الأولمبيون العراقيون.. ومؤامرة فاندرليم!!

صالح بن علي الحمادي

TT

مبروك لللاعبين الاولمبيين العراقيين تأهيلهم الى الدور ربع النهائي لبطولة كأس الامم الآسيوية الثالثة عشرة (لكبار) كرة القدم، البطولة الكروية الاكبر في قارة آسيا، والتبريكات تذهب ايضا للاعبي مملكة البحرين.. وعقبال الفرق العربية الاخرى التي لا تزال تطمح في الاستمرار في الادوار التالية من البطولة منافسة وحضورا مشرفا لكرة المشرق العربي.

عن المنتخب السعودي الاول لكرة القدم، الذي عاد اكثر من عشرين عاما الى الوراء.. نقول (مع الاسف) لاعزاء للفنيين والاداريين، كون اللاعبين لا ذنب لهم فيما حل بالمنتخب.. الذي كان الاقوى حضورا في النهائيات الآسيوية منذ عام 1984 في سنغافورة! عودتنا منتخبات كرة القدم بان تخرج من الدور التمهيدي للبطولة القارية عند بلوغها (لاول مرة) لاسباب عدة، منها التجربة والمراس وامور فنية وعناصرية اخرى، ليس المجال لذكرها اليوم، لكن المنتخب السعودي تراجع الى الوراء (عكسا).. فبعد ان كان قد بلغ النهائيات لاول مرة، عام 1984 وفاز بالكأس الاولى له ومن ثم عاد في العام 1988 للفوز بها ثانية، وعقبها خر في العام 1992 امام اليابان (يهدف وحيد) ومن ثم استعاد لقبه في البطولة الحادية عشرة عام 1996 قبل ان يخسرها للمرة الثانية في عام 2000 ومن امام اليابان بالنتيجة نفسها (بهدف وحيد) وفي هذا العام 2004 وعبر التجربة السادسة (على التوالي) ظهر الاخضر السعودي بأداء اشد هزالا من المنتخبات التي تبلغ نهائيات القاريات لاول مرة! عندما جرى توزيع المنتخبات الآسيوية الستة عشرة على المجموعات الاربع، كان السواد الاعظم من الجماهير الآسيوية قاطبة، والسعودية بصفة خاصة تنتظر حضورا سعوديا قويا لا يقل عن بلوغ الدور نصف النهائي ضمن الاربعة الكبار، ان لم يكن حد النهائي.

ومع بدء العد التنازلي، كان اكثر المسؤولين السعوديين تشاؤما (المشرف العام على المنتخب الامير تركي بن خالد) يتوقع قدرة المنتخب على تجاوز منافسات مجموعته عبر احد المركزين الاول او الثاني في مجموعته، وهكذا بالتأكيد لم يكن ليخطر على باله خروج فريق بلاده من الدور التمهيدي متذيلا الترتيب الرباعي للمجموعة الثالثة، وبنقطة وحيدة من ثلاث مباريات، شهدت اهتزاز شباكه فيها خمس مرات مقابل تسجيل ثلاثة اهداف فقط، آخرها عن رأسية مدافع! سبق وقلنا ان فضيحة خروج منتخب المملكة العربية السعودية من الدور التمهيدي ومن المركز الاخير في مجموعته ليس اسوأ منها سوى ما جرى في نهائيات كأس العالم الاخيرة حينما سقط امام الالمان بثمانية اهداف تاريخية لم يشهد لها مثيلا منذ فترة طويلة.

على الصعيد العالمي (كأس العالم) تراجع المنتخب تجربة بعد اخرى من 1994 مرورا بـ1998 حتى 2002.. وفي المسرح القاري (كأس آسيا) ظلت نتائج المنتخب السعودي البطل في تراجع حد السقوط الاخير المرير! يحدث هذا بقيادة جهاز فني هولندي متكامل (لا يوجد بينه مدرب مواطن!) حرص رئيسه (مريض القلب منذ فترة طويلة في عمر التدريب) على الاستهزاء بمشاعر كل المتحمسين للاخضر، فعقب الخسارة امام اوزبكستان في المباراة الثانية لفريقه ظهر امام الملأ (مستهترا.. وهو المكلف قيادة المنتخب بقوة حتى عام 2006 في المانيا) ليقول بقيت اربعة ايام (موعد المباراة الاخيرة في المجموعة امام العراق) ويقيلونني من العمل! هكذأ يهزأ بالجميع من اداريين وجماهير ونقاد.. والاخطر من ذلك ان يضيف على كلامه هذا، في تصريح آخر بأنه يخشى من مؤامرة اوزبكستانية ـ تركمانستانية، تأتي لتقصي فريقه من المجموعة؟! يا سيد فاندرليم ها هي اوزبكستان تحقق امنيتك بفوزها على تركمانستان جارتها في مباراة يكفيها فيها التعادل.. فماذا صنعت انت بفريقك ولاعبيه المغلوبين على امرهم؟! هاهو المنتخب الاولمبي العراقي (المثقل ولاعبوه بهموم واوجاع دولية لا يعلم مداها الا الله) يتأهل الى الدور الثاني بقيادة مدرب مواطن بعد ان كان قد تأهل اولمبيا على حساب المنتخب الاولمبي السعودي؟! عقب كل هذا هل تعتقد انك وجهازك الفني (من بني جلدتك) مؤهلون لقيادة الاخضر السعودي الى حضور مشرف في نهائيات كأس العالم المقبلة (المانيا 2006).. بصراحة نشك في قدرتكم بهذا الاداء على التأهل (اصلا) ناهيك من النهائيات والحضور فيها؟! بعد كل هذا السقوط والفشل الذريع منك، هل تمتلك شجاعة تقديم الاستقالة الجماعية كما يفعل كل مهني محترف، يحترم عمله ونفسه والعاملين معه؟