قطر تطيح مدربها وتواجه البحرين في لقاء «خليجي» والصين تسعى لتحسين صورتها أمام إندونيسيا

الجولة الثانية من مباريات المجموعة الأولى لكأس الأمم الآسيوية أصبحت حاسمة ولا مجال للتفريط بالنقاط

TT

بكين ـ أ ف ب: تشهد بكين اليوم «موقعة» خليجية بين البحرين وقطر فيما ستلعب الصين صاحبة الارض مع اندونيسيا ضمن المجموعة الاولى تحولت مبارياتها بعد نتائج الجولة الاولى الى اهم مباريات كأس الامم الاسيوية الثالثة عشرة لكرة القدم.

وقبل انطلاق البطولة كانت مباراة البحرين وقطر تعتبر «مفتاح» التأهل الى ربع النهائي بالنسبة الى كل من الطرفين لاعتبارات كثيرة منها ان انتزاع اي نقطة من الصين يبدو صعبا فيما الفوز على اندونيسيا سهل المنال، لكن الجولة الاولى قلبت الامور رأسا على عقب، فانتزعت البحرين نقطة ثمينة من الصين، ولقيت قطر خسارة مفاجئة امام اندونيسيا 1 ـ 2.

وحسابيا كل الاحتمالات واردة، لكن من الناحية المنطقية اجتازت البحرين الاختبار الاصعب وانتزعت نقطة من الصين، ومع ان لقاءها مع قطر يغلب عليه طابع مباريات كأس الخليج، فانها تبدو افضل من الناحيتين الفنية والبدنية وفوزها غدا سيضعها على مشارف ربع النهائي للمرة الاولى في تاريخها.

يذكر ان البحرين تخوض النهائيات للمرة الثانية بعد عام 1984، في حين كانت قطر قد وصلت الى ربع نهائي النسخة الماضية في لبنان عام 2000 قبل ان تخسر 1 ـ 3 امام الصين بالذات التي ستقابلها في الجولة الثالثة الاخيرة.

وفضلا عن ان البحرين لفتت الانظار في مباراتها الاولى فان المباراة تكتسي اهمية اخرى كون الاضواء مسلطة حاليا على المدرب القطري سعيد المسند الذي سيتولى المهمة بدلا من الفرنسي فيليب تروسييه الذي قرر الاتحاد القطري اقالته. ويأمل المسند ان يعيد الروح للفريق القطري، لكن المردود النفسي المتوقع قد لا ينفع ايضا لان المنتخب ظهر طري العود وقليل الحيلة ويفتقد الى هداف ينهي الكرة في الشباك، اذ تبين في المباراة الاولى ان المنتخب قادر على صنع الهجمات وايصال الكرة الى داخل المنطقة لكن لا يوجد من يضع الكرة في المرمى. وتروسييه هو اول من وضع يده على الجرح عندما قال «اننا نصنع فرصا كثيرة لكننا لا نستفيد منها»، وقد اعطى مثالا على ذلك قائلا «اذا كان منتخب فرنسا يحتاج الى ثلاث تمريرات عرضية او ركلات ركنية للتسجيل فان منتخب اليابان يمكن ان يسجل من ست او سبع منها، بينما يحتاج منتخب قطر الى 20». ومهمة المنتخب القطري امام البحرين ليست سهلة ابدا في حال كانت تحت قيادة اي مدرب، لان الوقت لا يسمح بتغيير الخطط الموضوعة في المعسكرات والتدريبات السابقة، خصوصا ان تروسييه نفسه كان اعتبر هذه المباراة «محكا مهما يجب تحقيق نتيجة ايجابية فيها لانها مفتاح التأهل الى ربع النهائي».

في المقابل يؤكد منتخب البحرين من مباراة الى اخرى انه لم يعد يخشى مواجهة احد حتى في البطولات الكبيرة، ويحسب له تعامله الجيد مع المباراة الاولى حيث خاضها اللاعبون من دون ضغوط نفسية او رهبة امام اصحاب الارض، لا بل انهم افتتحوا التسجيل قبل ان يتراجعوا للحفاظ على النتيجة فتلقوا هدفين، لكنهم تميزوا بالروح القتالية حتى الثواني الاخيرة الى ان خطفوا التعادل عبر «بيليه» الكرة البحرينية حسين علي.

واكد مدرب البحرين، الكرواتي يوريسيتش ستريشكو، بنفسه قوة شكيمة البحرينيين بقوله «يلعب المنتخب البحريني بروح قتالية عالية حتى الدقيقة الاخيرة وهذا ما حصل امام الصين»، لكنه اكد ايضا «المباراة مع قطر تشكل مفتاح التأهل الى ربع النهائي وستكون صعبة».

وكانت قطر قد فازت على البحرين 2 ـ صفر في مباراة ودية قبل نحو خمسة اشهر، لكنهما تعادلتا سلبا في افتتاح مبارياتهما في كأس الخليج السادسة عشرة في الكويت في 27 ديسمبر الماضي.

* الصين ـ اندونيسيا لم يتخلص المنتخب الصيني من الضغط الذي واجهه في مباراة الافتتاح لانه كان مطالبا بالفوز على ارضه وبين جمهوره، وسيلازمه امام اندونيسيا صاحبة المفاجأة الابرز حتى الان، لكن على اصحاب الارض الكشف عن وجههم الحقيقي غدا او التخلي عن حلم احراز اللقب للمرة الاولى في تاريخ الكرة الصينية. وكان الصينيون يعتبرون ان استضافتهم لنهائيات كأس اسيا ستساعدهم كثيرا على احراز اللقب الاول فيها، لكن بدايتهم المتعثرة لا توحي بذلك ويبقى انتظار المباراتين المقبلتين لمعرفة قدرتهم على تحقيق طموحاتهم من عدمها.

وكان اداء المنتخب الصيني عاديا في الشوط الاول الذي تفوق فيه البحرينيون، لكنهم انتزعوا المبادرة في الشوط الثاني وقدموا العابا جيدة في نصف الساعة الاول من الشوط الثاني فنجحوا بتسجيل هدفين قبل ان يتراجعوا في الدقائق الاخيرة التي جاء فيها هدف التعادل. ولم يحظ المنتخب الصيني بالمؤازرة الجماهيرية المطلوبة في مباراة الافتتاح لان نصف مدرجات استاد العمال في بكين كانت خالية خلافا لبعض مباريات المجموعات الاخرى التي تشهد حضورا مقبولا رغم عدم وجود الصين طرفا في اي منها.

وتعرض المدرب الهولندي، اري هان، لانتقادات كثيرة بالنسبة الى التشيكلة التي خاض بها المباراة الاولى خصوصا وضع لاعب مانشستر سيتي سون جيهاي على مقاعد الاحتياطيين قبل ان يشركه في الدقائق الاخيرة. وسيغيب عن المنتخب الصيني لاعب الوسط لي جياو بينغ الذي تعرض لاصابة في كاحله امام البحرين حيث اضطر هان الى استبداله في الدقيقة 33 من المباراة.

وربما يتعين على هان الحذر من الاندونيسيين الذين يخوضون البطولة وهم يعرفون انهم لن يخسروا شيئا، فنجحت خطتهم في المباراة الاولى وحققوا فوزهم الاول في النهائيات على حساب قطر، واي نتيجة ايجابية غدا امام الصين ستقربهم كثيرا من ربع النهائي.