الأنظار تتجه للمباراة النهائية لكأس آسيا وسط مخاوف من أن يعرقل التاريخ جمالها

مدرب المنتخب الياباني للقدم يتعهد بعدم التخاذل أمام الصين وكويزومي يحث المشجعين على ألا يخلطوا السياسة بالرياضة

TT

بكين ـ رويترز : تعهد البرازيلي زيكو المدير الفني للمنتخب الياباني لكرة القدم بعدم التخاذل أمام المنتخب الصيني المضيف في مباراة الدور النهائي ببطولة الامم الاسيوية يوم السبت المقبل.

ونجت اليابان من الهزيمة أمام المنتخب البحريني في الدور قبل النهائي اول من أمس عندما فازت 4 ـ 3 رغم انها لعبت بعشرة لاعبين من الدقيقة 40.

وسجلت اليابان هدف الفوز في الوقت الاضافي بعد انتهاء الوقت الاصلي من المباراة بالتعادل 3 ـ 3. وقال زيكو «تركيزنا سيكون نفسه في مباراة الدور النهائي. لن يكون هناك استرخاء. حضرنا الى هنا للفوز بكأس اسيا ويجب أن ننهي مهمتنا».

ولعبت اليابان بعشرة لاعبين في مباراة اول من امس التي أقيمت في جينان بعد طرد لاعب خط الوسط، ياسوهيتو ايندو، لضربه أحد لاعبي البحرين رغم أن الاعادة التلفزيونية لهذه اللقطة أوضحت ان اللاعبين لم يلمسا بعضهما البعض تقريبا.

وقال زيكو «لم نشعر بالذعر حتى عندما فقدنا لاعبا. ثبتنا وتحملنا الضغط بشكل جيد وتألقنا من الناحية الذهنية».

* التاريخ يطارد اليابان والصين حتى في ملاعب كرة القدم طوكيو ـ بكين ـ رويترز: تحمل مباراة الدور النهائي في بطولة الامم الاسيوية لكرة القدم يوم السبت بين منتخبي اليابان المدافع عن لقبه والصين المضيف أكبر من مجرد الفوز أو الهزيمة في مباراة كرة قدم.. ومثل خلاف اندلع في وقت سابق من العام الحالي حول مجموعة من الجزر في بحر الصين الشرقي كان الاستقبال السيئ من جانب المشجعين الصينيين للمنتخب الياباني لكرة القدم أثناء مبارياته بالبطولة اشارة واضحة على أن البلدين الاسيويين المجاورين ما زال يحملان ذكرياتهما المؤلمة.

وواجه المنتخب الياباني صفارات الاستهجان من جانب المشجعين الصينيين في كل مبارياته وكانوا يشجعون المنتخبات التي تلعب أمام اليابان بما في ذلك تايلاند والاردن والبحرين.

وحمل بعض المشجعين الصينيين لافتات كتب عليها «انظروا الى التاريخ..

اعتذروا لشعوب اسيا» في اشارة الى تاريخ اليابان العسكري في الصين وغيرها من الدول الاسيوية قبل وأثناء الحرب العالمية الثانية . وكادت أعمال عنف تندلع بعد فوز اليابان على تايلاند 4 ـ 1 في المباراة التي جرت في 24 يوليو (تموز) الماضي.

وحث متحدث حكومي ياباني رفيع امس بكين على ضمان أن تقام مباراة الدور النهائي في البطولة في أجواء هادئة وآمنة.

وقال هيرويوكي هوسودا، كبير أمناء مجلس الوزراء الياباني، في مؤتمر صحافي «نود أن يتعاملوا مع المباراة بشكل هادئ حتى لا تنتقل المشاعر المناهضة لليابان الى الرياضة» مضيفا أنه جرى نقل قلق طوكيو بشأن سلامة لاعبيها ومشجعيها للسفارة الصينية.

وما زال الصينيون يشعرون بالاستياء من العدوان الياباني أثناء الحرب العالمية الثانية بالرغم من ان العلاقات الاقتصادية بين البلدين أصبحت أوثق. كما أضاف رئيس الوزراء الياباني، جونيتشيرو كويزومي، لمشاعر الغضب لدى الصينيين بزياراته السنوية لنصب يضم رفات مجرمي الحرب جنبا لجنب مع بقية قتلى الحرب.

ويقول خبراء ان الحكومة الصينية ساهمت في تأجيج هذه المشاعر لاسباب خاصة بها، وقال المعلق السياسي الصيني، يو جي، وهو مؤلف كتاب نشر في الآونة الاخيرة عن العلاقات الصينية اليابانية «هناك مشاعر وطنية وعنصرية قوية للغاية وراء هذا التعصب في كرة القدم وقامت السلطات بتغذية هذه المشاعر في السنوات الاخيرة والترويج لها بشكل متعمد».

ولعبت الفرق الرياضية اليابانية في الصين عدة مرات من قبل ولكن لم تقابل بمثل هذه الدرجة من المشاعر العدائية.

وحذرت وزيرة الخارجية اليابانية، يوريكو كاواجوتشي، من أن مثل هذه المشاعر العدائية في مدرجات كرة القدم ليست جيدة بالنسبة للعلاقات بين البلدين.

ونقلت وكالة كيودو للانباء عنها قولها أمام لجنة برلمانية «هذا أمر مؤسف. هذا لا يساعد على تحسن العلاقات الصينية اليابانية».

وناشد كويزومي مشجعي الصين الا يخلطوا السياسة بالرياضة ، مضيفا للصحافيين «الرياضة هي مهرجان للصداقة ولذا أتمنى ان يقابل اللاعبون اليابانيون وغيرهم من اللاعبين الاجانب بترحيب ودي. لا أعتقد ان من الصائب خلط السياسة بالرياضة».

وقال محللون ان حكومتي البلدين ترغبان على الارجح في الحيلولة دون وقوع أضرار في العلاقات بين البلدين من جراء هذه المشاعر العدائية في ملاعب كرة القدم ، ولكن البعض أشار الى أن التغطية الاعلامية اليابانية لمثل هذه الامور قد تؤجج مشاعر مناهضة للصينيين في اليابان في الوقت الذي بدأت فيه العلاقات الدبلوماسية في التحسن.

وقالت وكالة كيودو ان بعض المشرعين اليابانيين حثوا حكومتهم امس (الاربعاء) على التقدم باحتجاج أقوى واقترحوا مقاطعة دورة الالعاب الاولمبية التي تستضيفها في بكين عام 2008 اذا استمرت هذه المشاعر.

وقال خبراء دبلوماسيون ان من المرجح أن تهدأ هذه الضجة بعد مباراة يوم السبت المقبل بصرف النظر عن الفائز ونصح لاعبو المنتخب الياباني بالتركيز على اللعب. وقال سايتو مدرب المنتخب «كل ما يمكن أن يفعله اللاعبون هو التركيز على كرة القدم.»

* آسيا 2004 : الشرق يتفوق على الغرب بكين ـ أ ف ب : انحصر لقب بطل كأس اسيا الثالثة عشرة لكرة القدم المقامة في الصين حتى السبت المقبل بين صاحب الارض الصين وحاملة اللقب اليابان ، اي انه سيكون من نصيب شرق القارة وذلك بعد خروج اخر ممثلين لغربها من نصف النهائي اول من امس (الثلاثاء).

وشهد نصف النهائي امس مواجهة بين منتخبين من شرق اسيا واخرين من غربها ومالت فيها الكفة لمصلحة الشرق بفوز اليابان الصعب على البحرين 4 ـ 3 بعد التمديد ، والصين على ايران 4 ـ 3 بركلات الترجيح اثر تعادلهما في الوقتين الاصلي والاضافي 1 ـ 1.

وللمرة الاولى منذ عام 1968، يفشل اي منتخب من غرب اسيا في التأهل الى المباراة النهائية ، وباستثناء اللقب الذي فازت به اسرائيل عام 1964 قبل ان تطرد من الاتحاد الاسيوي ، فان الغرب يتفوق على الشرق في عدد مرات احراز اللقب برصيد سبع مرات مقابل اربع مرات فقط لشرقها.

وتحتكر كوريا الجنوبية واليابان الالقاب الاربعة لشرق القارة ، الاولى فازت باللقبين الاولين عامي 1956 و1960 وعبثا تحاول منذ ذلك الحين اعادة الوصل معها ، فيما احرزت اليابان لقبيها عامي 1992 و2000.

اما بالنسبة الى منطقة غرب اسيا ، فان ايران كانت اول من دون اسمه في سجلات البطولة عندما احرزت اللقب ثلاث مرات متتالية وهي الوحيدة التي حققت هذا الانجاز حتى الان اعوام 1968 و1972 و1976، تلتها الكويت عام 1980 وكانت اول دولة عربية تفوز باللقب ، ثم فرضت السعودية نفسها واحدة من عمالقة الكرة الاسيوية حيث توجت بطلة ثلاث مرات اعوام 1984 و1988 ثم 1996 .

وتملك منطقة شرق اسيا فرصة رفع عدد القابها الى خمسة في البطولة الثالثة عشرة ، التي ستتوج الصين للمرة الاولى في تاريخها، او اليابان للمرة الثالثة لتعادل الرقم القياسي المسجل باسم السعودية واليابان.

يذكر ان اليابان لم تخسر اي مباراة نهائية لبطولة كأس اسيا بل فازت في المرتين السابقتين وتحديدا على السعودية، على ارضها عام 1992 ثم في لبنان عام 2000، اما الصين فتبلغ النهائي للمرة الاولى منذ عشرين عاما وتحديدا منذ خسارتها نهائي الدورة الثامنة في سنغافورة امام السعودية.

وكانت البحرين على وشك قلب المعادلة والابقاء على فرص غرب اسيا حتى المباراة النهائية لانها كانت متقدمة على اليابان حتى الدقيقة الاخيرة 3 ـ 2 قبل ان يسجل يوجي ناكازاوا هدف التعادل فارضا وقتا اضافيا خطف فيه كييجي تامادا هدفا في الدقيقة الرابعة فشل البحرينيون بعد في تعويضه.

ولم يكن عبور الصين الى النهائي سهلا ايضا بل بعد ركلات الترجيح 4 ـ 3 اثر انتهاء الوقتين الاصلي والاضافي 1 ـ 1، علما بان ايران لعبت ناقصة الصفوف بعد طرد ستار زادة قبل نهاية الشوط الاول بخمس دقائق ورغم ذلك لم يستفد اصحاب الارض من تفوقهم عدديا طوال خمسين دقيقة في الوقت الاصلي وثلاثين في الاضافي.

وعانت اليابان الامرين امام منتخبات غرب اسيا ، فاولا خطفت فوزا صعبا على عمان في الجولة الاولى من الدور الاول 1ـ صفر ، ثم تعادلت مع ايران صفر ـ صفر في الثانية في مباراتين صعبتين جدا عجزت فيهما عن فرض اسلوبها او سيطرتها على المجريات.

وفي ربع النهائي ، واجهت اليابان منتخبا اخر من غرب اسيا هو الاردني الذي قدم ارقى مستوياته في البطولة الاسيوية في مشاركته الاولى فيها، فبعد ان انتهى الوقت الاصلي بالتعادل 1ـ1، خاض المنتخبان وقتا اضافيا سنحت فيه فرصة ذهبية للاردن لحسم الامور قبل ثوان من انتهائه اثر كرة من انس الزبون الى جانب المرمى، ليحتكما الى ركلات الترجيح التي سجلت فيها حادثة تاريخية .

فبعد ان اطاح لاعبان يابانيان ركلتيهما فوق المرمى ، طلب المدافع تسونياسو ميياموتو من الحكم الماليزي محمد صالح صبحي الدين تغيير نقطة تنفيذ ركلات الترجيح الى المرمى الثاني بسبب سوء ارض الملعب ، فدخل الحكم التاريخ ونقل مكان تنفيذها في قرار لا سابق له حتى الان ، ما رفع من معنويات لاعبي اليابان فقلبوا النتيجة وحسموا الركلات 4 ـ 3 وحجزوا بطاقتهم الى نصف النهائي.

وفي دور الاربعة كان قدر اليابانيين ايضا مواجهة منتخب من غرب اسيا لفت الانظار وقدم اداء متميزا وشموليا هو المنتخب البحريني، وعانى حامل اللقب كثيرا، فتخلف في الشوط الاول بهدف عبر علاء حبيل، ثم رد بهدفين في بداية الثاني قبل ان تمنى شباكه بهدفين عبر علاء حبيل ودعيج ناصر عبد الله، لكن ناكازاوا كان له كلام آخر وخطف التعادل في الثواني الاخيرة مانحا منتخب بلاده فرصة خوض الوقت الاضافي الذي ابتسم له الحظ بهدف لتامادا في الدقيقة الرابعة.

وفي المرة الوحيدة التي واجه فيها المنتخب الياباني منتخبا من خارج منطقة غرب اسيا، وتحديدا التايلاندي ، لم يجد صعوبة في الفوز عليه باربعة اهداف مقابل هدف، ولكنه سيواجه جاره الصيني في النهائي الذي يلعب باسلوب مشابه لاسلوبه بدرجة كبيرة سيسعى امامه الى ان تقديم ما عجز عنه امام منتخبات غرب اسيا.

من جهتها عانت الصين ايضا امام منتخبات الغرب، فسقطت في الامتحان الاول امام البحرين في فخ التعادل 2 ـ 2، ثم حققت فوزا صعبا على قطر بهدف وحيد، بعد ان كانت قد اكتسحت اندونيسيا بخمسة اهداف نظيفة، وهو المنتخب الوحيد ايضا من خارج منطقة غرب اسيا، وكانت اسهل المحطات غرب الاسيوية بالنسبة الى الصين في ربع النهائي حين فازت على العراق 3 ـ صفر، لكن موقعتها مع ايران لم تكن مضمونة لولا النقص العددي في صفوف الاخيرة طوال الشوط الثاني وفي الشوطين الاضافيين، لكن ركلات الترجيح ابتسمت لها.

ومع تحسن نسبي للمستوى الفني في الادوار النهائية للبطولة يتعين على اليابان والصين ان تقدما الوجه الحقيقي لشرق اسيا خصوصا بعد النقلة النوعية لها في مونديال 2002 .