مواجهة ساخنة بين الجارتين هولندا وألمانيا وتشيكيا مرشحة لتخطي لاتفيا اليوم

TT

تلتقي الجاراتان اللدودتان هولندا والمانيا في مباراة قمة اليوم في افييرو بافتتاح منافسات المجموعة الرابعة لبطولة امم اوروبا 2004 المقامة حاليا في البرتغال، في حين تلتقي تشيكيا مع لاتفيا في المباراة الثانية ضمن المجموعة ذاتها.

والود مفقود بين الدولتين، خصوصا عندما يتعلق الامر بكرة القدم لانه يتحول الى معركة حقيقية. وبدات المنافسة الشديدة بين المنتخبين في السبعينات عندما قاد الهولندي يوهان كرويف فريقه اياكس امستردام الى الفوز ببطولة اوروبا للاندية ثلاث مرات متتالية (1971 و72 و73)، ثم حذا حذوه القيصر الالماني فرانز بكنباور بقيادة فريقه بايرن ميونيخ الى ثلاثة القاب متتالية في المسابقة ذاتها (74 و75 و76). وازدادت المنافسة اثارة عندما التقى المنتخبان الالماني والهولندي في نهائي مونديال 1974 في المانيا بالتحديد وانتهت بفوز الدولة المضيفة 2 ـ1. ويعتبر الهولنديون حتى اليوم ان فوز الالمان بكأس العالم كان ظالما لان منتخبهم كان الافضل طوال النهائيات عندما قدم اسلوب الكرة الشاملة بقيادة مدربه الفذ رينوس ميشيلز. وثأر الهولنديون لخسارتهم في نهائي المونديال بافضل طريقة ممكنة عندما هزموا الالمان 2 ـ1 في نصف نهائي بطولة امم اوروبا في المانيا عام 1988 وفي مدينة هامبورغ بالتحديد قبل ان يحرزوا اللقب على حساب الاتحاد السوفياتي في النهائي محققين اول لقب كبير لبلادهم بواسطة الثلاثي الشهير ماركو فان باستن ورود غوليت وفرانك رايكارد.

ويقول كرويف افضل لاعب في تاريخ هولندا: «المنتخب الحالي جيد لكن لا يمكن مقارنته بمنتخب عام 1988، يضم المنتخب حاليا نجوما كبارا لكن السؤال هل سيلعبون بتجانس؟». وشهدت مباراة المنتخبين في الدور الثاني من مونديال 1990 في ايطاليا حادثة عندما بصق فرانك رايكارد (مدرب برشلونة الاسباني حاليا) في وجه رودي فولر (مدرب المانيا حاليا) مما ادى الى طردهما، وانتهت المباراة بفوز المانيا 2 ـ1 في طريقها الى احراز اللقب.

واعترف مدرب هولندا ديك ادفوكات بالحساسية التي ترافق مباريات المنتخبين وقال «لا شك هناك منافسة شديدة بينهما لكن كل ما نريده الفوز في المباراة وتعزيز حظوظنا في بلوغ الدور الثاني». واضاف «ستكون المباراة مثيرة ضد المانيا ويجب ان نكون أكثر تركيزا على تنفيذ الخطط التكتيكية». وفي الجانب الالماني، يعول المدرب رودي فولر على صانع العابه مايكل بالاك الذي يعتبر افضل هداف في صفوف المنتخب الحالي بدليل تسجيله 19 هدفا في 41 مباراة. وتخشى الصحف المحلية تكرار كابوس النسخة الاخيرة من بطولة اوروبا عندما خرج المنتخب الالماني يجر اذيال الهزيمة من الدور الاول حيث فشل في الفوز في اي مباراة وسجل هدفا واحدا فقط.

وكان المنتخب الهولندي تغلب على نظيره الالماني 3 ـ1 في عقر داره في اخر مباراة جمعت بينهما في نوفمبر عام 2002 .

ويقول فولر تعليقا على عدم توفيق المهاجمين الالمان في التسجيل: «يجب ان نسجل من حين لآخر ويتعين علينا التدريب جيدا كي يحصل ذلك، فالحالة لا تدعو الى القلق وهناك مجموعة من المهاجمين الشباب الصاعدين مثل كيفن كورانيي او لوكاس بودولسكي»، مضيفا «نملك الآن خيارات كبيرة في خط الهجوم عكس ما كان عليه الامر قبل عامين او ثلاثة اعوام». وحذر فولر لاعبيه من الافراط في الثقة المرتبطة بترشيحهم دائما لاحراز اللقب في البطولات الكبرى، وقال «نعرف كيف يرانا الاخرون في الخارج، قبل 4 اعوام اعتبرنا الجميع منتخبا مرشحا للبطولة بيد اننا خرجنا من الدور الاول، وأتمنى الان ان نؤكد تلك المقولة ونتوج ابطالا». وتابع «أعتقد أن الحارس اوليفر كان سيكون سندنا الكبير في البطولة مثلما كان الامر في مونديال 2002، فهو أكثر تركيزا وفي وضع جيد في الاشهر الاخيرة». وأضاف «انا متفائل، منتخبنا جيد بدنيا ومعنويا لمواجهة الهولنديين». ويعي مدافع منتخب المانيا كريستيان فورنز المسؤولية الملقاة على عاتقه والتي تتمثل في مراقبة هداف هولندا الخطير نيستلروي، وقال فورنز: «نيستلروي سريع جدا ويجيد التسديد بالقدمين اليمنى واليسرى وممتاز في تسديد الضربات الرأسية». واضاف «انه هداف خطير جدا داخل منطقة الجزاء ويجب ان نتوخى الحذر، لكني مطمئن ولا مجال للذعر». وفي المبارة الثانية، حذر صانع العاب منتخب تشيكيا توماس روزيتشكي زملاءه من مغبة الاستهتار بمنتخب لاتفيا عندما يلتقيان اليوم في بورتو. ويدخل التشيكيون المباراة وهم مرشحون فوق العادة للفوز بها في مواجهة منتخب يخوض اول بطولة كبيرة له في تاريخه الحديث منذ ان نال الاستقلال قبل 13عاما فقط. وقال روزيتشكي: «دفعت البرتغال الثمن غاليا بخسارتها امام اليونان في المباراة الافتتاحية ويجب ان نأخذ العبر منها». واوضح «قدم اللاعبون البرتغاليون اداء فرديا ويجب الا نكرر هذا الامر امام لاتفيا لان المنتخبات الصغيرة غالبا ما تكون منظمة». واعتبر زميل روزيتشكي مهاجم ليفربول الانجليزي ميلان باروش ان المهمة لن تكون سهلة .

ورأى لاعب الوسط التشيكي ياروسلاف بلاسيل ان الحصول على النقاط الثلاث في غاية الاهمية في مجموعة الموت، وقال «يتوجب علينا الفوز في هذه المباراة، لاننا نلتقي هولندا في مباراتنا المقبلة وسبق لنا ان هزمناها في التصفيات وبلا شك ستسعى الى الثأر».

وتوقع بلاسيل ان تنتهج لاتفيا اسلوبا دفاعيا بحتا لوقف زحف منتخب بلاده الذي يقوده افضل لاعب في اوروبا العام الماضي بافل ندفيد، وقال في هذا الصدد: «لعبنا اخيرا ضد بلغاريا واستونيا واعتقد ان لاتفيا تلعب بالاسلوب ذاته اي التكتل في خط الدفاع». من جهته، اعتبر مهاجم لاتفيا المتألق ماريس فيرباكوفسكيس ان فريقه سيثبت ان بلوغه النهائيات لم يكن صدفة، وقال «انها المرة الاولى التي تخوض فيها لاتفيا بطولة كبرى ونريد ان نبرهن للجميع قدرتنا على تحقيق شيء ما».

ويأمل فيرباكوفسكيس ان تكون البطولة جواز سفره الى الدوري الايطالي، وقال «احلم بالانتقال الى الدوري الايطالي لانه افضل بطولة في العالم ووجهتي المفضلة ستكون نادي روما».