المدرب الجزائري رابح سعدان: لدي استراتيجية للنهوض بكرة القدم اليمنية ولكن اللاعبين تنقصهم الخبرة وقلة الاحتكاك

TT

عقب توليه مهمة تدريب المنتخب اليمني الأول أخيراً، أكد المدرب الجزائري رابح سعدان رغبته الملحة في تحقيق نقلة نوعية لتطور الكرة اليمنية.

واعترف سعدان بأنه تردد كثيراً في قبول مهمة تدريب اليمن .. وقال لـ «الشرق الأوسط» : لم انم ليالي وأنا أفكر في قبول مخاطرة تدريب اليمن خصوصاً والكرة اليمنية تقبع في أسفل تصنيف الاتحاد الدولي «الفيفا»، إلى درجة ان البعض في بلاده الجزائر قال له أنت مجنون تذهب لتدريب المنتخب اليمني .. مشيراً بأن مهمته الأولى مع الكرة اليمنية والتي اعتبرها مرحلة انتقالية في الثلاثة أشهر هو أعداد وبناء قاعدة صلبة للمستقبل والذي ستكون نواة حقيقية لتطوير الكرة اليمنية.. مضيفاً بأنه سيركز خلال هذه الفترة لإعداد المنتخب الأول وخاصة انه سيخوض مواجهات قوية في الدورة العربية العاشرة بالجزائر التي ستقام أواخر الشهر المقبل ضمن مجموعته «الجزائر والسعودية والعراق».

واعتبر بأن مشاركة المنتخب اليمني بهذه البطولة العربية جيدة وممتازة يستطع من خلال المباريات القوية التي سيخوضها المنتخب الوقوف بشكل كامل على جاهزية ومستوى المنتخب ومهارات اللاعبين بعيداً عن لغة الفوز والخسارة، لان هذه الدورة ستوفر مباريات كان من الصعب تأمينها مع أي من المنتخبات الثلاثة، الأمر الذي سيعود بالفائدة والنفع على المنتخب اليمني، إلى جانب انها ستكون محطة مهمة وقوية لإعداد المنتخب قبل خوض منافسات «خليجي 17» بقطر أواخر العام الجاري.. وأبدى سعدان تفاؤله في ترك بصمة في أداء المنتخب وتشريف الكرة اليمنية في مشاركته المقبلة في بطولة «خليجي 17».

وأوضح سعدان ان اللاعب اليمني جيد وموهوب ويمتلك القدرة على تنفيذ تعليمات المدرب بشكل سريع، إلا انه تنقصه الخبرة وقلة الاحتكاك مع الفرق المتنوعة الأداء التي تنتمي إلى عدة مدارس كروية عالمية.

وفي رده عن أهم المعايير التي سيعتمدها لاختيار لاعبي المنتخب، أشار سعدان الى أنه سيكون هناك معياران رئيسيان لاختيار اللاعبين اولهما الجانب التقني للاعب والذي عنده موهبة وإمكانيات سيتم ضمه على الفور، وثانياً الناحية المعنوية فالذي لديه إرادة وطموح في اللعب وتطوير نفسه لمستوى عال وعنده رغبة وقدرة في الانسجام مع المجموعة مثل هؤلاء سيكونون أعمدة المنتخبات، بالإضافة إلى إجادته للتدريبات المركبة والتكتيك المعقد وتنفيذه على ارض الملعب إلى جانب اللياقة البدنية العالية والبنية الجسمانية والمهارات الفردية.... مبيناً بأنه لن يضع في الاعتبار أي لاعب ليس لديه هذه المؤهلات مهما كان اسمه ومكانته.. إلى جانب أنه ستكون هناك معايير ومقاييس لاختيار اللاعبين، وذلك من خلال العمل النظامي والاستراتيجي الذي يحتاج لوقت طويل للكشف عن مستوى اللاعب اليمني إلى ان الخطوة الأولى تكمن في نزوله الميداني للأندية ومشاهدته عن قرب لنوعية الخطط التدريبية وأسلوب عمل مدربي الأندية مع اللاعبين ومدى استيعاب اللاعب للخطط وتنفيذها على الواقع.. لافتاً بأنه سيضع استراتيجية للفرق اليمنية التي تشارك في البطولات الخارجية لأنها تمثل البلد وهذه الاستراتيجية ستكون متكاملة لإيجاد قواعد وأسس لان اليمن على حد تعبيره يمتلك الإمكانيات ولاعبين جيدين وما ينقصه هو برامج وخطط واضحة المعالم وتقنية متواصلة من خلال الاحتكاك واللعب مع المنتخبات المتنوعة ولاكتساب الخبرة اللازمة. ولفت سعدان الى أن استراتيجيته الكروية الخاصة بالنهوض بكرة القدم ستركز في تكوين بطولات وطنية مكثفة حتى يرتفع المستوى الفني والبدني تدريجيا وكذا إقامة بطولات للشباب والناشئين وتوحيد منهج برامج التدريب في الأندية وأمور أخرى كثيرة، بالإضافة الى ان استراتيجيته الكروية تحتاج إلى الصبر وعدم الاستعجال بالنتائج لأنه ينبغي الانتظار لما بين خمس إلى ست سنوات بشرط ان يبدأ العمل مطلع العام المقبل 2005 ويظل مستمرا بدون انقطاع تحت إعداد معين يزداد تدريجيا خلال كل فترة وليس منقطعاً.. منوها إلى أهمية عدم الوقوف عند تحقيق نجاح بعد جهد وعمل شاقين لان الوضع الكروي سيبقى كما هو. ولهذا يجب تواصل العمل وبشكل مكثف وبدون انقطاع. وأكد ان تطبيق هذه الاستراتيجية وتحقيق طموحاته وأهدافه مع الفريق اليمني لن تأتي إلا بوقوف اتحاد الكرة ووزارة الشباب والرياضة والإعلاميين والجمهور إلى جانبه، وهي خلق منتخب يمني قوي يشرف البلد في المحافل العربية والدولية، إلى جانب الدقة والنظام. وإذا وجد هذا الشيء فيمكن ان نختصر الوقت وتكون المدة اقل ولهذا يجب الاستمرار في العمل التطبيقي بشكل جاد حتى لا يكون خطوة للامام وخطوتين للخلف. وقد لاحظ سعدان ان اعتماد الأندية على مدرب واحد فقط من دون مساعدين محليين هو ما يعيق المدرب اليمني من اكتساب الخبرة الكافية من المدرب الأجنبي، إلى جانب عدم وجود الدراسات التدريبية التي تساعد على تكوين قاعدة سليمة تساعد الفريق. يذكر ان رابح سعدان تولى قيادة تدريب المنتخب اليمني والإشراف الفني على المنتخبات الوطنية الأخرى نظير مقدم عقد بقيمة ستين الف دولار، وراتب شهري عشرة الاف دولار، إلى جانب تسديد 3000 دولار رسوم دراسية لأحد أبنائه، بالإضافة إلى السكن المناسب والسيارة ومكافآت الفوز.. ويعتبر سعدان احد الكوادر التدريبية العربية المشهود لها بالكفاءة وله صولات وجولات على الساحة الإفريقية ممثلة بمنتخب بلاده الجزائري الذي قاده لأكثر من خمسة عشر عاماً كان آخرها في نهائيات أفريقيا بتونس العام الجاري.