في وجود زيدان الخطأ ممنوع

هاني عبد السلام

TT

لانها مباراة قمة، فقد وجب منع الخطأ، ومن يفعل ذلك سيدفع الثمن. ولما كانت مباراة انجلترا وفرنسا قمة لها حسابات خاصة، ففاتورة الخطأ كانت باهظة الثمن.

لقد اثبتت المباراة كيف يتم تقدير النجوم، فبيكام رجل انجلترا الاول واكثر اللاعبين الاوروبين شهرة على المستوى الاعلاني، اضاع ركلة جزاء لما كان فريقه متقدما بهدف، ولم يكن متبقيا من الوقت إلا حوالي ربع ساعة، وعاد زميله جيرارد وارتكب خطأ آخر بإعادته الكرة إلى الخلف كلفت فريقه ركلة جزاء مصيرية. في المقابل كان زيدان كعادته نجما فوق العادة في الفريق الفرنسي، إذ من فرصتين سانحتين سجل هدفين في آخر دقيقتين فقط، واكد بالفعل انه الأحق بلقب افضل لاعب عالميا (3 مرات).

واذا تجاوز البعض عن خطأ للاعب صغير او ناشئ، فان الاغلبية لا تغفر خطأ لنجم كبير مثل بيكام وجيرارد، و«غلطة الشاطر بعشرة» كما يقال.

معروف ان مباريات القمة صعبة، ورغم إثارتها لا تحظى بفرص عديدة للتسجيل، لذلك وجب ان يكون هناك قناص لاستغلال المتاح منها، وقد تأخر حسم الفرنسيين لكن القناص ظل يترقب ولم يفقد الأمل.

لقد ضرب الفريق الفرنسي مثالا في التحلي بروح الصمود وعدم اليأس في تلك المباراة، ولم تهتز معنويات افراده حتى انفاس اللقاء الاخيرة. من امتلك العزيمة كان قادرا على قلب النتائج. وهذا الدرس قد يكون عبرة لمنتخباتنا وفرقنا العربية التي تنهار في المسابقات الكبرى اذا اهتزت شباكها بهدف حتى ولو كانت امامها فرص للتعويض.

ولجماهير انجلترا العذر لشعورهم بالحسرة والحزن على هزيمة لحقت بفريقهم في لمح البصر، لكن وجب وضع ميزان لتقدير النجوم في الجبهتين. وبالطبع اذا كان زيدان موجودا، فالكفة الفرنسية مرجوحة.