الصحافة الفرنسية تشيد بسحر زيدان وحسرة إنجليزية بسبب خسارة الدقيقة الأخيرة

TT

باريس ـ لندن ـ رويترز ـ ا ف ب: كان العنوان الرئيسي لصحيفة ليكيب الرياضية «حمى الله زيدان» احتفالا بالهدفين اللذين احرزهما كابتن المنتخب الفرنسي في الوقت بدل الضائع ليحقق لبلاده فوزا مثيرا 2 ـ 1 على انجلترا في اول مباراة للمنتخبين بكأس اوروبا.

وخصصت الصفحة الاولى في ليكيب لصورة زين الدين زيدان يسدد ضربة الجزاء التي حققت الفوز في الثواني الاخيرة من المباراة. وكانت كلمتا «لا يصدق» هما كل ما كتبته صحيفة لوباريزيان الشعبية في الصفحة الاولى مع صورة لزيدان يسدد الضربة الحرة التي حقق منها التعادل قبل دقيقتين.

وكان العنوان للملحق الرياضي «عبقرية زيدان ترسل فرنسا الى الجنة». وكان المزاج العام منتشيا لكن الصحافة الفرنسية عبرت ايضا عن شعورها بالارتياح لانتهاء مباراة امس بتلك النتيجة.

وقال فنسنت دي لوك المراسل الرياضي لصحيفة ليكيب: من اجل تحويل مباراة كهذه فان المرء يحتاج الى حدث غير طبيعي او لاعب غير طبيعي فعلا. ولذلك فان زيدان ساحر كامل السحر. وكان حارس المرمى فابيان بارتيز الذي تصدى لركلة جزاء سددها ديفيد بيكام هو البطل الاخر للمباراة.

لكن بصفة عامة كانت الصحافة الفرنسية بعيدة عن الافتتان باداء حاملي اللقب. واعطت صحيفة ليكيب المهاجم ديفيد تريزيجيه 4 درجات ونصف الدرجة من عشرة والمهاجم تييري هنري 5 درجات ونصف.

وأثبتت المباراة أن من ظنوا أن بامكان فرنسا أن تعيش بدون زين الدين زيدان كانوا على خطأ. فالمنتخب الذي كان على بعد دقائق معدودة من الخسارة بفضل نجمه «زيزو» استطاع ان يهز الشباك مرتين في الوقت القاتل ليخطف لبلاده نصرا لا يتكرر كثيرا.

وقال لاعب خط الوسط باتريك فييرا: اللاعبون العظماء يثبتون أنفسهم في المباريات العظيمة.. لقد كانت مباراة خيالية.

وكان زيدان الذي سبق وفاز بلقب أفضل لاعب في العالم ثلاث مرات قد عانى من الاحباط في موسم 2003 ـ 2004 مع ناديه ريال مدريد وبدا وكأنه يفقد قواه التي جعلت منه اللاعب المميز في البطولة الاوروبية الماضية عام 2000, لكن كان لاسبوعين من الراحة فعل السحر. فعندما كان الفريق يتأهب للبطولة في منتجع لا جراند موت الساحلي قبل أسبوعين قال زيدان انه يشعر أنه وصل الى «أوج» مستواه.

وأضاف: سوف أبلغ الثانية والثلاثين وأشعر أنني سأفعل شيئا رائعا في البرتغال.. وفي مباراة فريقه الافتتاحية فعل ذلك تماما. وقال زيدان: انها واحدة من أفضل المباريات التي لعبتها.. الفوز يمنحنا كثيرا من الاشياء الطيبة.

وأنقذ الهدفان فرنسا من تكرار كابوس كأس العالم 2002 عندما خسرت أمام السنغال 1ـ صفر في مباراة الافتتاح ثم أطيح بها الى خارج البطولة رغم أنها كانت حاملة اللقب. ومنذ أن تولى جاك سانتيني مهمة تدريب الفريق الفرنسي خلفا لروجيه لومير في يوليو (تموز) 2002 وهو يبذل قصارى جهده لكي يعلم فرنسا اللعب بدون زيدان. وبالفعل غاب زيدان عن بطولة كأس العالم للقارات العام الماضي التي شاركت فيها فرنسا كحاملة للقب وتعين عليها الاعتماد على تييري هنري الذي كان في أفضل حالاته لتفوز على الكاميرون 1 ـ صفر في النهائي.

ولعل كثيرين وربما من بينهم هنري نفسه فوجئوا عندما فاز زيدان بلقب أفضل لاعب في العالم عام 2003. لكن اول من امس لم يلحظ أحد وجود هنري بينما كان زيدان عظيما. ومع ذلك فسوف يعتزل زيدان اللعب يوما ما وعلى الفرنسيين تفادي تكرار الموقف الذي تعرضوا له عندما رحل ميشيل بلاتيني الذي كان يرتدي القميص رقم 10 هو الاخر في أواخر ثمانينات القرن الماضي فلم تتمكن فرنسا من التأهل لكأس العالم عامي 1990 و1994 وأقصيت من الدور الاول في بطولة أوروبا عام 1992. ولم يحدد زيدان موعدا لانهاء حياته الكروية كما أن عقده مع ريال مدريد مستمر حتى 2007, واذا شعر أنه بحالة جيدة فسوف يشارك في كأس العالم 2006 في ألمانيا. وسيكون عمره انذاك 34 عاما تقريبا. وحتى ذلك الحين تبدو فرنسا في حاجة ماسة اليه.