قرار هبوط وصعود 6 و8 فرق يثير جدلا واسعا في أوساط الرياضة اليمنية

TT

أثار قرار وزير الشباب والرياضة اليمني الذي أصدره أخيرا بتعديل عدد الفرق الصاعدة والهابطة من الدرجة الأولى إلى البطولة الرسمية الثانية الى ستة فرق جدلاً واسعاً في الأوساط الرياضية المحلية.

وخلق هذا القرار الذي رافقه عدة قرارات هامة أخرى تستهدف إصلاح أوضاع الرياضة اليمنية مخاوف وقلقا وتناقضا في الآراء بين مؤيد ومعارض. واعتبر مؤيدو قرار الوزير الأكوع بأنه هو القادر على إخراج الأندية من الركود الذي أصابها وإدارة الأندية بأفكار عقيمة في لعبة كرة القدم، إذ يتنافس فريقان كل موسم على البطولة والبقية طموحها الوحيد احتلال مركز الوسط والهبوط مركز على فريقين، إلى جانب انه سيساعد الأندية التي لا تهتم بفرق الناشئين لتقوية نفسها للمنافسة، ويعتقد هؤلاء المؤيدون ان فكرة القرار لا يفعل المنافسة بل هي اختبار لإدارة الندية في قدرتها للإيفاء بمهامها الجسيمة في الفوز بالبطولة أو الحفاظ على البقاء في دوري الأضواء، بالإضافة إلى انه يعطي دفعة لتحريك دوري المظاليم (الثانية) ويفتح باب الأفضل على مصراعيه لصعود للبطولة الرسمية الأولى بالبلاد بصعود ستة فرق فيضاعف مسؤوليتها في الإعداد الجيد للصعود ليعطي فرصة كبيرة لصعود فرق ظلت تجد بصورة كبيرة للصعود الى دوري الأضواء.

فيما أكدت الآراء المعارضة للقرار مخاوفها من هبوط ستة فرق، نظراً لفارق المستوى بين الأولى والثانية مما يعني فرض الثانية على الأولى، وبينت تلك الآراء بالتجارب عن بعض الفرق العريقة وبدأت من مديرية عدن الساحلية كالميناء، الشعلة، الوحدة، شمسان التي هبطت وانهارت وعجزت عن العودة لدوري الأضواء، على عكس فرق 22 مايو واليرموك من صنعاء وأهلي الحديدة التي هبطت وعادت. واعتبر الخبير والمدرب الوطني علي صالح عباد ان القرار كان مفاجأة كبيرة للجميع لانه لا توجد مسابقة دوري في العالم يكون فيها الهبوط والصعود لستة فرق، ويعتقد عباد ان أية نتائج سواءً كانت ايجابية او سلبية لهذا القرار سيتحملها الوزير الاكوع كونه قد اتخذ القرار لوحده من دون استشارة المختص الفني والخبراء، ويرى عباد ان الوزارة وقيادتها جاءوا بهذا القرار لكي يقولوا نحن السلطة العليا المنظمة للمسابقات، مشيراً الى ان اتحاد الكرة السابق كانت لديه سياسة وخطة يسير عليها، لكنه واجه صعوبات وخلافات كان لها تأثير كبير على استمرار السياسة التي تتمثل في تقليص فرق النخبة الى 12 ناديا، وتقسيم فرق الدرجة الأولى الى مجموعتين بهدف خلق تنافس قوي أو متوسط بين الفرق المتبارية بما يسهم برفد المنتخبات الوطنية من خلال هذه المسابقات بأفضل اللاعبين. وأشار عباد الى أن هذا القرار إذا كان قد جاء في عهد الاتحاد السابق سيرفضه لان الاتحاد هو الذي يصنع السياسة والخطة الخاصة بالأنشطة والمسابقات المختلفة، ومن حق الوزارة ان تشرف وتضع الخطوط العامة، ولهذا ينبغي وضع استراتيجية وطنية من كافة الأطراف المعنية بتطور الكرة في البلاد. وبين عباد بأن تطبيق قرار الهبوط والصعود المقرر له الموسم المقبل بين الأندية سيخلق إشكاليات كبيرة وسيعمل إرباكا خطيرا، وكان المفروض على الوزارة إلا تتخذ القرار بهذه السرعة ومن دون وجود دراسة دقيقة للنتائج والأبعاد المحتملة لا تحقق الطموح والتنافس القوي بين الفرق. فيما يرى الناقد والمحلل الرياضي المعروف عادل الاعسم بأن القرارات التي أصدرها الوزير الأكوع كانت في مجملها خاطئة شكلاً ومضموناً، إلا جزئية واحدة منها صحيحة وواقعية هي إلغاء سمة الدرجة الممتازة لكرة القدم، إلى الأولى احتراماً لعقلية المشجع على الأقل الذي يتابع ويسمع ويقرأ عن دوري ممتاز لكن ما يشاهد من مباريات في الملاعب لا ترتقي حتى الى مستوى دوري «الحواري»، لافتاً إلى ان القرار المتعلق بتحديد عدد الفرق الهابطة والصاعدة في المسابقات الثلاث (الأولى، الثانية، الثالثة) غير سليم لا فنيا ولا منطقياً، لان شكل الدوري ونظامه ولوائح المسابقات هي أمور فنية من اختصاص اتحاد الكرة ولجانه الفنية وليست من اختصاصات الوزارة التي ينبغي لها رسم السياسة العامة والخطوط العريضة للرياضة اليمنية، لكن عليها ان تترك وضع السياسات التفصيلية وتنفيذ الأمور الإجرائية والفنية لاتحادات الألعاب الرياضة من دون تدخل مباشر في مهامها واختصاصاتها.

واعتبر الأعسم ان هبوط وصعود 6 و 8 أندية سيجعل الدوري أشبه بدوري الشوارع، وسيفتح الباب على مصراعيه لوصول اية فرق إلى مصاف الدرجتين الأولى والثانية، وهذا لا يخدم تطور الكرة اليمنية وتصحيح مسارها الخاطئ.

في حين قال أمين عام اتحاد الكرة اليمني الدكتور بلال الردم ان الاتحاد أحال تلك القرارات إلى اللجنة الفنية في الاتحاد لأنها هي القادرة على تقديم الفتوى الفنية بجدوى تلك القرارات ونفعها، وأضاف: الاتحاد مع أي شيء يطور المسابقات المحلية، ومسألة الصعود والهبوط قد تخلق «ضوضاء» والذي يقرره الجانب الفني نحن معه حتى لو كان ضد قناعاتنا الشخصية. بينما أكد مستشار وزارة الشباب والرياضة حسن الخولاني أهمية تلك القرارات المتعلقة بتعديل مسابقات كرة القدم المحلية بدرجاتها المختلفة في البلاد، واعتبرها بأنها تهدف إلى تصحيح مسار الكرة اليمنية وإيجاد واقع جديد يتطلع من خلاله اليمنيون إلى تطوير المستوى وتحقيق الآمال والتطلعات المرجوة، منوهاً بأن قرار إلغاء تسمية الدوري الممتاز واستبداله بالدرجة الأولى هو الوضع الطبيعي بالأندية التي أطلقت عليها التسمية الممتازة في وقت شوهت بمستواها الضعيف ما تعنيه كلمة الممتاز لأنه لا يختلف عن مستوى أندية الدرجات الأدنى، مبيناً بأن قرار هبوط وصعود ستة وثمانية فرق سيحدث حراكاً في أوساط الأندية ويدفعها لبذل جهد أكبر لتحسين المستوى الفني والعمل الإداري اللذين يعتبران في حكم المفقودين، إلى جانب انه سيساعد على تحسن المستوى الفني العام للكرة اليمنية.

وكان وزير الشباب والرياضة اليمني عبد الرحمن الاكوع قد دافع عن قراراته التي أصدرها أخيراً بهدف تصحيح عدد من الأوضاع الخاطئة في الرياضة اليمنية، ومنها المسابقات والبطولات المحلية الرسمية لكرة القدم في البلاد والمشاركات الخارجية للأندية والمنتخبات الوطنية، إضافة إلى اشتراطات العضوية في المنتخبات الوطنية وتوجيه الأندية بإيجاد فرق للناشئين والشباب. وأكد الوزير اليمني بأن الوزارة بصدد إصدار العديد من القرارات والإجراءات التصحيحية التي ستتخذها لتلك الأوضاع الخاطئة في الرياضة اليمنية منها إعادة النظر في توزيع الأندية بالمحافظات والعمل على دمج العديد منها وتفعيل أنشطتها على مستوى كل الفرق. يذكر ان في اليمن ما يقارب من 301 نادي رياضي، إلا ان معظمها تعاني من مشاكل وصعوبات نتيجة ان العمل والنشاط الرياضي والشبابي في البلاد منحصر في ثلاثين نادياً موزعة على بعض المحافظات فيما يبقى 271 ناديا بلا نشاط.