«المارد» الصيني يطمح لإحراز اللقب الآسيوي على أرضه وبين جمهوره

TT

بكين ـ أ ف ب: لن يكون مقبولا على بلد المليار نسمة ان يفوت فرصة استضافته نهائيات كأس الامم الاسيوية الثالثة عشرة لكرة القدم على ارضها من 17 يوليو الحالي حتى 7 اغسطس المقبل من دون ان يترك منتخبه بصمة له باحراز اللقب للمرة الاولى في تاريخه.

وتطور مستوى منتخب الصين كثيرا في السنوات الاخيرة وبات في عداد المنتخبات الكبيرة في القارة مع كوريا الجنوبية واليابان والسعودية وايران، وحقق هدفا انتظره طويلا بتأهله الى نهائيات كأس العالم في نسختها الماضية في كوريا الجنوبية واليابان عام 2002 لكن خبرته المتواضعة فيها لم تسمح له بالابتعاد كثيرا فخرج من الدور الاول. ويلعب منتخب الصين في النهائيات ضمن المجموعة الاولى الى جانب منتخبات البحرين وقطر واندونيسيا، وسيكون ابرز المرشحين للتأهل الى ربع النهائي والمنافسة على اللقب لاحقا. ويبقى افضل انجاز للمارد الصيني في نهائيات كأس اسيا تأهله الى المباراة النهائية في البطولة الثأمنة في سنغافورة عام 1984 لكنه خسر امام السعودية صفرـ 2. ورغم ان الصين تضم اكثر من ثلث سكان الكرة الارضية، وعدد لاعبيها يفوق عدد سكان بعض الدول الاسيوية، ويطلق على منتخبها لقب المارد، فان الاخير ما يزال غير قادر على تحقيق انجازات منتخبات اسيوية اخرى قاريا وعالميا.

وخلافا لمنتخب الرجال، فان منتخب سيدات الصين بلغ القمة اسيويا وعالميا، فاحرز بطولة اسيا عام 1986 في مشاركته الاولى فيها، ثم فاز بلقبها ايضا عام 97 بعد تخطي كوريا الشمالية في النهائي 2 ـ صفر، ثم حل وصيفا للولايات المتحدة في كأس العالم عام 1999. ولم تدع الصين فارق الامكانات المادية عائقا امام تقدم كرتها وتطورها في السنوات الاخيرة، حتى ان الدوري المحلي تحول الى دوري للمحترفين ووصلت فرقها الى مراتب متقدمة في المسابقات الاسيوية وابرزها داليان وشنغهاي ولايونينغ، وقدمت الى الملاعب العالمية لاعبين من طراز رفيع. ولا تملك الصين سجلا حافلا في كأس الامم الاسيوية لانها بدأت المشاركة فيها عام 1976، بعد عامين من انتسابها الى الاتحاد الاسيوي، لكنها وان لم تحرز اللقب، فانها ظهرت في المراكز الاولى في مشاركاتها حتى الان. واذا كانت المشاركة في كأس اسيا 2000 في لبنان اعطت دفعة معنوية لمنتخب الصين في مشوار التأهل الى مونديال 2002، فان احراز لقب البطولة على ارضه وبين جمهوره ستشكل حافزا مهما جدا ايضا للتأهل الى كأس العالم للمرة الثانية على التوالي عام 2006 في المانيا املا في تخطي الدور الاول هذه المرة.

وتحفظ المسؤولون في الاتحاد الصيني لكرة القدم في الكشف عن الطموحات باحراز اللقب وقال نائب رئيس الاتحاد ومدير اللجنة المنظمة للبطولة زهانغ جيلونغ «اننا نلعب على ارضنا ويجب ان نصل الى المباراة النهائية للبطولة». وتابع «شعبنا سيقيم مستوانا ولا اعتقد بانه سيقبل اي عذر في حال الفشل»، مشيرا الى انه «واثق من ان مستوى البطولة سيليق بتاريخ كرة القدم في القارة الاسيوية في السنوات الخمسين الماضية».

وكانت الصين طرفا في اول مباراة كرة قدم دولية بين منتخبين اسيويين، وخسرت فيها امام الفلبين عام 1913، وكانت هذه المباراة منعطفا نحو بداية تطور الكرة الصينية مع الوقت برغم الامكانات المتواضعة المتاحة في حينها.

وتعود ابرز انجازات الصين الى سنوات بعيدة وتحديدا الى عام 1936، بتأهلها الى نهائيات دورة الالعاب الاولمبية في برلين، حيث خسرت فيها في الدور الاول امام بريطانيا صفر ـ 2. ومنذ ذلك التاريخ، غابت الصين عن الساحة العالمية، الى ان ظهرت مجددا عام 1976، الذي شهد اول مشاركة لها في كأس الامم الاسيوية بعد سنتين مباشرة من انتسابها الى الاتحاد الدولي.

ولعبت الصين في نهائيات 1976 في ايران ضمن المجموعة الاولى وحلت فيها ثانية خلف الكويت بعد خسارتها امامها وتعادلها مع ماليزيا 1 ـ 1. لكن بدايتها المتواضعة لم تسعفها في تخطي الدور نصف النهائي لانها خرجت منه امام اصحاب الارض بخسارتها صفر ـ 2، الا انها حلت ثالثة بفوزها على العراق 1 ـ صفر. وفي المشاركة الثانية في الكويت عام 1980، خرجت الصين من الدور الاول بعد خسارتها امام كوريا الشمالية 1 ـ 2، وسورية صفر ـ 1، وفوزها على بنغلادش 6 ـ صفر، وتعادلها مع ايران 2 ـ 2. وبلغت الصين الذروة في نهائيات 1984 في سنغافورة حين حلت وصيفة. فتصدرت المجموعة الثانية الثانية في الدور الاول بفوزها على سنغافورة 2 ـ صفر، والهند 3 ـ صفر، والامارات 5 ـ صفر، وخسرت امام ايران صفر ـ 2. وفي نصف النهائي تفوقت على الكويت 1 ـ صفر، ثم خسرت في النهائي امام السعودية صفر ـ 2.

وفي الدورة التاسعة في قطر عام 1988، حلت الصين ثانية في المجموعة الثانية ضمن الدور الاول بعد فوزها على سوريا 3 ـ صفر، والبحرين 1 ـ صفر، وتعادلها مع الكويت 2 ـ 2، وخسارتها امام السعودية صفر ـ 1. وفي نصف النهائي، خسرت امام كوريا الجنوبية 1 ـ 2 في الوقت الاضافي بعد تعادلهما في الوقت الاصلي 1 ـ 1. ثم تعادلت مع ايران سلبا على المركز الثالث فحلت رابعة بعد اجراء القرعة. واحرزت الصين المركز الثالث في الدورة العاشرة عام 92 في اليابان. في الدور الاول، حلت ثانية في المجموعة الثانية خلف السعودية بعد تعادلها معها 1 ـ 1، ومع تايلاند صفر ـ صفر، وفوزها على قطر 2 ـ1. وفي نصف النهائي، خسرت امام اصحاب الارض 2 ـ 3، ثم فازت على الامارات بركلات الترجيح 4 ـ 3 بعد تعادلهما 1 ـ1 في الوقتين الاصلي والاضافي في مباراة تحديد المركز الثالث. ومع اتساع رقعة المشاركة في النهائيات الاسيوية حيث بلغ العدد 12 منتخبا في الدورة الحادية عشرة في الامارات عام 96، لم تتمكن الصين من تخطي الدور ربع النهائي لانها خرجت امام منتخب السعودية حامل اللقب 3 ـ 4. وكانت الصين حلت ثانية في المجموعة الرابعة ضمن الدور الاول خلف اليابان بعد خسارتها امام اوزبكستان صفر ـ 2، واليابان صفر ـ 1، وفوزها على سورية 3 ـ صفر. ولم يكن طريق منتخب الصين الى نهائيات الدورة الثانية عشرة في لبنان 2000 صعبا على الاطلاق، وظهر فعلا في التصفيات ماردا تليق نتائجه الساحقة باسمه، لكنه لم يؤكد في النهائيات انه سيتأثر بالترشيحات.

ووقع منتخب الصين في التصفيات في المجموعة التاسعة الى جانب منتخبات ضعيفة جدا لم تسلم منه وهو لم يرحمها بدوره، فالتهمها عله يشفي غليله ويوجه انذارا الى المنتخبات الاخرى في النهائيات. وبداية الغيث كانت ثمانية اهداف نظيفة في مرمى الفيليبين، ثم 19 هدفا في مرمى غوام، قبل ان يختم التصفيات بفوز عادي على فيتنام 2 ـ صفر. وفي النهائيات في لبنان، كان اداء منتخب الصين جيدا في الدور الاول اذ تعادل مع كوريا الجنوبية 2 ـ 2 ثم فاز على اندونيسيا 4 ـ صفر قبل ان يتعادل مع الكويت صفر ـ صفر لكنه ضمن مركزه في ربع النهائي حيث تخطى قطر بسهولة 3 ـ 1، وكان ندا عنيدا لنظيره الياباني في نصف النهائي وخسر امامه بصعوبة 2 ـ 3 قبل ان يعود الاخير ويحرز اللقب، ثم خسر المارد الصيني امام كوريا الجنوبية صفر ـ 1 في مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع.