بطولة الأمم الآسيوية تسدل الستار بعد مباراة ألقت السياسة بظلالها عليها

TT

بكين ـ رويترز: أسدل الستار على بطولة كأس الامم الاسيوية لكرة القدم 2004 التي استضافتها الصين وسط جدل بعد فوز اليابان على الصين 3ـ1 في مباراة القت السياسة بظلالها عليها. وفازت اليابان بلقب البطولة للمرة الثالثة مساء اول من أمس بعد هدفين مثيرين للجدل اثارا مشاهد غضب في بكين فقد القى مشجعون صينيون زجاجات وأشعلوا النيران في أعلام اليابان واشتبكوا مع الشرطة. وشابت البطولة نزاعات سياسية مثل المشاعر العدائية التي قوبل بها المنتخب الياباني من المشجعين الصينيين وتسببت في اندلاع خلاف بين حكومتي البلدين بعد أن القى كل منهما باللوم على الآخر في تأجيج الاوضاع.

ونشر أكثر من ستة آلاف من قوات الأمن في الملعب الذي استضاف مباراة النهائي وحوله، كما تأهبت شرطة مكافحة الشغب والجنود تحسبا لاي شغب من المشجعين. وما زال الصينيون يشعرون بالامتعاض من غزو اليابان واحتلالها لاجزاء من بلادهم بين عامي 1931 و1945 حين لقي عشرات الملايين حتفهم. ورفض اري هان المدير الفني للمنتخب الصيني تسلم ميداليته احتجاجا على الحكم الكويتي سعد كميل الذي أدار المباراة بعد هدفين لليابان أثارا جدلا بينهما هدف سجله اللاعب كوجي ناكاتا باليد. وكانت بطولة الامم الاسيوية قد افتتحت بجدل ايضا عندما اتهم مسؤول اسيوي كبير المشجعين في بكين بالفظاظة بعد مباراة الافتتاح. وأعرب بيتر فيلبان الامين العام للاتحاد الآسيوي لكرة القدم ايضا عن شكه في امكانية استضافة بكين لدورة العاب أولمبية ناجحة عام 2008. الا أن النقد السريع له في وسائل الاعلام الصينية أرغمه على الاعتذار.

وتأثرت البطولة ايضا بكثرة عدد حالات الطرد فقد طرد 17 لاعبا في 32 مباراة. وكان المنتخب الايراني أكثر المنتخبات التي طرد منها لاعبون بما في ذلك طرد لاعبين في الدور قبل النهائي ومباراة تحديد المركز الثالث التي فازت فيها على البحرين 4ـ2. وطرد من ايران ثلاثة مدافعين في الدور الاول بسبب العنف في مباراة متوترة مع سلطنة عمان والتي انتهت بالتعادل 2ـ2. وطرد اللاعب الايراني محمد نصراتي من البطولة بعد أن وطأ بقدمه أحد لاعبي المنتخب العماني كما أعيد الحكم البحريني عبد الرحمن للوطن لانه لم يلحظ هذا الخطأ.

وكادت البطولة التي شابها الجدل تتحول لمهزلة ايضا في المباراة التي فازت فيها اليابان على الاردن بركلات الجزاء الترجيحية التي بدأت عند أحد المرميين واختتمت عند الآخر. وانتهى الوقتان الاصلي والاضافي من المباراة بين الفريقين بالتعادل 1ـ1 ولجأ الفريقان لركلات الجزاء الترجيحية حيث فازت اليابان وصعدت للدور قبل النهائي بعد أن أهدر الاردن أربعة من ركلاته الست رغم أدائه الرائع. وأصبح الفرنسي فيليب تروسييه أول مدرب يفقد وظيفته خلال البطولة ققد أقالته قطر بعد هزيمتها 1ـ2 أمام اندونيسيا في أولى مباريات الفريق بالبطولة.

وأقالت المملكة العربية السعودية المدير الفني الهولندي جيرارد فان دير ليم بعد ان اختتمت السعودية مبارياتها بالدور الاول في المجموعة الثالثة في المركز الاخير. أما المنتخب البحريني فحقق انجازا بوصوله للدور قبل النهائي في البطولة تحت قيادة مديره الفني الكرواتي سريكو يوريسيتش. ويتناقض نجاح المنتخب البحريني مع اداء المنتخب الكوري الجنوبي الذي خرج من دور الثمانية بعد عامين فقط من حصوله على المركز الرابع في نهائيات كأس العالم لكرة القدم. ومن ناحية أخرى أعطى المنتخب العراقي بريقا من الامل لبلاده التي تمزقها الحرب بوصوله الى دور الثمانية رغم انه لا يملك ملعبا مناسبا للتدريب عليه في بغداد.

ولكن تألق منتخبات العراق والبحرين والاردن فشل في انقاذ صورة كرة القدم الاسيوية بعد بطولة طغت عليها السياسة والعنف والحكام المثيرون للجدل.