رودي فولر يستقيل من تدريب منتخب ألمانيا بعد الخروج المخزي

الصحف الألمانية تصف لاعبيها بالخونة وجالبي العار بعد الخسارة أمام «رديف» التشيك

TT

المانسيل (البرتغال) ـ أ. ف. ب: اعلن مدرب منتخب المانيا لكرة القدم رودي فولر امس استقالته من منصبه اثر خروج منتخب بلاده من الدور الاول لبطولة امم اوروبا الحالية.

وقال فولر في مؤتمر صحافي: «بعد تفكير مليّ اتخذت القرار بالاستقالة من منصبي.. لم اتخذ القرار بعد خسارة مباراتنا امام التشيك، لكنني فكرت بالتخلي عن منصبي قبل فترة». وتابع » كنت اود قيادة منتخب المانيا في نهائيات مونديال 2006 لكنني لست الرجل المناسب لذلك». واوضح: «امام المدرب القادم سنتان لبناء منتخب جيد وانا واثق من قدرته على ذلك».

واضاف: «لم نقدم افضل اداء لدينا امام تشيكيا لكن كان باستطاعتنا ان نخرج فائزين، يجب ان اعترف بان الخسارة مؤلمة، خصوصا انها اتت امام منتخب اخلد معظم نجومه الى الراحة». وختم: «لا ادري ماذا سأفعل لكن لدي متسع من الوقت لكي اقرر وجهتي المستقبلية، وما هو اكيد انني لن اختفي».

وقال فولر: «انها خيبة امل كبيرة، قبل سنتين كنا سعداء لبلوغنا نهائي المونديال، اما هنا فقد سنحت لنا فرص كثيرة لبلوغ ربع النهائي، لكننا لم ننجح في استغلالها.. ارتكبنا العديد من الاخطاء التقنية، والاهداف مهمة جدا في البطولات الكبرى لكننا سجلنا هدفين فقط في ثلاث مباريات وهذا قليل جدا».

وتابع «لا اعتقد ان هذا الخروج دراماتيكي، كما كان قبل اربع سنوات، على الرغم من ان الفشل في التأهل دائما ما يكون قاسيا، ذلك لاني واثق من ان فريقي سيكون اكثر خبرة في السنتين المقبلتين». في المقابل اعتبر صانع العاب منتخب المانيا مايكل بالاك ان مشكلة فريقه التي ادت الى خروجه من الدور الاول هو معاناته من قلة التهديف. وقال بالاك الذي سجل هدف منتخب بلاده الوحيد في مرمى تشيكيا التي انتهت بفوز الاخيرة 2 ـ 1: «مشكلتنا اننا لا نسجل اهدافا كثيرة لكن في المقابل نسيطر جيدا على اللعب». واضاف «خضنا مباريات سيئة هذا العام، لكن على الرغم من ذلك بلغنا نهائيات امم اوروبا». وتابع «لقد كافحنا كثيرا وحصلنا على الكثير من الفرص، لكن الامور لم تسر كما نشتهي، ويجب ان نواصل العمل». وسجل المنتخب الالماني هدفين فقط في هذه البطولة، وهدفا واحدا في البطولة الاخيرة ايضا عندما لقي المصير ذاته.

وشارك في المؤتمر الصحافي رئيس الاتحاد الالماني جيرهارد ماير فورفيلدر الذي اكتفى بالقول: » نأسف لهذا القرار لكننا نحترمه». ويتردد اسم اوتمار هيزتفيلد مدرب بايرن ميونيخ السابق لخلافة فولر في منصبه وهذا ما اكده فورفيلدر بقوله «ما هو واضح ان اسم اوتمار هيزتفيلد سيكون في ذهننا». وكان المنتخب الالماني حامل اللقب ثلاث مرات اعوام 1972 و1980 و1996 (رقم قياسي) خسر امس امام تشيكيا 1 ـ 2، مما ادى الى خروجه خالي الوفاض للمرة الثانية على التوالي. وسبق للمنتخب ان تعادل مع هولندا 1 ـ 1 في مباراته الاولى، ثم في الثانية مع لاتفيا صفر ـ صفر.

وكان فولر اكد قبل انطلاق البطولة انه باق في منصبه حتى مونديال 2006 الذي تستضيفه بلاده بقوله «سأبقى بالتأكيد مدرب المنتخب حتى 2006 عندما تستضيف المانيا كأس العالم».

واكد رئيس الاتحاد الالماني فورفيلدر اول من امس، ان فولر سيبقى على رأس الادارة الفنية للمنتخب الالماني حتى في حال خروج الاخير من الدور الاول من بطولة امم اوروبا. وقال فورفيلدر عشية المباراة الحاسمة لالمانيا ضد تشيكيا: «سيبقى فولر على رأس المنتخب حتى عام 2006»، وهي السنة التي تستضيف فيها المانيا كأس العالم، مضيفا ان تمديد عقد فولر، 44 عاما، ليس حديث الساعة. وتابع «الان، لا أرى أننا بحاجة لذلك و2006 لا تزال بعيدة». ولد فولر في هاناو شرق هانوفر وكانت بدايته الكروية مع فريق ميونيخ 1860، الخصم اللدود لبايرن ميونيخ، قبل ان يبدع مع فيردر بريمن. وعرف فولر المجد خلال كأس العالم 1990 في ايطاليا عندما ساعد منتخب المانيا الغربية على احراز اللقب امام الارجنتين (1 ـ صفر)، بعد ان كان فشل بتحقيق نفس الهدف قبل اربع سنوات في المكسيك وامام المنتخب ذاته ايضا الارجنتيني (2 ـ 3)، علما بانه ادرك التعادل 2 ـ 2 لمنتخب بلاده قبل ربع ساعة من نهاية المباراة قبل ان يحسم الارجنتينيون المباراة بواسطة خورخي بوروشاغا. وانتقل فولر الى مرسيليا الفرنسي، بعد خمس سنوات في الدوري الايطالي مع روما، واحرز معه دوري ابطال اوروبا 1993. وانهى فولر مسيرته مع فريق باير ليفركوزن الالماني الذي اصبح مديره الفني بعد الاعتزال. وتسلم فولر تدريب المنتخب الالماني مؤقتا بعد الخروج المخزي من بطولة اوروبا 2000 ثم جدد عقده مباشرة قبل انتزاع التأهل الى كأس العالم 2002 في المباريات الفاصلة امام اوكرانيا (1 ـ 1 و4 ـ 1) ثم كان المشوار المفاجئ في كأس العالم 2002 في كوريا الجنوبية واليابان عندما وصل «المانشافت» وهو لقب المنتخب الالماني الى المباراة النهائية لكنه خسرها امام برازيل رونالدو صفر ـ 2.

واعتبرت الصحف الالمانية الصادرة امس انه يتوجب على لاعبي المنتخب الذين خرجوا من الدور الاول ان يشعروا بالعار ووصفتهم بالخونة. وكانت صحيفة «بيلد» الواسعة الانتشار الاكثر انتقادا عندما قالت: «يا له من عار يا له من اذلال»، واضافت «خسارة امام منتخب تشيكيا الرديف، اشعروا بالعار ايها الخونة». وتابعت: رودي (مدرب المنتخب) لقد انتهى الامر بالنسبة اليك، وتساءلت «هل يمكن لاوتمار هيزفيلد ان يقوم بعمل افضل؟ وكان نجم خط الوسط مايكل بالاك الوحيد الذي لم تطله السهام واعتبرته «بيلد» «اللاعب الوحيد الذي يملك القدرة على تغيير مجرى المباراة». اما صحيفة «دي فيلت» فذكرت تحت عنوان عريض «ليلة مرة في لشبونة»، وانتقدت بشدة الاداء الالماني «المتحفظ». واعتبرت صحيفة «تاغيسبيغل» ان عصبية وجمود افراد المنتخب الالماني اديا الى الخسارة لكن ايضا «شكيمة» المنتخب المنافس». واوضحت «بيرلينر تسايتونغ» ان «الحقيقة كانت على ارض الملعب»، معتبرة ان الالمان «يريدون لكنهم لا يستطيعون».

وكان منتخب تشيكيا الرديف قد حقق انجازا رائعا بتغلبه على المانيا 2 ـ 1 وأخرجها خالية الوفاض من ختام الدور الاول للمجموعة الرابعة.

وهو الفوز الثالث على التوالي لتشيكيا في البطولة وهو المنتخب الوحيد الذي حقق 3 انتصارات متتالية، فرفعت رصيدها الى 9 نقاط في الصدارة وقدمت خدمة كبيرة لهولندا بهزمها الالمان، لان المنتخب البرتقالي سحق نظيره اللاتفي بثلاثية نظيفة وانتزع المركز الثاني من المانيا.

وكانت المانيا بحاجة الى الفوز للتأهل بغض النظر عن نتيجة مباراة هولندا او التعادل شرط خسارة او تعادل المنتخب الهولندي مع لاتفيا بيد ان ايا من هذه الاحتمالات لم يحصل .