ازدياد حدة المشاحنة بين الصين واليابان في كأس آسيا قبيل النهائي

TT

طوكيو ـ رويترز: ازدادت حدة مشاحنة بين الصين واليابان في أكبر بطولة كروية في اسيا امس الخميس مع تشكيك وسائل الاعلام اليابانية في مؤهلات الصين لاستضافة دورة الالعاب الاولمبية 2008 بينما شكت الصين من زلة يابانية بشأن تايوان.

ويضرب الاستياء من عدوان اليابان وقت الحرب العالمية الثانية بجذور عميقة لدى كثير من الصينيين، وهتف مشجعو كرة القدم في البلاد باستهجان ضد الفريق الوطني الياباني في كل مبارياته حتى الآن في بطولة كأس الامم الاسيوية التي بدأت يوم 17 يوليو (تموز) الماضي.

وحتى رئيس الوزراء الياباني جونيتشيرو كويزومي طلب من المشجعين الصينيين ضبط النفس، وقال ان الخلط بين السياسة والرياضة ليس أمرا جيدا. ومع اقتراب المواجهة بين الجارين بشرق اسيا في نهائي البطولة في بكين مساء غد، اعلنت السلطات عن خطط لمنع اي شغب خارج الملعب.

وحمل بعض المشجعين الصينيين لافتات تقول «انظروا الى التاريخ واعتذروا لشعوب اسيا». وتشير اللافتة الى الماضي العسكري لليابان.

وبعدما فازت اليابان على تايلند يوم 24 يوليو، تجمع المشجعون الصينيون حول حافلة الفريق الياباني وأجبروها على المغادرة قبل ركوب اثنين من اللاعبين. ودفعت العداوة طوكيو الى حث بكين على ضمان سلامة لاعبيها ومشجعيها في نهائي يوم غد. وسينشر اكثر من ستة آلاف من افراد الأمن وشرطة مكافحة الشغب لتأمين المباراة.

وقال بيتر فيلبان الامين العام للاتحاد الاسيوي لكرة القدم لرويترز«سيجلس المشجعون اليابانيون معا في منطقة مخصصة وتوفر لهم حماية اضافية من شرطة بملابس مدنية لضمان ألا تلقى عليهم اي اجسام صلبة». وما زال الاستياء موجودا في الصين من الماضي العسكري لليابان وعدوانها قبل الحرب العالمية الثانية واثنائها رغم العلاقات الاقتصادية الوثيقة على الدوام.

واشعل كويزومي الغضب بزيارات سنوية الى مزار في طوكيو يكرم مجرمي الحرب الى جانب قتلى الحرب الاخرين. وخصصت افتتاحيات صحف يابانية عديدة للموضوع، إذ قالت صحيفة «يوميوري شيمبون» المحافظة «ستختبر المباراة النهائية بين اليابان والصين يوم غد ما اذا كان البلد والشعب مستعدين فعلا لاستضافة الدورة الاولمبية».

وحث المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية كونغ كوان اول من امس المشجعين على حسن التصرف لكنه انتقد ايضا وسائل الاعلام اليابانية. وقال في بيان بموقع الوزارة على الإنترنت «.. لكن يجب ايضا الاشارة الى ان بعض وسائل الاعلام اليابانية اثارت وضخمت سلوك قلة من الناس بل وربطته بالسياسات. نحن نعرب عن اسفنا لذلك».

وذكرت وكالة شينخوا الصينية للانباء أمس ان وزارة الخارجية اليابانية اودعت ايضا شكوى لدى سفارة اليابان في بكين بعدما ظهرت تايوان بلون مختلف عن الصين في خريطة بالدليل الاعلامي للاتحاد الياباني لكرة القدم في كأس اسيا. وتعتبر بكين تايوان جزءا لا يتجزأ من الصين وتعهدت باعادة توحيد الجزيرة مع الوطن الأم ولو بالقوة اذا استدعى الامر.

واشارت صحيفة «اساهي شيمبن» اليابانية الليبرالية الى اسباب تاريخية للاستياء الصيني. لكن الصحيفة انتقدت سلوك المشجعين الصينيين واعتبرته غير ناضج وغير ملائم لحدث رياضي. وقالت «ما نريدهم ألا ينسوه هو ان النهائي يوم السبت سيكون فرصة لقياس شهامة الشعب الصيني قبل اربع سنوات من استضافة الدورة الاولمبية». واثار كويزومي المسألة اثناء اجتماع مع السفير الصيني لدى اليابان المنتهية ولايته وو داوي الذي زاره يوم امس الخميس. وقالت وزارة الخارجية في بيان ان كويزومي اعرب عن أمله في ان يكون النهائي مباراة جيدة في الروح الرياضية، وان يستمتع بها شعبا البلدين. ورد السفير قائلا ان الصين كبلد مضيف ستتخذ الخطوات اللازمة ولذلك لا يوجد داع لدى اليابان للقلق.