتمر العالمي للتنمية المتواصلة عام 2002 في جوهانسبرج وهي من أكثر المدن التي تعصف بها الجريمة على مستوى العالم. وبخلاف مهاجمة أحد أعضاء الوفد الروماني فانه لم يتعرض أحد تقريبا من 65 ألف مشارك في المؤتمر لجرائم. ولا يمكن مقارنة هذه الصور بما حدث في دورة الالعاب الاولمبية التي استضافتها ميونيخ عام 1972 عندما قتل عدة رياضيين اسرائيليين.

ولا يمكن مقارنتها أيضا بالفوضى والتأخير اللذين اتسمت بهما استعدادت اليونان لتنظيم دورة الالعاب الاولمبية هذا العام.

وكشفت صحافية بريطانية كيف انها تجولت «بسهولة غير عادية» لعدة ساعات داخل المنشآت الاولمبية اليونانية من دون أن يتم رصدها.

وقال يعقوب مولي المدير الفني لمنتخب كينيا لكرة القدم لرويترز «أفريقيا أكثر الاماكن ودا وأمانا» في العالم. وأضاف «في الواقع فان انعدام الأمن أو نقصه ليس مشكلة أفريقية في حد ذاتها لكن الاوروبيين والأميركيين يصدرون مشكلاتهم لافريقيا. تفجير السفارة الأميركية في نيروبي على سبيل المثال عام 1998 لم يستهدف كينيين بل أميركيين. هذا التدخل من الخارج هو الذي يصور القارة بهذه الصورة السيئة».

وقال بول باسسي عضو اللجنة الاعلامية بالاتحاد الافريقي لكرة القدم «الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) يغض الطرف عن الكثير من جوانب القصور للسماح لافريقيا باستضافة البطولة».

وتعاني جنوب افريقيا من أحد أعلى معدلات الجريمة العنيفة في العالم لاسباب منها تفشي وباء الايدز الذي خلف أعدادا ضخمة من الايتام الذين يواجهون الفقر المدقع. لكن كثيرا من الاطفال الافارقة الفقراء تغلبوا على الصعاب ليتألقوا على ملاعب كرة القدم في اوروبا. وربما يعطي تنظيم دولة افريقية لكأس العالم الامل لكثيرين غيرهم. وقال مولي مدرب منتخب كينيا «بالنظر الى المواهب الكروية الضخمة في افريقيا كان يجب أن تستضيف القارة كأس العالم منذ زمن بعيد. فلتذكر اسم أي ناد أوروبي كبير لكرة القدم وستجد أن قوته نابعة من اللاعبين الافارقة. كأس العالم يعود الان الى المكان الذي تحظى فيه اللعبة بأعلى شعبية» في العالم.