السباحة سمر نصار أول رياضية عربية تدافع عن ألوان دولتين

TT

اثينا ـ أ.ف.ب: تمثل السباحة الاردنية سمر نصار حالة فريدة من نوعها في العالم العربي لانها اول رياضية تنال شرف تمثيل دولتين مختلفتين في دورتين اولمبيتين على التوالي، فبعد ان دافعت عن الوان فلسطين في دورة سيدني قبل اربع سنوات، تشارك باسم الأردن في دورة الالعاب المقامة حاليا في اثينا.

وقالت نصار (160 سنتم و52 كلغ) المولودة في 16 فبراير(شباط) 1978 في بيروت في حديث لوكالة الصحافة الفرنسية قبل احدى الحصص التدريبية لها في المسبح الاولمبي: «انا اردنية من اصل فلسطينية».

وقد انتقلت عائلة نصار للعيش في الاردن عندما كانت سمر في الثالثة من عمرها وهي الآن متخرجة باجازة في البيولوجيا النووية وساعدت والدها في مختبره قبل ان تتفرغ للسباحة في العام الماضي.

واوضحت «لم تتسن لي المشاركة مع المنتخب الأردني في اولمبياد سيدني عام 2000 لكنني منحت الفرصة للدفاع عن الوان فلسطين بالاتفاق مع اللجنة الاولمبية الاردنية التي اشكرها على مبادرتها بالسماح لي بتحقيق حلم رائع». وتقول نصار التي شاركت برفقة العداء رامي ديب قبل اربع سنوات: «مشاركتي الاولى كانت فرصة عمر بالنسبة الي وكنت فخورة بالسير باللباس الفلسطيني في حفل الافتتاح».

وشاركت سمر في سباق 50 م في سيدني وسجلت 30.05 ثانية وخرجت من الدور الاول وقالت في هذا الصدد: «عندما انتهت مغامرتي الاولمبية وجدت نفسي ضائعة وقلت في نفسي ماذا بعد». وتابعت: «قد يكون القطار فاتني الآن لتعويض الوقت الضائع لكنني استطيع ربما من خلال عمل اداري في المستقبل ان اساعد الجيل المقبل على تحقيق نتائج جيدة ولما لا الصعود على اعلى منصات التتويج في المحافل الدولية».

وخلال مشاركتها الاولى وضعت نصار نصب عينيها المشاركة مرة جديدة لكن تحت الوان علم الأردن، وقالت: «كانت سيدني تجربة رائعة وفرصة امامي لاني كنت اريد ان اثبت قدراتي للدفاع عن الوان بلدي الاصلي وقد وفقت في مسعاي فكان جواز سفري للمشاركة حاليا دفاعا عن الوان الاردن». ولا تتذكر سمر كيف بدأت علاقتها بالمسبح عام 1987 لكنها اكدت انها لقيت تشجيعا منقطع النظير من والدها. وعن الفارق بين التجربتين، قالت: «بطبيعة الحال كانت سيدني تجربة فريدة لانها المرة الاولى التي كنت اشارك فيها وكانت مميزة بالطبع، اما هنا فالمشاركة تحمل معنى تاريخيا لان اليونان هي مهد الالعاب الاولمبية ومنها انطلقت في العصر القديم قبل ان تنبعث فيها ايضا الالعاب الحديثة أواخر القرن التاسع عشر». واعتبرت نصار ان الدعم المالي ليس كافيا في معظم الرياضات في العالم العربي خصوصا في السباحة «التي تتطلب وجود مسابح ذات مواصفات اولمبية ومدربين اكفاء خلافا لرياضات اخرى مثل العاب القوى التي يمكن ان يمارسها المختص فيها في أي مكان».

واضافت «المجهودات الكبيرة التي نقوم بها خلال التمارين ليست كافية لاننا في حاجة الى بنى تحتية لتحسين مستوياتنا». واشادت نصار بالسباحة المصرية الشهيرة رانيا علواني التي «اكن لها كل احترام لانها السباحة العربية الوحيدة التي نجحت في فرض نفسها على الساحة الدولية وهي بالتالي تشكل استثناء».

وكانت علواني قد بلغت الدور نصف النهائي في سباق 50م في سيدني، وهي افضل نتيجة تحققها سباحة عربية في الالعاب الاولمبية. ورات نصار ايضا ان عمر الرياضيات العربيات قصير في الملاعب ويجب ان يكون اطول وقالت «صحيح ان افضل عمر للسباحات هو بين 14 و18 عاما لكن هناك استثناءات فاذا نظرنا الى البطلات العالميات نرى ان الهولندية اينغه دي بروين والاميركية جيني طومسون تجاوزتا الثلاثين وما زالتا تنافسان على الالقاب».