نيستلروي صاحب هدف الإنقاذ لهولندا: التعادل مع ألمانيا أنقذنا من كارثة.. وفولر يتحسر لضياع الفوز

TT

بورتو ـ رويترز ـ ا.ف.ب: قال مهاجم المنتخب الهولندي رود فان نيستلروي انه لو قدر لفريقه الهزيمة في مباراته الاولى امام المانيا في البطولة الاوروبية لكانت كارثة. وتمكن نيستلروي من اقتناص نقطة للمنتخب الهولندي بهدف سجله في الدقائق الاخيرة من المباراة ليعادل النتيجة الى هدف لكل من الفريقين على ملعب دراغو في مدينة بورتو امام 52 الف متفرج في ختام الجولة الاولى من منافسات المجموعة الرابعة.

وقال نيستلروي: «ما زلنا على قيد الحياة ..لقد انهينا المباراة ونحن الافضل وتمكننا من تحقيق اقصى ما يمكن خلالها. الهزيمة كانت ستعد كارثة بالنسبة لنا . واضاف: عندما تواجه المانيا فان الامور تكون صعبة اذا حاولت التراجع فلن تستطيع خلق الكثير من الفرص.. لقد ظللنا نكافح وهو ما مكننا من تحقيق نقطة التعادل. لقد بدأوا بالتسجيل الا اننا تمكنا في النهاية من ادراك التعادل الذي كنا نستحقه على ما اعتقد.

وسجل نيستلروي هدف التعادل في الدقيقة 81 بعد ان كانت المانيا متقدمة بهدف احرزه تورستن فرينجس في الدقيقة 30 من ركلة حرة مرت من بين الدفاع وحارس هولندا لترتطم بالقائم البعيد للمرمى وتسكن الشباك.

وقال ديك ادفوكات المدير الفني للمنتخب الهولندي ان الاداء لم يكن جيدا من كلا المنتخبين مما يجعل التعادل النتيجة العادلة. هدف المانيا لم يكن خطأ من الحارس لكن من خط الدفاع بأكمل لكن هدفنا يوضح قدرة نيستلروي على التسجيل من لا شيء.

واضاف: في الدقائق العشرين الاولى لعبنا بمبدأ السلامة.. وبين الشوطين طالبت اللاعبين بان يلعبوا بطريقة أكثر قوة وان يهاجموا ويحاولوا استغلال الفرص التي تتاح لهم. يجب ان نحلل بدقة كيف سنواصل مسيرتنا في المباريات المقبلة.

اما ديتمار هامان مدافع منتخب المانيا فقال ان فريقه كان يجب ان يفوز لقد جعلنا الهولنديين يلعبون بالطريقة التي نريدها وبعد ذلك احرزوا هدف التعادل بشكل غير متوقع ..انها نهاية رائعة بالنسبة لهم. واضاف: ربما تكون نتيجة عادلة لكني اعتقد انه كان يجب ان نفوز لقد كنا الفريق الافضل يمكن القول ان الحظ لم يحالفنا بعض الشيء. وقال رودي فولر مدرب المانيا ان احراز هولندا هدف التعادل في نهاية المباراة امر مزعج بعض الشيء كان يتعين ان نضيف الهدف الثاني بعد ان تقدمنا 1ـ صفر لكن تحياتي للفريق على اي حال ..يمكننا ان نقبل هذه النتيجة رغم انها كانت مؤلمة الى حد ما في النهاية .. لم نخسر اي شيء لكننا لم نفز باي شيء ايضا.

وكانت جمهورية التشيك قد فازت على لاتفيا 2 ـ1 في المباراة الثانية بالمجموعة.

وعلى الرغم من التعادل، اكدت المانيا التي لم يعطها النقاد اي امل لاحراز اللقب، حضورها القوي في البطولات الكبرى لانها قدمت اداء مختلفا تماما عن عروضها خلال المباريات الودية عندما تعرضت لخسارتين كبيرتين امام رومانيا 1ـ5 وامام المجر صفرـ2، وذكرت بمستواها السابق التي سمح لها باحراز كأس العالم عام 1990 وكأس الامم الاوروبية عام 1996. وكان تنظيم المنتخب الالماني رائعا وشل حركة الهولنديين الذين يتميزون بالسلاسة والفنيات العالية عندما يتعلق الامر بتناقل الكرة، ففشل الهولنديون بالتالي في السيطرة على مجريات خط الوسط وبالتالي على منطقة المناورات. وكان الالمان الافضل في الشوط الاول باعتمادهم على الكرات الهوائية العرضية التي وجد الهولنديون صعوبة كبيرة في التعامل معها وجاء منها هدف فرينجس. وتحسن اداء المنتخب الهولندي في الشوط الثاني لكن سيطرته كانت خجولة الى ان اشرك المدرب ديك ادفوكات المهاجم العملاق بيار فون هويدونك الذي شكل بفضل طوله الفارع عبئا على الدفاع الالماني وخفف الضغط على فان نيستلروي الذي سجل هدفا ليمنح منتخب بلاده نقطة ثمينة.

واللقاء هو السادس والثلاثون بين المنتخبين ويتفوق المنتخب الالماني بـ13 فوزا مقابل 13 تعادلا و10 هزائم.

ومن جهته، اعرب الالماني فرانز بكنباور ان منتخب بلاده بوسعه هزيمة أي فريق تقريبا اذا لعب بنفس الاصرار الذي أظهره خلال مباراته امام هولندا وكتب بكنباور في صحيفة «بيلد» امس: كنت أقول دائما انه يجب علينا الا نترك أنفسنا لنصاب بالتشتت بسبب مباريات الاحماء، في اشارة الى سلسلة الاحباطات التي تعرضت لها المانيا خلال المباريات الودية التي خاضتها مؤخرا. وأضاف :الشيء الوحيد الذي يهم هو البطولة.

وقال بكنباور الذي كان كابتن منتخب المانيا الغربية عام 1974 حين فاز بكأس العالم كما كان مدربا للمنتخب الالماني الذي فاز بكأس العالم مجددا عام 1990 لعب الفريق بحماس غير عادي. يستطيع منتخبنا هزيمة أي فريق اذا اتبع الاسلوب الصحيح. ما زال الهولنديون يكنون قدرا كبيرا من الاحترام لنا.

وقال بكنباور انه اذا تجاوزت المانيا الدور الاول فبوسعها الوصول الى المباراة النهائية. وكان قد صرح بشيء مماثل أثناء بطولة كأس العالم عام 2002 عندما وصل المنتخب الالماني الى المباراة النهائية على غير المتوقع غير أن المنتخب البرازيلي فاز عليه.

وأردف قائلا :هزيمة فرنسا او ايطاليا ليست مستحيلة ولكن مع وجود المنتخب التشيكي يكون أمامنا أحد أقوى المنافسين في مرحلة الدور الاول وحتى مباراة لاتفيا لن تكون سهلة أعتقد أننا سنتقدم طالما استمر التزامنا بالطريقة المثلى للعب.

ولم يكن تقدير بيكنباور للاعبيه هو رأيه وحده، فقد اشاد المسؤولون الالمان بأداء منتخبهم ووصفوه بأفضل أداء قدموه منذ سنوات .

وكانت مشاعر عدائية قد ظهرت بين البلدين المجاورين قبيل مباراة منتخبيهما. وزادت حدة التوتر بعد انتقاد وسائل الاعلام الالمانية اللاذع لمهاجم المنتخب الهولندي رود فان نيستلروي الذي أحرز هدف التعادل لفريقه لانه أعاد للاذهان ذكريات الحرب العالمية الثانية. وقال نيستلروي قبل المباراة ان الحرب العالمية الثانية ستكون دافع هولندا للفوز على المانيا، وأضاف أن الامر لا يتعلق فقط بتاريخ كرة القدم .. انه يتعلق بالتاريخ الحقيقي وما حدث منذ 60 عاما. وكانت المانيا قد احتلت هولندا لمدة خمسة أعوام خلال الحرب. ورغم عودة العلاقات السياسية والثقافية والتجارية بين المانيا وهولندا الى طبيعتها منذ فترات طويلة الا أن ذكريات الحرب لا تزال عالقة بالاذهان.

غير أنه في برلين شاهدت مجموعات صغيرة من مشجعي الفريق الهولندي وقد ارتدوا قميص فريقهم بلونه البرتقالي يتابعون المباراة مع نحو خمسة الاف مشجع الماني في وسط المدينة ولم يقابلوا سوى بالابتسامات حين هللوا فرحا باحراز الفريق الهولندي لهدف التعادل في الدقيقة 81 من المباراة. وقال مشجع هولندي شاب للتلفزيون الالماني: لم تكن هناك أي مشاكل على الاطلاق. كان هناك شعور جميل أن نشاهد المباراة هنا مع كثير من الالمان الودودين.