البرتغال مطالبة بالفوز على إسبانيا واليونان في حاجة إلى نقطة لدخول التاريخ

TT

تدرك البرتغال الدولة المضيفة جيدا بان الفوز وحده على جارتها اسبانيا يكفيها لبلوغ الدور ربع النهائي في اللقاء الحاسم بينهما المقرر اليوم في لشبونة في الجولة الثالثة الاخيرة من الدور الاول ضمن منافسات المجموعة الاولى لبطولة امم اوروبا 2004 في كرة القدم، في حين تحتاج اليونان الى التعادل ضد روسيا لتحقق انجازا غير مسبوق في تاريخها.

والمعادلة واضحة في هذه المجموعة، فلكي يتأهل المنتخبان البرتغالي والاسباني معا، يجب ان تنتهي مباراتهما بفوز الاول وخسارة اليونان بفارق اكبر من اسبانيا، اما بالنسبة الى اليونان فانها تملك ايضا الفرصة في بلوغ ربع النهائي حتى في حال خسارتها، شرط ان تنتهي مباراة اسبانيا والبرتغال بالتعادل او بفوز الاولى.

وكانت البرتغال قد وضعت نفسها في وضع حرج اثر خسارتها مباراتها الافتتاحية امام اليونان بشكل مفاجئ، لكنها التقطت انفاسها بفوز منطقي على روسيا بهدفين، في حين اضاعت اسبانيا فرصة كبيرة لانتزاع البطاقة في الجولة الماضية عندما تقدمت على اليونان 1ـ صفر واضاعت كما هائلا من الفرص قبل ان تدرك الاخيرة التعادل. واعتبر مدرب البرتغال البرازيلي لويز فيليبي سكولاري ان المباراة ضد اسبانيا ستكون اشبه بالحرب «فاما تقتل وإما تموت».

واضاف «تملك اسبانيا منتخبا كبيرا لكننا نلعب على ارضنا وبين جمهورنا ويجب ان نفوز». وتابع «اذا لعبنا من دون ضغوط كما كانت الحال ضد روسيا فان الفوز سيكون من نصيبنا».

ولم يكن اكثر المتشائمين من البرتغاليين يعتقد ان منتخب بلاده سيواجه الاقصاء في مباراته الاخيرة لكن الامر اصبح واقعا الان واذا تحقق فانه سيكون بمثابة الكارثة.

ولخص القيصر الالماني فرانتس بكنباور الوضع بقوله ان اقصاء المنتخب البرتغالي من بطولة امم اوروبا المقامة على ارضه سيسلب البطولة وهجها وقال: «لن يتابع احد في البرتغال كرة القدم» في حال خروج المنتخب المضيف.

ولم يعرف بعد ما اذا كان سكولاري سيعتمد التشكيلة ذاتها التي واجهت روسيا أي اشراك صانع الالعاب ديكو مكان روي كوستا، والاستمرار في استبعاد قائد الفريق المدافع فرناندو كوتو. وكان النقاد المحليون طالبوا سكولاري ايضا باشراك مهاجم مانشستر يونايتد كريستيانو رونالدو اساسيا لانه يستطيع خلخلة دفاعات الخصم وتموين زملائه بالكرات العرضية، خصوصا ان الفريق مطالب بالتسجيل مبكرا لاراحة اعصاب اللاعبين والجمهور على حد سواء.

واعتبر مهاجم البرتغال باوليتا الصائم عن التهديف حتى الآن انه كان يتوجب على البرتغال حسم امرها قبل المباراة ضد اسبانيا، وقال في هذا الصدد: «كنا نعتقد بان الامور ستكون محسومة قبل المواجهة ضد اسبانيا لكن اليونان استغلت الفرصة التي سنحت لها واستأثرت بصدارة المجموعة، وهي في موقع قوي لبلوغ الدور التالي».

في المقابل، اعتبر نجم اسبانيا راؤول غونزاليز الذي يحتفل بعيد ميلاده السابع والعشرين في 27 يونيو (حزيران) الحالي ان فريقه مرشح لبلوغ ربع النهائي على حساب البرتغال لان التعادل يكفيه وقال «اعتقد اننا سنتأهل برفقة اليونان الى الدور التالي». واضاف «ستكون المباراة صعبة ضد البرتغال لكن الفوز سيكون حليفنا وسنتأهل». ولم يقدم راؤول افضل مسجل في تاريخ اسبانيا (38 هدفا في 72 مباراة) اداء جيدا في البطولة الحالية وكانت الحال مماثلة في صفوف فريقه ريال مدريد الموسم الفائت. والتغيير الوحيد الاكيد الذي سيلجأ اليه مدرب اسبانيا ايناكي سايز هو اشراك خابي الونسو مكان خوسيبا اتشيبيريا المصاب بتقلص عضلي.

ويقف التاريخ الى جانب اسبانيا لان البرتغال نجحت في الفوز على جارتها ست مرات فقط في 34 عاما اخرها عام 1981 ولم يسبق لها ان فازت على اسبانيا في بطولة رسمية. والتقى المنتخبان للمرة الاخيرة في كأس الامم الاوروبية عام 1984 وانتهت المباراة بالتعادل 1ـ1 في الدور الاول قبل ان تبلغ البرتغال نصف النهائي واسبانيا النهائي حيث خسرت امام فرنسا صفرـ2 . اما اخر لقاء ودي بين المنتخبين فاسفر عن فوز كبير لاسبانيا على البرتغال 3ـ صفر في عقر دار الاخيرة في سبتمبر (ايلول) الماضي.

* اليونان ـ روسيا: تحتاج اليونان الى نقطة واحدة فقط من مباراتها مع روسيا في فارو لتدخل التاريخ من بابه الواسع وتبلغ الدور الثاني في بطولة كبيرة للمرة الاولى في تاريخها. وتشارك اليونان للمرة الثانية في النهائيات بعد عام 1980 عندما خرجت من الدور الاول، كما واجهت المصير ذاته عندما شاركت في نهائيات مونديال 1994 في الولايات المتحدة.

وحذر مدرب اليونان الالماني اوتو ريهاغل الذي يعتبر المهندس الاساسي للنتائج الرائعة التي سجلها فريقه في هذه البطولة حتى الآن من ان فريقه لم يصل بعد الى الهدف، وقال «لم نحقق اي شيء حتى الآن والجميع يعتبرون باننا بلغنا ربع النهائي وهذا ليس صحيحا».

وكان المنتخب الروسي اول المغادرين بعد خسارته الثانية امام البرتغال لكن مدربه جورجي يارتسيف اعتبر ان فريقه لن يتوانى عن الحاق الهزيمة بمنافسه وقال: «الذين يعتقدون باننا سنتراخى هم على خطأ، فنحن نريد نقاطا واهدافا من اجل انصار المنتخب». ويعاني المنتخب الروسي من غياب اثنين من لاعبيه الاساسيين وهما حارس مرماه سيرغي اوفشينيكوف الذي طرد للمسه الكرة خارج منطقته، وقائد المنتخب الكسي سميرتين الموقوف لنيله البطاقة الصفراء الثانية في البطولة، في حين يعود رومان شارونوف بعد طرده في المباراة الاولى ضد اسبانيا.