بانكوك ـ رويترز: من فيتنام الشيوعية وميانمار الواقعة تحت الحكم العسكري الى سنغافورة المتقدمة، يضحي الاسيويون المولعون بكرة القدم بساعات النوم من أجل متابعة نجوم كرة القدم مثل الانجليزي ديفيد بيكام وزين الدين زيدان.
وتذاع مباريات بطولة الامم الاوروبية على الهواء مباشرة لدول اسيا وبسبب فارق التوقيت، ولا تبدأ المباريات قبل منتصف الليل في معظم أنحاء الجزء الشرقي لآسيا كما ينتهي بعضها عند الفجر، لكن هذا لم يقلل الحماس للعبة الجميلة في منطقة تنظر لنجوم كرة القدم الاوروبية بتقدير كبير وربما أكبر مما يناله هؤلاء النجوم في بلادهم. ويترجم ذلك الى أعين منتفخة في مكاتب العمل ورغبة ملحة لتناول القهوة كما يتسبب في شجار زوجي في ماليزيا. وكانت زوجة بائع ماليزي قد ضبطته وهو يتابع مباراة انجلترا وفرنسا يوم الاحد رغم أنها طالبته بعدم متابعة المباراة والنوم حتى يتمكن من اصطحاب طفليهما للمدرسة في اليوم التالي. واستيقظت الزوجة على صراخ زوجها متألما بعد أن سجل زيدان هدف الفوز لفرنسا في الوقت المحتسب بدل الضائع لتأخذ منه جهاز التحكم عن بعد الخاص بجهاز التلفزيون وبطاقة القنوات الفضائية المشفرة وتحرمه من متابعة بقية مباريات البطولة.
وقال الزوج البالغ من العمر 46 عاما لصحيفة«ستار» الماليزية: رفضت أن تسمح لي بمتابعة المباراة بالرغم من أني تعهدت بالا استيقظ متأخرا وألا أتخلى عن مسؤولياتي باصطحاب الطفلين للمدرسة، زوجتي لا تفهم مدى ولعي بكرة القدم.
ولكن الزوجات ليست المشكلة الوحيدة، اذ أن المديرين في سنغافورة يشعرون بالقلق من احتمال اصابة مشجعي كرة القدم بالارهاق بعد أن سمحت البلاد لكثير من الحانات بالاستمرار في العمل طول اليوم واذاعة المباريات بين منتصف الليل والساعة الخامسة صباحا بالتوقيت المحلي.وقالت قناة تشانل نيوز اشيا المملوكة للدولة ان بعض الشركات أرسلت مذكرات للاطباء في العمل للانتباه للموظفين الذين قد يدعون المرض حتى يتفرغوا لمشاهدة البطولة..الا أن مشجعي كرة القدم لا يكترثون بذلك فكرة القدم تأتي في المقام الاول.
وقال سنغافوري: اذا تحتم علي النوم متأخرا للغاية فلا يهمني، حتى اذا كان علي التوجه للعمل في اليوم التالي. وفي فيتنام قالت صحيفة« فيتنام نيوز» اليومية الرسمية ان أكثر من نصف الموظفين الرجال في عدد من المكاتب في العاصمة هانوي يحضرون الى العمل متأخرين.
وفي محاولة لتحسين الاوضاع يقوم التلفزيون الفيتنامي باعادة المباريات التي تبدأ الساعة الواحدة و 45 صباحا حتى يتمكن المشجعون من متابعتها قبل التوجه الى أعمالهم. وانضمت تايلند للحفل ويبدي المشجعون حماسا كما لو كانوا في البرتغال وكما لو كانوا اوروبيين.
وأقيمت شاشات تلفزيونية عملاقة في ميادين بانكوك كما أصبح من الصعب دخول متجر كبير او صالة للتدليك من دون مشاهدة سلع تحمل شعارات الفرق المشاركة ببطولة الامم الاوروبية.ولم يكن ذلك كافيا في تايلند المولعة بالمراهنات.