خمسة منتخبات خليجية خرجت من الدور الأول

TT

بكين ـ (أ. ف. ب) : حصدت خمسة منتخبات خليجية الفشل وخرجت من الدور الاول لكأس امم اسيا الثالثة عشرة لكرة القدم التي تستضيفها الصين حتى 7 اغسطس (آب) المقبل، ووحدهما منتخبا العراق والبحرين يدافعان عنها في ربع النهائي، حيث سيلتقيان الصين واوزبكستان على التوالي اليوم.

ولم يبق من المنتخبات الخليجية السبعة التي خاضت غمار الدور الاول من النهائيات سوى البحرين والعراق (عاد الى المنافسات الخليجية حيث سيشارك في «خليجي 17» في الدوحة اواخر العام الحالي للمرة الاولى منذ 1990)، حيث خرجت منتخبات السعودية والكويت والامارات وقطر وعمان.

وربما يمكن تقبل الخروج مبكرا بالنسبة الى الامارات وقطر والكويت، لكنه لن يكون كذلك بالنسبة الى السعودية، لانه الاول لها منذ بدء مشاركتها في البطولة عام 1984، ولعمان التي كانت تستحق الذهاب الى ابعد من ذلك في مشاركتها الاولى في النهائيات.

ويحسب للمنتخب العراقي استمراره في البطولة بعد منافسات قوية في المجموعة الثالثة التي خالفت التوقعات، خصوصا انه يشارك بالمنتخب الاولمبي الذي سيخوض غمار نهائيات دورة الالعاب الاولمبية في اثينا، حيث سيبدأ مشواره فيها في الثاني عشر من الشهر المقبل، اي بعد خمسة ايام فقط من انتهاء البطولة الاسيوية. وبعد خسارته في المباراة الاولى امام اوزبكستان صفر ـ 1، انتفض العراق وحقق فوزا مثيرا على تركمانستان 3 ـ 2 قبل ان يسقط السعودية 2 ـ 1 ويخرجها من الدور الاول.

من جهته اكد منتخب البحرين فعلا التطور الملموس الذي طرأ على مستواه في الآونة الاخيرة، فلم يعد يشارك من اجل المشاركة وبات يفرض ذاته مرشحا لبلوغ الادوار المتقدمة او المنافسة على اللقب، فانتزع تعادلا من الصين 2 ـ 2 في وقت قاتل، وآخر من قطر 1 ـ 1 والمباراة تلفظ انفاسها الاخيرة، قبل ان يفوز على اندونيسيا 3 ـ 1 ويحجز بطاقته الى ربع النهائي للمرة الاولى في تاريخه في مشاركته الثانية في النهائيات بعد 1988.

ووجه منتخبا العراق والبحرين انذارا شديد اللهجة الى باقي المنتخبات الخليجية من انهما سيكونان منافسين بارزين لاحراز لقب بطل كأس الخليج السابعة عشرة في قطر اواخر العام الحالي.

في مقارنة بسيطة مع نهائيات النسخة الماضية في لبنان عام 2000، نجد ان خمسة منتخبات عربية شاركت فيها هي السعودية والعراق والكويت وقطر ولبنان، ولم يكن قرار عودة العراق قد اتخذ بالعودة الى دورات الخليج في حينها، ولكن باستثناء المضيف، فان المنتخبات الاربعة الاخرى بلغت ربع النهائي، علما بان 12 منتخبا شاركت في النهائيات وليس 16، كما هي الحال في الصين. وتوقف مشوار ثلاثة منها في دور الثمانية، واكملت السعودية وحدها طريقها الى النهائي قبل ان تخسر امام السعودية صفر ـ 1 . اما في الصين 2004، فان ثمانية منتخبات عربية شاركت في النهائيات، لان الاردن كان ايضا مع فرسان الخليج السبعة وتأهل في مشاركته الاولى فيها الى دور الثمانية.

والنتائج تشير الى تراجع لافت في مستوى الكرة الخليجية على الصعيد الاسيوي مما يضع اكثر من علامة استفهام حول قدرتها على احراز نتائج افضل في التصفيات الاسيوية المؤهلة الى كأس العالم المقبلة في المانيا عام 2006. الاخفاق الاكبر كان بالنسبة الى المنتخب السعودي الذي حل رابعا واخيرا في المجموعة الثالثة برصيد نقطة واحدة من تعادل مع تركمانستان 2 ـ 2 وخسارتين امام اوزبكستان صفر ـ 1 والعراق 1 ـ 2، لانه لم يكن احد يتوقع خروج «الاخضر» مبكرا، رغم ما رافق مرحلة اعداده والاصابات التي تعرض لها بعض لاعبيه والدماء الجديدة التي طعمت بها صفوفه، لانه صاحب امجاد في هذه البطولة، حيث فرض نفسه احد عمالقتها منذ عام 1984 وحتى الان، وكان طرفا في المباراة النهائية للدورات الخمس الماضية.

واحرزت السعودية اللقب ثلاث مرات اعوام 1984 و1988 و1996، وخسرت النهائي مرتين امام اليابان عامي 1992 و2000. واطاح خروج السعودية من الدور الاول بالجهاز الفني للمنتخب وعلى رأسه المدرب الهولندي جيرارد فان درليم.

بالنسبة الى الكويت، فان المنتخب لم يخرج بعد من نفق الاخفاقات الذي يمر فيه منذ نحو خمس سنوات، ومن الناحية المنطقية لم يكن مؤهلا للمنافسة على احد المراكز المتقدمة حسب ما اعلن المسؤولون في الاتحاد الكويتي انفسهم، لكن كانت لديه فرصة جيدة لبلوغ ربع النهائي على الاقل بعد ان حقق بداية قوية بفوزه على الامارات 3 ـ 1.

والسبب المباشر في خروج «الازرق» من الدور الاول واستمرار معاناته في البطولات يتمثل بالخسارة الدراماتيكية مع الاردن، حيث كانت المباراة في طريقها الى تعادل سلبي كان سيرفع رصيد الكويت الى اربع نقاط ويضعها في موقف جيد لانتزاع احدى بطاقتي التأهل الى دور الثمانية، لكن شاء القدر ان تمنى شباك الحارس شهاب كنكوني بهدفين في الوقت بدل الضائع في سيناريو استغربه المصري محمود الجوهري مدرب الاردن نفسه. ولم يكن الاعتماد على التاريخ وحده لمواصلة التفوق على كوريا الجنوبية كافيا لان فارق الامكانات كان واضحا بين المنتخبين، وانتهت المواجهة بفوز كوري سهل وصل الى اربعة اهداف نظيفة وضع حدا للطموحات الكويتية.

والمنتخب الكويتي الذي شارك في كأس اسيا يضم عددا كبيرا من اللاعبين الشباب، لكن ما يزال ينقصه الكثير للمنافسة على مراكز طليعية، خصوصا ان تصفيات كأس العالم قد انطلقت، وكأس الخليج المفضلة لديه على الابواب.

وانقلب السحر على الساحر وودع الفرنسي فيليب تروسييه مهمته في قيادة المنتخب القطري بعد خسارة صدمت الجميع امام اندونيسيا 1 ـ 2 في الجولة الاولى، ففشل اولا في الدفاع عن سمعته كبطل لاسيا مع اليابان في لبنان 2000، ووضع «العنابي» في موقف لا يحسد عليه.

واعطى قرار اقالة تروسييه واسناد المهمة الى المحلي سعيد المسند مفعولا سحريا فاختلف وجه المنتخب القطري وكان في طريقه الى الفوز على البحرين حين تقدم 1 ـ صفر حتى الدقيقة الاخيرة قبل ان تمنى شباكه بهدف التعادل، وكان ندا للصين في المباراة الثالثة وخسر امامها بصعوبة صفر ـ 1.

ويقينا لولا صدمة البداية لكانت قطر منافسة قوية على احدى بطاقتي التأهل الى ربع النهائي.

المنتخب الاماراتي كان اول من ودع البطولة بعد خسارتين امام الكويت 1 ـ 3 وكوريا الجنوبية صفر ـ 2، قبل ان يحصد نقطته الوحيدة بتعادل سلبي مع الاردن كان كافيا للاخير للتأهل للمرة الاولى في تاريخه.

ولم تتغير الامور كثيرا بالنسبة الى المنتخب الاماراتي الذي اعتاد تحقيق نتائج متواضعة في السنوات الاخيرة، وما يزال يحاول عبثا استعادة امجاده السابقة حين تأهل منتخب 1990 الى نهائيات كأس العالم في ايطاليا.

وحتى عامل الاستقرار الفني الذي كان احد سيئات المرحلة الماضية بالنسبة الى المنتخب الاماراتي لم يكن متوفرا له، اذ تم التعاقد مع المدرب الهولندي آد دي موس قبل نحو شهر من انطلاق البطولة خلفا للفرنسي جان فرانسوا جودار، فلم تكن الفترة كافية بالنسبة له لتحضير منتخب ينافس على احدى بطاقتي التأهل.

المنتخب العماني وحده من المنتخبات الخليجية المودعة خرج مرفوع الرأس حيث قدم افضل المستويات الفنية في البطولة حتى الان وامتاز باداء هجومي ومهاري عال، لكن الحظ عانده خصوصا في المباراة الثانية امام ايران، فبعد ان خسر بصعوبة امام اليابان حاملة اللقب صفر ـ 1 في الجولة الاولى، قدم اداء راقيا في الثانية امام العملاق الايراني الفائز بالبطولة ثلاث مرات، ففرض سيطرة شبه تامة على المجريات وسجل هدفين في الشوط الاول قبل ان تدرك ايران التعادل في الوقت بدل الضائع في مباراة شهدت اخطاء تحكيمية فادحة ادت الى استبعاد الحكم البحريني عبد الرحمن الدلوار الذي قادها، من البطولة من قبل لجنة الحكام في الاتحاد الاسيوي. وحققت عمان فوزها الاول في النهائيات على حساب تايلاند 2 ـ صفر في الجولة الثالثة، لكن مصيرها لم يكن بيدها لان ايران انتزعت تعادلا سلبيا من اليابان كان كافيا لها لمرافقتها الى ربع النهائي.

ونجح مدرب عمان التشيكي ميلان ماتشالا فعلا في بناء منتخب قوي ستكون له كلمته في «خليجي 17» في الدوحة.