سقوط العمالقة جزء من لعبة إقصاء المغلوب في بطولة الأمم الأوروبية

خروج فرنسا حاملة اللقب وفشل إيطاليا وألمانيا وإسبانيا في اجتياز المربع الذهبي

TT

لشبونة ـ رويترز: لاول مرة منذ بدأت بطولة الامم الاوروبية عام 1960 لم تصل اي من الدول الكروية الكبرى في اوروبا الى المربع الذهبي. فقد اطيح بفرنسا حاملة اللقب بينما فشلت ايطاليا والمانيا واسبانيا في اجتياز مرحلة المجموعات وخسرت انجلترا بركلات الترجيح في ربع النهائي امام البرتغال الدولة المضيفة. ووصلت جمهورية التشيك وهولندا والدنمارك التي سبق ان فازت جميعا باللقب الى دور الثمانية لكنها ليست تماما بين فرق النخبة لأسباب مختلفة. لكن المجموعة الفنية في الاتحاد الاوروبي لكرة القدم التي تضم مدربين اصحاب خبرة في ملاحظة التطورات في اللعبة تقول انه لم يظهر اتجاه جديد ولا يوجد خط مشترك لفشل العمالقة. وقال الانجليزي روي هودجسون عضو المجموعة والذي قاد سويسرا الى نهائيات كأس العالم 1994 ان الفرق الكبرى خسرت لاسباب مختلفة لكن الارهاق لم يكن عاملا. واضاف انه «قبل البطولة يعبر كل لاعب عن مدى تطلعه للعب ويقول انه على قدر المهمة. وحين يخرج فريق يقول اللاعبون انهم مرهقون. اجد من الصعب قبول ذلك. اما انك على قدر المشاركة في البطولة او انك لست كذلك. اعتقد انه كانت هناك فترة توقف طويلة كافية بين نهاية موسم الدوري وبداية البطولة.. والفرق تستعد بصورة جيدة جدا هذه الايام ولذلك فأنا لا افهم هذا التبرير».

ورفض هودجسون ايضا الاعتداد بقول البعض مثلا ان الدوري اليوناني ليس مرهقا مثل دوري الدرجة الاولى الايطالي او الدوري الانجليزي الممتاز. واصبحت اليونان المفاجأة الكبرى في كأس اوروبا 2004 ببلوغها نصف النهائي بعدما اطاحت فرنسا حاملة اللقب الجمعة. لكن حتى لاتفيا التي خرجت في مرحلة المجموعات قدمت بعض العروض الجيدة وحظيت بالاشادة حين تعادلت من دون اهداف مع المانيا. وقال هودجسون «كبار اللاعبين في جمهورية التشيك مثلا لا يلعبون في الدوري التشيكي.. انهم يلعبون في المانيا وايطاليا. ونفس الشيء بالنسبة للسويديين والدنماركيين فهم يلعبون في ايطاليا وانجلترا ايضا وليس في الدوري الدنماركي او السويدي.. ولذلك فهم تحت نفس الضغط مثل اللاعبين الذين يمثلون ايطاليا او انجلترا». «النقطة الاساسية انها بطولة بنظام خروج المغلوب. فبعد مرحلة المجموعات كأنها مباراة نهائي.. وفي مسابقات الكؤوس، فان الفريق الافضل على الورق لا يفوز بها بالضرورة. نحن نرى ذلك طول الوقت في مسابقاتنا المحلية للكؤوس.. ميلوال كان في نهائي كأس الاتحاد الانجليزي هذا العام.. ومع كل الاحترام الواجب لمدربيهم دينيس وايز وراي ويلكينز فهما ذاتهما لن يقولا ان ميلوال واحد من افضل الفرق في انجلترا».

والسبب العام الوحيد الذي يراه هودجسون وقد تأكد الآن منذ وقت طويل هو ان الفجوة القديمة بين الدول الكبيرة والصغيرة تضيق اسرع من ذي قبل. وقال ان «دولة صغيرة مثل سلوفينيا تستعد تماما مثلما تفعل ايطاليا او انجلترا هذه الايام. ان هزيمتهم بنفس الدرجة من الصعوبة. والخيط المشترك بين الدول الكبرى هنا هو فشلهم. لكن هودجسون يقول ان المجموعة الفنية تعتقد ان تلك الفرق خسرت لأسباب مختلفة. واضاف «خرجت انجلترا اساسا بسبب مزيج من الحظ السيئ وخسارة لاعب اساسي واين روني بعد 20 دقيقة من مباراتهم مع البرتغال. وربما يعطي الفريق الفرنسي انطباعا بأنه لم يكن قريبا على الاطلاق من مستواه الحقيقي اثناء البطولة. وربما يشير الالمان الى ان معنوياتهم او ثقتهم تأثرت بمباريات الاعداد السيئة.. وهم لم يأتوا الى البطولة بالثقة التي يتمتعون بها احيانا. وخرج الايطاليون من دون ان يخسروا في الحقيقة كثيرا من المباريات. وكانت لدى اسبانيا وايطاليا نقاط تكفي لتأهلهما لو كانتا في مجموعات اخرى». ولذلك.. ومع تأهل البرتغال واليونان بالفعل لنصف النهائي فهل يمكن ان تكون هذه اول بطولة تفوز بها دولة صغيرة منذ الانتصار المفاجئ للدنمارك عام 1992. ولم يكشف هودجسون عن رأي محدد في هذه النقطة. وقال «ربما سيتحقق الفوز بها من خلال لحظة سحرية من لاعب». واضاف «ويمكن ان يأتي ذلك من اي احد».