البرازيل تهزم الأرجنتين بثلاثية رونالدو من ضربات جزاء

الاكوادور تلحق الهزيمة الرابعة بكولومبيا في تصفيات أميركا اللاتينية لمونديال 2006

TT

ريو دي جانيرو ـ أ. ف. ب ـ رويترز: سطر رونالدو فصلا جديدا في تاريخه الحافل في ملاعب كرة القدم عندما سجل ثلاث ركلات جزاء لتفوز البرازيل 3 ـ 1 على الارجنتين، في حين تجرعت كولومبيا كأس الهزيمة مجددا وهذه المرة امام الاكوادور 2 ـ 1 في اطار تصفيات اميركا الجنوبية المؤهلة لنهائيات كأس العالم.

سجل نجم فريق ريال مدريد الاسباني الاهداف الثلاثة في الدقيقتين 17 و69 والدقيقة السادسة من الوقت المحتسب بدل الضائع، وسجل خوان بابلو سورين هدف الارجنتين الوحيد في الدقيقة 80 من المباراة التي حضرها 50 ألف متفرج.

وقال كارلوس البرتو باريرا المدير الفني لمنتخب البرازيل: الاهداف كانت كلها طبيعية، وكلها من ركلات جزاء، ورونالدو لا يزال اللاعب الذي يمكن ان يحدث تغييرا. وأضاف: رونالدو أفضل مهاجم في كرة القدم على مستوى العالم، ولحسن الحظ انه يلعب لمنتخب البرازيل، كان فوزا رائعا وكانت مباراة صعبة جدا، واجهنا بعض الصعوبة في اواخر الشوط الاول لكنني طلبت من اللاعبين ان يلعبوا باعصاب هادئة. وفي الشوط الثاني اعتقد اننا استحققنا الفوز. واشار الى ان الحكم كان محقا في احتساب ركلات الجزاء الثلاث. واضاف «الارجنتين هو احد اكثر المنتخبات الذي يملك لاعبوه فنيات فعالية، لكنني كنت سعيدا للطريقة التي لعبنا بها بعد ان تأقلمنا مع اسلوبهم». واوضح، «حلاوة الفوز لا توصف».

ومن جانبه أشاد مارسيلو بيلسا المدير الفني للارجنتين برونالدو وقال: انه اللاعب الذي يمثل عنصر الحسم في المباراة. واوضح انه لا يعترض على ركلات الجزاء، لكن فريقه كان يستحق نتيجة أفضل: «اعتقد اننا كنا رائعين في الشوط الاول، حيث تمكنا من الرد على الضغط الذي مارسه علينا المنتخب البرازيلي، لكن في الشوط الثاني فقدنا قدرتنا على الاحتفاظ بالكرة». واضاف فشلنا في تموين خط الهجوم كما يجب ووجدنا صعوبة في التمرير من الجناحين وعلينا ان نصوب هذا الامر قبل مباراتنا المقبلة مع الباراغواي.

وبهذا الفوز تصدرت البرازيل تصفيات اميركا الجنوبية برصيد 12 نقطة من ست مباريات، وتراجعت الارجنتين الى المركز الثاني برصيد 11 نقطة بعدما تجرعت أول هزيمة في التصفيات.

وعن لقاء عملاقي الكرة الاميركية الذي اقيم على ملعب «مينيراو» في مدينة بيلوهوريزونتي امام 48 الف متفرج، فقد شهد تألق رونالدو الذي سجل اهداف منتخب البرازيل الثلاثة وجميعها من ركلات جزاء في الدقائق 16 و67 و90. وضربت البرازيل اكثر من عصفور بحجر واحد، لانها انفردت بصدارة الترتيب برصيد 12 نقطة مقابل 11 للارجنتين و10 لكل من تشيلي والباراغواي، والحقت بغريمتها التقليدية اول خسارة لها في هذه التصفيات.

وكان رونالدو نجم المباراة من دون منازع، لانه كان يقلق راحة الدفاع الارجنتيني كلما كانت الكرة في حوزته ونجح في الحصول على ثلاث ركلات جزاء بفضل سرعته وحنكته داخل المنطقة ترجمها جميعها بنجاح.

ويذكر ان ملعب «مينيراو» يمثل الكثير لرونالدو لانه شهد انطلاق مسيرته الاحترافية في صفوف كروزيرو. في المقابل بدا واضحا ان المنتخب الارجنتيني الذي لعب بمهاجم واحد هو هرنان كريسبو كان يسعى الى انتزاع التعادل فلعب بحذر طوال الدقائق التسعين.

وخاضت البرازيل المباراة في غياب صانع العابها المتألق رونالدينهو المصاب بتقلص عضلي، وقلب الدفاع العملاق لويزاو لمعاناته من الاصابة ذاتها فحل مكانهما جونينهو وجوان. اما الارجنتين فغاب عنها قلب دفاعها روبرتو ايالا الموقوف، بالاضافة الى خوان سيباستيان فيرون واستيبان كامبياسو المصابين. بعد فترة جس نبض كادت الارجنتين تستغل سوء تفاهم بين الحارس ديدا وادميلسون، لكن روكي جونيور ابعد الكرة في اللحظة الاخيرة قبل ان يتابعها هرنان كريسبو داخل الشباك منقذا فريقه من هدف اكيد في الدقيقه 8. وقام جونينهو بمجهود فردي رائع عندما تسلم الكرة في منتصف الملعب فسار بها قبل ان يمررها باتجاه رونالدو، الذي توغل داخل المنطقة مراوغا مدافعين قبل ان يتعرض للعرقلة من قبل جابرييل هاينتسه فلم يتردد الحكم في احتساب ركلة جزاء انبرى لها رونالدو نفسه مسجلا عن يسار الحارس، لكن الحكم امر باعادتها من جديد لوجود مخالفة، فسددها رونالدو من جديد داخل الشباك (16). وكانت اخطر فرصة للارجنتين عندما رفع كيلي جونزاليس الكرة من ركلة ركنية مررها سورين برأسه باتجاه كريسبو المتربص امام المرمى، لكنه سددها بدوره برأسه فوق العارضة (30). وسدد روبرتو كارلوس كرة صاروخية من 40 مترا من ركلة حرة مباشرة مرت بمحاذاة القائم الارجنتيني الايمن (33). وفشل روبرتو كارلوس في تشتيت احدى الكرات العرضية فسددها سورين فوق العارضة من مسافة قريبة (37). ولم يشهد الشوط الثاني فرصا حقيقية على المرميين، خصوصا في ربع الساعة الاول مع افضلية للمنتخب البرازيلي الذي حصل على ركلات ركنيات عدة لم يستغل اي واحدة منها. وكانت الهجمات الارجنتينية خجولة على المرمى البرازيلي، فاضطر المدرب مارتشيلو بييلسا الى تدعيم هذه الجبهة بادخال صانع العاب بانسية الاسباني المتألق بابلو ايمار ومهاجم برشلونة السريع خافيير سافيولا منتصف الشوط الثان، لكن البرازيل سرعان ما عززت تقدمها بعد ان قام رونالدو نجم المباراة من دون منازع بمراوغة الدفاع الارجنتيني باكمله قبل ان يعرقله ماسكيرانو لحظة دخوله منطقة الجزاء فاحتسب الحكم ركلة جزاء ثانية ترجمها رونالدو بنفسه على يمين الحارس (67). واعطى الهدف دفعا معنويا هائلا للاعبي البرازيل، وكاد روبرتو كارلوس يسجل الهدف الثالث عندما اطلق كرة قوية من خارج المنطقة مرت الى جانب القائم الايسر (71). ونجح المنتخب الارجنتيني في تقليص الفارق عندما رفع خافيير زانيتي كرة عرضية تابعها كريسبو برأسه تصدى لها ديدا فارتطمت بالقائم وعادت باتجاه سورين الذي تابعها داخل الشباك بيسراه (79).

وفي الوقت بدل الضائع تطاول كريسبو لكرة رأسية مرت الى جانب القائم الايمن مفوتا اخر فرصة ليتنفس الجمهور البرازيلي الصعداء. وعندما كانت المباراة تلفظ انفاسها الاخيرة مرر اليكس كرة بينية رائعة باتجاه رونالدو الذي انفرد بالحارس الارجنتيني فتدخل لابعاد الكرة، لكن المهاجم البرازيلي وقع ارضا ليشير الحكم مجددا الى نقطة الجزاء، نفذها رونالدو ايضا رافعا رصيده في صدارة ترتيب الهدافين الى 6 اهداف.

وفي المبارة الثانية احتفظت كولومبيا بقاع المجموعة بخسارتها أمام الاكوادور 1 ـ 2. وهذه رابع هزيمة يتجرعها المنتخب خلال ست مباريات خارج أرضه.

وتقدمت الاكوادور بهدف سجله اجوستين ديلجادو في الدقيقة الثالثة من المباراة التي حضرها 40 الف متفرج. وكان هذا أول هدف يسجله ديلجادو منذ نهائيات كأس العالم سنة 2002. وتعادلت كولومبيا بهدف سجله فرانكي اوفيدو في الدقيقة 56. وبعد عشر دقائق تقدمت الاكوادور بهدف ثان سجله فرانكلي سلاس. ولعبت كولومبيا اخر دقيقتين بعشرة لاعبين بعد طرد ايلكن موريلو. وبهذه النتيجة تجمد رصيد كولومبيا عند أربع نقاط من ست مباريات وارتفع رصيد الاكوادور الى سبع نقاط لتحتل المركز السابع، بينما بقيت كولومبيا ثامنة بسبع نقاط ايضا. وحفلت المباراة بالخشونة واضطر الحكم الى اشهار البطاقة الصفراء سبع مرات والحمراء مرة واحدة في وجه الكولومبي الكين موريو قبل نهاية المباراة بثلاث دقائق.

وتصعد الفرق صاحبة المراكز الاربعة الاولى الى نهائيات كأس العالم لكرة القدم التي تستضيفها المانيا عام 2006، في حين يلعب المنتخب صاحب المركز الخامس لقاء فاصلا من مباراتي ذهاب وعودة مع الفائز من منطقة اوقيانيا بالتصفيات لتحديد أيهما يصعد للنهائيات.