أفضل لاعبي العالم يجتمعون في القرية الأولمبية في أثينا

TT

أثينا ـ رويترز: يجتمع أفضل لاعبي ولاعبات العالم في القرية الاولمبية في أثينا، حيث تطبق عليهم نفس القواعد بصرف النظر عن مدى شهرتهم ومكانتهم. وسواء كنت السباح الاسترالي ايان ثورب أو بطلة العاب القوى الأميركية جيل ديفيرز أو لاعب المضرب الاول على العالم السويسري روجيه فيدريه فعليك الوقوف في الطابور لشراء طابع بريد أو انتظار دور في مقهى الإنترنت.

تقع القرية الاولمبية عند سفح جبل بارنيثا الواقع على بعد نحو 20 كيلومترا من وسط أثينا وسيقيم بها نحو 16 الفا من رياضيين ومدربين ومسؤولي فرق خلال الاسابيع القليلة المقبلة.

وبدأت الوفود في التدفق على القرية خلال مطلع الاسبوع على متن حافلات وبحلول اليوم كان أكثر من نصف أكبر بعثتين في الاولمبياد قد وصلتا للقرية، وهما البعثتان الأميركية والاسترالية. وفي صبر وقفت السباحة الهولندية الاولمبية انجه دي بروين في انتظار قص شعرها، في الوقت الذي حاول فيه الرياضيون اليابانيون التغلب على ارتفاع حرارة الجو بتناول الايس كريم. ووقف رياضيون بريطانيون يرتدون سراويل قصيرة حمراء اللون لالتقاط صور. وأسعدت دي بروين الفائزة بثلاث ذهبيات في دورة الالعاب الاولمبية في سيدني مصفف الشعر يوجين جورجيتسوبولوس عندما طلبت منه الاعتناء بخصلات شعرها الذهبية اللون.

ولكنه واجه مهمة أصعب في تعامله مع شعر سكوت بارسونز أحد أعضاء فريق التجديف الأميركي، الذي طلب منه صبغ شعره بالوان الدوائر الاولمبية الممثلة لقارات العالم. وبالقرب من توقيعه في سجل الزوار الذي يجمع فيه جورجيتسوبولوس توقيع الرياضيين الذين يحضرون اليه كتب بارسونز «انت عبقري». والقرية الاولمبية التي رفض فريق الاحلام الأميركي لكرة السلة الاقامة فيها أثناء دورة الالعاب الاولمبية في برشلونة عام 1992، مكان يفر اليه الرياضيون من ضغوط المنافسات والعين الناقدة لوسائل الاعلام والمشجعين.. وهم يستمتعون بها ايضا. ونقل لاعبون استراليون ونيوزيلنديون جهاز تلفزيون وأريكة الى الحديقة يوم السبت الماضي لمتابعة مباراة في الرجبي بين البلدين.

وقال لاعب الهوكي الاسترالي اميلي هاليداي: «كانت هناك ضجة وتشجيع وفزنا». ولكنه أضاف أن الليالي داخل القرية الاولمبية هادئة للغاية.

وقالت السباحة الهولندية انابيل كوستر: «الجميع يشعر بالاسترخاء.

لسنا متوترين بحق ولكني أعتقد أن التوتر سيبدأ قريبا».

وهناك وجود دائم للشرطة والجنود المسلحين عند القرية الاولمبية لطمأنة الرياضيين.

وقال ادم بسينا عضو الفريق الطبي الأميركي عن الاجراءات الامنية، لقد شددت ولكنك لا تشعر بها بحق. ولا يظهر الرياضيون الأميركيون مشاعر وطنية زائدة. كما يحيط سياج بالجزء المخصص لاقامة أفراد البعثة الاسرائيلية.

وتزين مختلف الالوان القرية الاولمبية مع رفع الاف الاعلام من 366 مبنى يقيم بها الرياضيون.

وفي رسالة تعزيز من استراليا التي استضافت أفضل دورة العاب اولمبية على الاطلاق منذ أربعة أعوام، قال جون كوتس رئيس اللجنة الاولمبية الاسترالية: ان القرية الاولمبية في أثينا أفضل من القرية الاولمبية في سيدني. وظهرت فكرة توفير مكان لاقامة الرياضيين لاول مرة في دورة الالعاب الاولمبية التي استضافتها باريس عام 1924 ولكن الرياضيين رفضوها.

وكانت فترة الكساد الكبير في وقت لاحق من ذلك العقد السبب الرئيسي وراء تنفيذ هذه الفكرة، فقد سعى منظمو العاب 1932 في لوس انجليس خشية انخفاض عدد المشاركين في الالعاب لجذب الرياضيين بعرض تحمل تكاليف اقامتهم، ومقابل دولارين في اليوم تم توفير الطعام والاقامة للرياضيين كما نجح المنظمون في توفير سبل الترفيه ووسائل النقل. وفي اثينا أقيمت القرية الاولمبية على 306 أفدنة وتوجد بها 2292 غرفة تضم اجمالي 17428 سريرا. وقال جيانا انجلوبولوس رئيس اللجنة الاولمبية اليونانية في مراسم افتتاح القرية الاولمبية الشهر الماضي «انها دليل واضح على اننا التزمنا بالتعهد الذي قطعناه على انفسنا عام 1997 وهو أن الرياضيين سيمنحون الاولية في الجهود التي نبذلها».

رئيس اللجنة الأولمبية الدولية يقضي ليلته الأولى بالقرية الأولمبية أثينا ـ رويترز: استيقظ جاك روج رئيس اللجنة الاولمبية الدولية في غرفته المتواضعة بالقرية الاولمبية في اثينا امس، مواصلا التقليد الذي يتبعه بالاقامة مع الفرق المشاركة في الاولمبياد.

وانتقل روج الذي كان يشارك في منافسات القوارب الشراعية بدورات الالعاب الاولمبية سابقا والرئيس السابق للفرق البلجيكية، الذي حضر 16 دورة اولمبية الى القرية الاولمبية التي يقيم بها الرياضيون أمس الاحد.

ولا تضم غرف الرياضيين ومجموعها 2292 غرفة في القرية الاولمبية الواقعة شمال غرب العاصمة اليونانية سوى القليل من الاثاث والقليل من سبل الراحة.

وقال مسؤول من اللجنة الاولمبية الدولية: «لم يقض ليلته فقط هناك وانما تناول وجبة الافطار وأحضر معه أعضاء المجلس التنفيذي باللجنة الاولمبية الدولية».

ولم يكن خوان انطونيو سامرانش رئيس اللجنة الاولمبية السابق لروج يقيم في القرى الاولمبية بشكل منتظم وكان يفضل الاقامة الاكثر راحة في الفندق الرسمي الذي يقيم فيه أعضاء اللجنة الاولمبية.

ومضى المسؤول يقول: «الرئيس روج مختلف لانه كان رياضيا ثم أصبح رئيسا للبعثة البلجيكية».

وقال منظمو الالعاب ان قرار روج الاقامة في القرية الاولمبية يشجع كل الرياضيين.

وقال مايكل زاهاراتوس المتحدث باسم اللجنة المنظمة لدورة الالعاب الاولمبية للصحافيين: «هذه اشارة رمزية مهمة. الاوضاع المعيشية بالنسبة له هي نفسها بالنسبة للرياضيين».